كانت الرواية العربية في معطياتها الجديدة هي محور النقاش. التف حول طاولة الاجتماعات بالبيت الأثري في الشارقة عدد من المبدعين والنقاد والدارسين. طرحوا رؤي وتصورات امتدت آفاقها إلي المكانة التي ينبغي أن تحصل عليها الرواية العربية في الإبداع العالمي الحديث ترددت أسماء محفوظ وإدريس وسعد ماوي وحنا مينا وبن جلون والشرقاوي والطيب صالح ومعلوف وعمران وبن حميش وهدي بركات ولطيفة الزيات وعشرات غيرهم. بدا اقتراح الأستاذ الجامعي الأمريكي روجر ألن غريبا. فلم أتردد في رفضه. الهدف مهم. ونبيل. لكن الاجتهادات التي تسعي لبلوغه اختلفت ثمة من طرح فكرة تطوير مراكز الترجمة وأقسام الترجمة في الجامعات بحيث تؤدي دورا فعالا في الترجمة من اللغات الأجنبية إلي اللغة العربية. ومن العربية إلي اللغات الأخري. لا تقتصر عمليات الترجمة علي الفرنسية والإنجليزية. بل تشمل لغات أفريقيا وآسيوية. باعتبار أن من يعرفون الإنجليزية والفرنسية يبلغون 25% من القراء علي مستوي العالم. بينما يمثل قراء اللغات الأخري حوالي 75% من القراء! تعددت الحلول. أهمها أن تتولي مؤسسات متخصصة تسويق الإبداع العربي إلي العالم بمعناه الجغرافي الواسع. والحقيقي. تحسن الاختيار والترجمة. والاتجاه إلي القاريء في كل الدنيا. دون الاقتصار علي قراء الولاياتالمتحدة وأوروبا! طرح روجر ألن اقتراحه الذي لم أتردد في رفضه: أن تتولي المراكز الثقافية الأمريكية في مدن الوطن العربي تسويق الإبداعات العربية وتعريف القاريء العربي بالإبداعات العالمية. المراكز الثقافية الأمريكية؟! لو أن ألن أشار إلي المراكز الثقافية العربية. أو إلي المراكز الأجنبية بتعدد لغاتها وهوياتها. ربما خضع الاقتراح للمناقشة. وإبداء الآراء الموافقة أو الرافضة. لكن الاقتصار علي المراكز الثقافية الأمريكية بما تحمله من إرث مشبوه. يصعب -بل من المستحيل- قبوله! تصورت أن السيد روجر ألن نسي القناع المغاير لطبيعة عمله. وحين احتدم النقاش نطق بصوته الحقيقي. وعبر عن مهمته المناقضة للهوية التي يدعيها! تتبع كل وزارة في الوطن العربي عشرات المؤسسات والهيئات في مقدمة ما تعني به تقديم الثقافة العالمية- بمفهومها الأرحب- إلي القاريء العربي. وتقديم الثقافة العربية الأصيلة سواء كانت تراثا أم معطيات حداثية. إلي القراء في أرجاء العالم. بحيث يزول الزعم الغريب الذي أطلقته مستشرقة إسبانية. علي إبداعنا العربي. عقب فوزنجيب محفوظ بجائزة نوبل. إن إبداعات محفوظ مجرد أشجار قليلة في صحراء جرداء!