** سيدتي: هل قدر المرأة العذاب في الأرض .. وهل العذاب في الحب وراثة؟ تلك هي مشكلتي التي لا أعرف كيف أتخلص منها.. أنا يا سيدتي معذبة منذ ولدت.. وورثت الشقاء عن أمي.. حتي أصبحت أعتقد بأن الشقاء والسعادة ميراث مثل الفقر والغني. تبدأ حكايتي بعد أن تزوجت أمي من أبي بعد قصة حب كبيرة ووقفت ضد أهلها لكي تتزوج منه وهو الأدني في المستوي الاجتماعي والمالي لهم.. وبعد أن أنجبتني.. سافر أبي للسعودية للعمل هناك ولأن ظروف العمل لا تسمح باصطحابنا أو هذا ما قاله لأمي وقتها.. لم نذهب معه.. وبعد خمس سنوات من الغربة عاد فجأة ولم نعرف لما عاد بهذا الشكل ولكن شاءت الظروف أن نعرف أنه عاد بعد أن ارتكب فعلة مشينة مع واحدة تعمل هناك وكانت متزوجة ولولا تدخل الناس لقتل أبي هناك.. عاد ولكنه لم يتعظ وظل يطارد النساء وكانت أمي تعرف.. تعجبت كيف لها أن تصبر علي هذا؟ ولكنني كنت السبب ولهذا لم تفكر ثانية في الإنجاب ولم يكن احتمالها لهذا الرجل إلا لأجلي. بعد أن كبرت عرفت كل شيء عن سلوكيات أبي المنحطة من صديقتي وجارتي وظننتها كمن يشمت في ولكن الأمر لم يكن هكذا.. بل كان ردا علي إلحاحي لها بأن تزورني كما أزورها فقالت إن والدها يرفض ذلك لأن أبي رجل ليس فوق مستوي الشبهات. المهم أنني صدمت فيه وفي لحظة غضب قلت له إنك دمرتني بهذه السمعة وبزواجه بغير أمي عرفيا من امرأة ساقطة تركها بعد أن كادت تحمل منه وهو لا يريد ما يربطه غيري فهو يعتبرني نكبة حياته. كنت أتمني أن أحب وأتزوج خلاصا من بيتنا وهذا ما حدث وفعلا أحببت وظللت معه فترة حتي تقدم لي وتمت خطبتي ولكنه حاول أن يحول الخطبة إلي علاقة زوجية كاملة وعندما رفضت وعنفته صدمني بقوله: من أين لك بهذه الأخلاق وأنت ابنة أبيك!! بكيت والقيت له بالدبلة وانقطعت عن الرد عليه أومقابلته.. وحاول هو أن يعتذر لكنني فضلت أن أتعذب علي أن أرد عليه..حتي أرسل لي مع صديقتنا المشتركة برغبته في أن يعقد علي عرفيا وفي السر حتي تتحسن ظروفه ونتزوج رسميا كي أكون مطمئنة.. ولكنني خائفة.. وقال إنه سيشهد عدداً من الأصدقاء علي هذا الزواج.. أنا أحبه وأعلم أنني لن أجد من يحترمني لأنني ابنة هذا الرجل.. الذي له كل يوم حكاية مع بنات ونساء ولا يحترم أمي بل يحتقرها ويعاملها معاملة سيئة ويعيرها أنها خرجت عن طوع أهلها لتتزوجه وأنها ليست أفضل منه بل هو الذي يبقي علي تلك النكدية لأجلي.. فماذا فعل لأجلي حتي دراستي لا يعلم عنها أي شيء ولا يعلم أنني رسبت للعام الثاني في المعهد بسبب ما أعيشه من عذاب في الحب وعدم الثقة.. أنا تعيسة أرجوك ساعديني. ** عزيزتي: الحياة مليئة بالمشاكل ولو حملنا كل المشاكل في عنقود واحد وحملناه علي ظهورنا لسقطنا من شدته وربما خنقتنا أحبال اليأس.. وهذا كفر برحمة الله. والدك رجل غير أمين مع نساء وفتيات.. ورغم إيماني بأنه لا تزر وازرة وزر أخري إلا أنه يعاقب الآن فيك.. ولكن لا تصدقين أنت علي هذا العقاب.. ودعي أخلاقك تعصمك يا ابنتي.. فهي الشيء الوحيد الذي سيؤكد للناس أنه يخلق من ظهر العالم فاسداً ومن ظهر الفاسد عالماً.. أي لا تستمعي لهذا الشيطان الصغير الذي يسير علي درب أبيك.. ولا تصدقي كلماته بأنه سيتزوجك رسميا بعد ذلك واعلمي أن تلك الورقة لا قيمة لها عند مختل الأخلاق هذا.. ولاحتي العقد الرسمي والميثاق الغليظ.. هؤلاء يا عزيزتي ممن لا خلاق لهم لا يفكرون بالله إلا عندما تأتيهم المصائب.. ابتعدي عنه فهو مصمم علي أن يفعل بك ما فعله أبوك بالأخريات ويعتقد وهذا ذنبه أن ابنة الفاسد بالضرورة فاسدة. كوني صابرة كأمك ولكن ليس بالحياة مع فاسد.. بل بالصبر علي أبيك فلا تكوني عاقة له ولكن لا تجعليه شماعة الأخطاء.. بمعني أنه سيحاسب علي عمله ولن يحاسب علي عملك بعد أن أصبحت مكلفة..الشيء الثاني اختار والدك حياته.. فلا تسيري علي دربه واختاري حياتك بعيدا عن هذا الانحطاط كما وصفته.. لا تذهبي للتعاسة بقدمك. ارفضي هذا العابث حتي لو كان بزواج رسمي فهو صورةمن والدك.. وانتظري سيأتيك من يميز الطيب من الخبيث ويأخذ بيديك لحياة نظيفة سعيدة.. وقد أخطأت والدتك أنها أكملت حياتها مع هذا الأب فمثله لا ينبت نبتا طيبا إلا من رحم ربي.. وقد كنت منهم.. كان عليها أن تتركه وهذا كان لصالحك ولكن لم يحدث فلن نعاتبها لعل هناك ما هو أبعد من الحب فمثله لا يحب ولكن هناك مرض التمسك بالوهم.. وعدم القدرة علي تغيير مسار الحياة.. وربما كانت كذلك.. اهتمي بحياتك بشكل جيد.. بمعني أنهي تعليمك أولا ليكون لديك سلاح تعملين به.. واحسني الاختيار ثانيا.. وتعلمي كيف تكون الاجابة في صالحك دون انهيار.. فلو قال لك أحدهم كيف تكونين ابنة هذا الرجل وصالحة.. اسأليهم عن والد سيدنا إبراهيم وحاله مع ابنه.. وعن سيدنا لوط وحاله مع زوجته.. يا بنيتي الحياة مليئة بالأحزان.. وبالنجاحات خذي منها وبقوة ما يفيدك وارمي منها وبقوة ما يضرك واعلمي انك كلما اتقيت الله سيجعل لك مخرجا.. ولن يسلبك أحد ما لا تسمحين به. همسات أعزائي وأصدقائي رمضان كريم عليكم.. وجعله الله عام بركة وتقبل منكم الصيام والقيام.. موعد اللقاءات سيكون بعد عيد الفطر إن شاء الله..وحتي موعدنا هذا نتواصل عن طريق التليفون بعد الإفطار وعن طريق الرسائل والميل.. تحياتي.. وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.