منذ أن تقدم "سمير" للزواج من "ليلي" فوجئ بأن حمايته نوع خاص جداً من الحموات .. حاول أن يستميلها لجانبه ففشل. أراد ان يجد ميزة واحدة فيها فلم يهتد لذلك سبيلا.. ذلك لأن حماته عاملته من اليوم الأول معاملة السادة للعبيد. فكل طلباتها مجابة دون مناقشة وأوامرها تنفذ دون تعليق. أصبح "سمير" خلال 3 سنوات فقط من زواج "ليلي" انسانا آخر بسبب حماته فقد زاغت نظراته وشاب شعر رأسه وكاد يصاب بالجنون بسببها حتي أنه ذات ليلة لم يعد يحتمل ما تفعله به حماته فصرخ فيها قائلا: "الله يلعن اليوم اللي شفتك فيه.. انت فاكراني ايه عبد عندك.. فوقي يا هانم. أنا أحسن منك ومن اللي خلفوكي" وبعد هذه الجملة مباشرة استيقظ سمير من نومه حيث كان يحلم بسب حماته. وأفاق من نومه بسرعة خشية رد فعل حماته بعدما قال جملته السابقة. تذكر أول يوم دخل فيه بين اصهاره حيث استقبله حماه "سمير" بترحاب واضح وبشاشة كبيرة فتفاءل "سمير" وارتفعت معنوياته لكن بعد لحظات فوجئ بوالد زوجته ينتفض في مكانه ويقول "أعوذ بالله من غضب الله .. سلام قولا من رب رحيم" نظر سمير إلي القادم فشاهد لأول مرة حماته المصونة "عدلات" امرأة قوية متسلطة لا يقف أمامها أحد حتي ان حماه لم ينطق بكلمة واحدة منذ أن دخلت وحتي نهاية اللقاء. تزوج "سمير وليلي" بعد خطوبة استمرت قرابة عام ذاق فيه الأمرين علي يدي حماته التي غالت في طلباتها وأثقلت كاهله بالجهاز والتنجيد والسجاد والشبكة والمهر حتي خشي ان تطلب منه لبن العصفور .. وظن المسكين ان سيطرة حماته قد انتهت بزواجه من "ليلي" وابتعادهما عن هذه المرأة المتسلطة. لكن حماته كانت قدرا لا يمكن الفكاك منه فبعد شهر العسل فوجئ "سمير" بحماته تنتظم عليه في هذين اليومين أن يقيم مأدبة طعام تليق بحماته ثم يقوم بتوصيلها نهاية اليوم رغم تعبه وارهاقه في عمله. كان سمير يعمل بتجارة الملابس التي تدر عليه دخلا معقولا يعيش منه هو وزوجته لكن دخول حماته أرهق ميزانيته وجعله يستدين بسبب طلباتها التي لا تنتهي.. الأدهي من ذلك ان حماته لم ترض عنه رغم كل ما يفعله ودائما كان يسمعها تحرض ابنتها ضده حتي يكتب لها الشقة باسمها. كما تحثها علي أخذ ما معه من مال أولا بأول. لأول مرة في حياته يذوق "سمير" طعم الدين والعجز عن تدبير مال للانفاق علي بيته وتكلفة استضافة حماته مما اضطره إلي الاستدانة من بعض التجار علي أمل أن يتمكن من سداد هذه المبالغ في وقت قريب لكن الأحوال زادت سوءا وانتقل من دين إلي دين عجز تماما عن سدادها وانتهي به الأمر إلي السجن في قضايا ايصالات أمانة وشيكات بدون رصيد.