* سيدتي: مشكلتي غريبة بعض الشيء ولا أعرف كيف أكتبها ولكن لابد من مساعدة فأنا في نار ولا أعرف كيف أطفئها.. أرجوك ساعديني. عمري 23 عاماً طالبة بالفرقة الثالثة في كلية من كليات القمة.. أسكن في شقة جميلة استأجرتها لي أمي بمفردي في حي راق فالحمد لله نحن مستوانا المادي مرتفع.. المشكلة في أنني أحببت!! ولكنني أحببت من لا يصلح لي.. فهو أكبر مني بأكثر من ضعف عمري.. وليست تلك المشكلة المشكلة التي سأفجرها لك حالاً هي الكارثة التي أريدك أن تساعديني فيها ولكن لا تقولي ابتعدي.. المشكلة انني أحببت زوج أمي!! فهو وسيم جداً وله نظرة يخصني بها لم تكن ذات يوم لأب.. ولا تقولي إنني حرمت من أبي ولذا فهو يعوضني لأنني لست محرومة من أبي بل أجلس في كنفه كل الإجازات فهو يرفض أن أعيش مع أمي التي ما أن تتزوج حتي تطلق وتتزوج وهذا الزوج الأخير أقسمت أنها لن تتزوج غيره فهو الرابع لها.. أمي صغيرة وجميلة ولكنها ملولة ولا تصبر مع رجل وأيضاً سليطة اللسان مع أزواجها.. لديها مصنع بلاط وطوب وتتعامل مع رجال تكون أخشن منهم ولكنها في المنزل قصة أخري تستطيع أن تشد إليها كل الرجال فهي فاتنة وساحرة الجمال وقد ورثت هذا عنها.. المشكلة أنها لا تعرف أن زوجها يبادلني النظرات ويتصل بي بالساعات يتحدث عن جمالي وأنه كان يتمني لو رأي أمي وهي صغيرة مؤكداً كانت تشبهني.. يشتري لي الهدايا كلما سافر خارج مصر ويأتي أحياناً للشقة عندي ويعطيني مالاً لأنفق ويعزمني علي الغداء كل هذا وأمي سعيدة انني أحبه كأبي وهي لا تعرف انني أتمناه زوجاً لي ولكن للأسف عرفت أنه لا يجوز لي حتي وإن طلق أمي.. منذ أسبوع أقنع أمي أن يأخذني معه في رحلة ولا داعي لإخبار أبي لأنه سيرفض ذلك ولكن أمي خافت من أبي وقالت له مش عايزة وجع دماغ.. وأفكر أن أعرض عليه أن أذهب معه دون علمهما فهي رحلة لشرم الشيخ وليست خارج مصر ولمدة ثلاثة أيام وأمي لا تزورني بالأسبوعين لأنها تقطن مدينة أخري غير التي أدرس بها.. الحقيقة انني لن أستطيع أن أبتعد عنه حتي لو حملت ذنوب الدنيا ولكنني أكتب لك لعلك تقولين لي الطريقة التي لا تجعلني أرتكب حماقة تضر بي وبمستقبلي ولن أستطيع أن أوضح أكثر من هذا. ** عزيزتي: لماذا ترسلين لي تلك الرسالة؟! انت لا تريدين الحل أنت تريدين من يسهل لك طريق الرذيلة دون أن تقيمي وزناً للأعراف ولا للقيم ولا للحياة الأسرية بكل ما فيها من أشياء غير الرغبات الشاذة.. هذا الرجل هو زوج لأمك ومحرم عليك ولكنك لا تفكرين في دين وما فهمته من رسالت» أنك تبحثين عن طريقة تنجيك مما يترتب عن تلك العلاقة الشاذة ولك أقول إنك رغم أن عمرك 23 عاماً إلا أنك تتصرفين بعقلية طفلة لا تنظر لأي شيء سوي رغبتها في لعبة تتسلي بها.. كان من الممكن جداً ألا أرد علي رسالتك فأنت في غني عمن ينصحك وقد قررت اختيار طريق المعصية ولكنك تبحثين عن وسيلة تجعله أقل ضرراً لو أنك تركت نفسك لفسوقها. ولك أقول ما سيحدث.. ستنجرفين في علاقة مشبوهة مع هذا الذئب الدنس هاتك الأعراض.. ثم تجنين ذلك ألماً وحسرة بينما يفر هو بفعلته منك ومن أمك اللاهية بعملها وتجارتها.. وبما أنه معك تصعب النصيحة.. لكنني سأقولها لمن يعتبر غيرك.. المفروض أن ينكشف هذا المتصابي المجرم أمام والدتك وتعرف أنها لم تدخل بيتها رجلاً وإنما ذكراً لا يفكر إلا في اقتناص ما لذ وطاب بالحرام.. وعليها أن تقوم بطرده.. فبرغم أنها لم ترتكب الفاحشة وإنما تتزوج علي سنة الله ورسوله إلا أنها لم تتخير من يكون بجوارها عوناً لها.. عليك أيضاً بالكف عن رؤية هذا الذئب الذي سيضيع مستقبلك بأفعاله وتأكدي أنك ربما كنت مريضة نفسياً فما يجذبك لأمك قدرتها علي جذب الرجال إليها وتلك في الحقيقة نظرة أستغرب لها. فوالدتك سيدة أعمال ويبدو أنها ناجحة ولكن ما بهرك قدرتها علي أن تشد الرجال وتتزوج منهم من تشاء فهي لا تصبر علي واحد منهم وتتركه لتتزوج غيره ورغم صعوبة ذلك.. إلا أنها لا ترتكب حراماً فهي زوجة وليست عشيقة وليست سارقة وليست مرتكبة فاحشة.. ولذلك دعيني أختم رسالتي لك أن هذا الزوج وأعذريني لا أستطيع تسميته بالرجل فالرجال الحق يعرفون القيم والأخلاق ولا يخونون ولا يسرقون أعراض من يأتمنهم عليها.. لذا فهو زوج والدتك وكلمة زوج تُقال للإنسان وللحيوان وللحشرات أيضاً.. العفيف منها وغيره.. هذا الزوج لا يحترمك لا أنت ولا والدتك وربما تزوجها لغرض ما وربما كانت نزوة وربما رغب فيكما معاً ولذا فلا هو يحبك ولا يحب والدتك ويتعامل معك كما يتعاملون قديماً مع الجواري. أفيقي لعلك تنقذين بعضاً من كرامتك وكرامة أسرتك وتأكدي أن الحرام ممتع جداً للحظة ومُر جداً باقي العمر.. فلا تخسري نفسك لأجل من لا يستحق ولا تستهيني بالذنب فلو ابتلاك الله بالعقاب ستعرفين قيمة التمسك بالفضيلة. * أقول هذا لكل أم.. يا عزيزتي عندما تختاري زوجاً لك وأنت تتزوجين للمرة الأولي أنت تتخيرين أيضاً أباً لأولادك.. ولكنك عندما تتزوجين للمرة الثانية خاصة لو كان عندك أطفال وبنات.. فاحرصي كل الحرص علي شيئين الأول أن يكون متقياً لله يعرف حدوده وأن يكون ممن يخاف ارتكاب المعاصي... وثانياً أن يكون أباً حقيقياً ولا تتركي له بعد ذلك الحبل علي الغارب.. نحن يا سادة في فتنة أصبح القابض علي دينه كالقابض علي الجمر.. وأصبح الذئاب في ثوب الحملان والعكس.. اتقنَّ الله في أولادكم وأنفسكن.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.