دخلت مرة إحدي صيدليات "العزبي" الموجودة في شارع قصر العيني.. فوجدت بها عددا لا بأس به من الصيادلة والصيدلانيات العاملين بها.. بعضهم كان يتكلم في التليفون.. والبعض الآخر كان يجلس أمام الكمبيوتر.. وأكثر من شخص كانوا يتبادلون الحديث فيما بينهم. وقفت أنتظر بعض الوقت لعل أحدا من هؤلاء يسألني عن الدواء المطلوب. فلم يحدث ذلك.. وأخيرا ناديت علي أحدهم فجاءني متكاسلا فسألته: لماذا تتجاهلون الزبائن؟! لم يعر سؤالي أي انتباه وسألني عن الدواء المطلوب فأتاني به.. ولأنني كنت زبونا دائما فطلبت منه منحي التخفيض اللازم. سألني الصيدلي عن تليفوني المسجل عندهم فأعطيته الرقم ثم كشف عنه وأعطاني التخفيض المطلوب. شكوت لصديق عزيز عليّ قريب من د. أحمد العزبي من سوء معاملة الصيادلة وتجاهلهم للزبائن وطلبت منه رقم تليفون الدكتور العزبي.. فأعطاني الصديق رقم مدير آخر.. ولأن هذا الموضوع مضي عليه أكثر من اربع سنوات فلم أعد أتذكر اسم هذا المدير. في النهاية طلبته وشكوت له تجاهل الصيادلة للزبائن. ومن ضمن الكلام أخبرته أن الصيدلية تمنحني التخفيض اللازم للزبائن الدائمين.. فكان رد المدير أننا لا نعطي تخفيضا لأحد!! بعد عدة أيام فوجئت وأنا أطلب دواء جديدا من الصيدلة فأخبروني ان المدير أمر بألا نعطيك أي تخفيض!! هكذا عاقبني المدير لأنني شكوت له اهمال الصيادلة وتكاسلهم. وبالأمس قرأت في صحيفة "المساء" علي صفحتها الخامسة خبرا بعنوان: "من يحمي العزبي"؟!.. يقول الخبر ان د. محمد سعودي وكيل نقابة الصيادلة السابق تقدم باستقالته من مجلس النقابة لعدم انسجامه مع النقيب الجديد د. محيي عبيد. لانه طالبه بالتركيز علي القضايا المهنية الخاصة بحماية الدواء من الغش والتهريب. بينما يهتم النقيب بتعديل لائحة النقابة وزيادة صلاحيته فيها!! قال د. محيي: النقيب مهتم بقضية فرعية وترك قضية انشاء هيئة مصرية موحدة للدواء لمواجهة غشه وتهريبه ومواجهة اصحاب سلاسل الصيدليات مشيرا إلي صيدليات د. أحمد العزبي التي تسببت في خراب بيوت مئات الصيادلة رغم ان د. العزبي مفصول من النقابة. ورغم ذلك فقد تم تعيين د. العزبي مستشارا لوزير الصحة د. عادل العدوي رغم شطبه من النقابة.. أضاف أنه قال للوزير. لابد من مواجهة الوزارة للعزبي باعتبار ان الوزارة الجهة التنفيذية المسئولة عن تطبيق الأحكام الصادرة ضد د. العزبي لمخالفته قانون النقابة. لكن ماذا كان رد الوزير قال: إن القانون ليس قرآنا ويمكن مخالفته!!! هكذا يتصرف الوزراء والمحافظون في ظل فترة حاسمة من تاريخ مصر تسعي فيها الرئاسة بكل جهدها داخليا وخارجيا لبناء دولة مدنية عصرية. الرئيس السيسي في جانب والوزراء والمحافظون وتابعوهم في جانب آخر!! هذه هي مصر التي يأمل شعبها ان يتجاوز مرحلة التخلف التي عاشها سنوات طويلة.. الوزير يقول بكل صراحة: القانون ليس قرآنا ويمكن مخالفته!!