* يسأل عبدالحي عرفان من كفر الشيخ: لقد درج الناس علي أن مفهوم الأمانة يقتصر علي المعاملات المالية فقط فما حقيقة ذلك من وجهة نظر الإسلام؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: لقد جعل الإسلام من الأمانة مفهوماً واسعاً لا يقف عند حصر من السلوك اليومي للإنسان فالعامة من الناس فهموا الأمانة علي أنها تقتصر علي المعاملات المالية فقط أما الإسلام فبين للدنيا بأن الأمانة دلالة أعمق وأشمل يمكن أن يجري استعمالها في كافة مناحي الحياة. ولقد أبرز الإسلام للأمانة صوراً عديدة وعلي رأس قائمتها تأتي الأمانة الكبري التي أخذها الله علي الإنسانية عند بدء الخلق وهم في صلب أبيهم آدم "عليه السلام" واعترافهم بالربوبية لله. يقول الله تعالي: "وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم علي أنفسهم ألست بربكم قالوا بلي شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين" "الأعراف: آية 172". فالاعتراف بربوبية الله وحده فطرة في الكيان البشري أودعها الخالق في هذه الكينونة وشهدت بها علي نفسها بحكم وجودها ذاته وحكم ما تستشعره في أعماقها من هذه الحقيقة إن التوحيد ميثاق معقود بين فطرة البشر وخالق البشر منذ كينونتهم الأولي فلا حجة في نقض الميثاق. "2" ومن صور الأمانات التي دعا الإسلام إلي حفظها الأمانة في حفظ الأعراض وتولي المناصب والقيادات والوظائف العامة وحفظ الأسرار الأسرية وأسرار المهنة والأمانة في حفظ البيئة وحمايتها من التلوث والمحافظة علي الصحة وعدم الإضرار بها وحفظ العقل وعدم إضعافه أو تغييبه عن الوعي بأي مسكر أو مخدر. والأمانة في تبعة الحكم من حيث أداء الأمانات إلي أهلها. والحكم بين الناس بالعدل. يقول الله تعالي "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل" "النساء: آية 58". فهذه كلها أمانات ستسأل عنها الحواس الإنسانية. السمع. والبصر. والفؤاد. وكذا بقية الأعضاء حيث تسأل عما فعلت. فالحواس هي آلات النفس الإنسانية والنفس الإنسانية كالقائد المستعمل لهذه الحواس في أغراضها ومصالحها فإن استعملتها النفس في المعاصي استحقت العقاب يقول الله تعالي: "ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً" "الإسراء: آية 36". * تسأل غادة أحمد من الجيزة: توفيت عن ابن وابنتين وابنتي بنت وذلك قبل وفاة أمها غير قاصرتين.. فكيف يتم تقسيم الميراث والتركة؟! ** يجيب الشيخ عادل أحمد سالمان إمام وخطيب بأوقاف الجيزة في هذه المسألة وصية واجبة لبنتي البنت بمقدار ما كانت تستحقه أمهما لو كانت علي قيد الحياة وذلك في حدود الثلث من التركة بشرط ألا تكون المتوفاة قد أعطت ابنتي بنتها منحة تعادل نصيب أمهما وذلك حسب المعمول به في المحاكم.. وتقسم التركة 5 أقسام يؤخذ خمس منها وصية واجبة لبنتي البنت ثم تقسم الأخماس الأربعة علي الابن والبنتين للابن خمسان وللبنتين خمسان لكل منهما خمس.