تستوطن أعداد كبيرة من التماسيح بحيرة السد العالي بأسوان.. في ظل اتفاقية دولية تجرم صيدها للحفاظ عليها من الانقراض.. وسط اتهامات بتكاثرها بأعداد هائلة وأنها أصبحت تمثل خطراً علي حياة الإنسان وعلي الثروة السمكية في البحيرة.. وأنباء عن استمرار الصيد الجائر للتماسيح باستخدام الزوارق السريعة والأسلحة النارية للفوز بجلودها التي تعد الأفضل في العالم. عاشت "المساء" يوماً كاملاً لرصد صيد التماسيح والتقت المسئول عن المحميات ورصد التماسيح. يصف شعبان سيف الدين شيخ الصيادين بأسوان التماسيح بأنها المتهم البرئ.. يقول: نحن المتعاملين مع التماسيح نعرف جيداً طباعها.. وبراءتها من تهمة التعدي علي الإنسان والأسماك. أضاف إن التمساح لا يبدأ بالهجوم لكن إذا حاول أحد التعدي علي أولاده أو منطقة وضع البيض فإنه يهاجم المعتدي بشراسة كبيرة. أشار إلي أن التماسيح لا تستطيع اخراج لسانها لابتلاع الفريسة رغم وجود 60 ناباً في الفك العلوي و40 بالفك السفلي.. ويحذر شيخ الصيادين من ليس لديه خبرة في صيد التماسيح أن يغادر ولا يحاول القيام بهذه المهمة التي يري أن لها طريقة خاصة. أوضح الشيخ سيف الدين أن صيد التماسيح يفضل أثناء الليل استغلالاً لضعف ابصار التماسيح خلال الظلام.. وعند استخدام الأضواء يخرج التمساح نحو الضوء فيتم اصطياده بحبل طويل مربوط في طرفه الآخر عوامة حتي لا يغطس التمساح في الماء بعد ضربه.. وينتظر الصياد بعد ذلك نحو 7 ساعات حتي يكون التمساح قد استنفد قوته وبعدها يتم سحبه إلي الخارج وربطه بالحبال مع وضع جسم خشبي في فمه.. وأشار إلي أن مجموعة القري التي تقع علي النيل تشتهر بصيد التماسيح واستعمال جلودها في منازلهم وأحياناً يحنطونها أو يحتفظون بها حية داخل أحواض خاصة لتكون مزاراً للسائحين الذين يفضلون التقاط الصور معها. يؤكد المهندس محمود عزت مدير إدارة التماسيح بالمحميات الطبيعية عدم وصول تعليمات رسمية حتي الآن ببدء صيد التماسيح.. فالدولة عندما أنشأت بحيرة ناصر اكتشفت وجود التماسيح بكثافة في هذه المنطقة وقامت بانشاء مرصد للتماسيح وحمايتها من الانقراض تحت اشراف جهاز شئون البيئة بأسوان للحفاظ علي النوع لكنها تكاثرت بصورة كبيرة إلي الحد الذي جعلنا غير قادرين علي تحديد أعدادها الفعلية أو السيطرة علي الصيد الذي يري أنه جائر وغير مشروع من جانب الصيادين والشركات التي تقوم بصيد التماسيح لأغراض تجارية للفوز بجلوها التي تعد الأفضل في العالم. يكشف عزت عن استخدام الصيادين لطرق غير شرعية لصيد التماسيح مثل إطلاق الرصاص.. ويؤكد علي براءة التماسيح من تهمة خفض معدلات نمو الأسماك أو التهام أسماك بحيرة ناصر.. مؤكداً أن الطعام الغالب للتماسيح هو الأعشاب البحرية والكلاب الضالة حيث يصطادها أثناء سعيها لشرب الماء علي ضفاف البحيرة.. ويكشف عن طبيعة غريبة للتماسيح وهي ابتلاع الصخور التي تساعدها علي هضم الطعام ثم اخراج الفضلات من الفم. أما الدكتور محمود حسيب مدير عام المحميات بجنوب الوادي فيقول إن صيد التماسيح مدرج ضمن قائمة الممنوعات المحرمة دولياً وأن عملية الرصد في محيط البحيرة بدأت منذ 6 سنوات وأن الأعداد التي تم رصدها لا تتجاوز 2000 تمساح.. مشيراً إلي انطلاق شائعات بين الحين والآخر من جهات غير مسئولة تحدد أعداد التماسيح بأرقام مبالغ فيها.. وأن إدارة المحمية تعمل علي ابقاء التماسيح حية حتي في حالة الصيد.