العالم المصري الكبير د. محمد النشائي .. استاذ الفيزياء النظرية بجامعة كمبردج البريطانية.. وصاحب نظرية المقطع الذهبي في فيزياء الكم التي أحدثت ضجة كبيرة في الأوساط العلمية العالمية.. لم ألتق به سوي مرتين فقط .. لكني خلالهما رأيت فيه النبوغ والطموح والارادة علي تحقيق المستحيل.. كان هذا في عهد د. هاني هلال وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي قبل ثورة 25 يناير المجيدة. لكن بعد الثورة كان اللقاء الثالث والذي لم يستمر سوي لدقائق معدودة تناقشنا خلالها الأوضاع العلمية في مصر.. ووجدت إصرارا من العالم الكبير علي أن هذه الأوضاع تسير من سييء الي أسوأ .. ولابد من وقفة حقيقية تجمع الأوراق من أجل انقاذ مصر والذي لن يكون الا بمشروع قومي وضخم عن التعليم والبحث العلمي. كانت اللقاءات تجري بمكتب وزير التعليم العالي.. فالعالم المصري يعمل مستشارا بلا أجر للوزارة من أجل مصر وأجيال المستقبل. المهم ان د. النشائي أجري حوارا متميزا مع الزميلة "هالة كمال" بمجلة الإذاعة والتليفزيون نشر في العدد 3979 .. فجَّر فيه عدة مفاجآت مدوية.. تؤكد انه غير راض عن الوضع العلمي والتعليمي بل والسياسي في مصر الآن. المفاجأة الأولي: انه لم يتفوق إلا بعدما سافر الي انجلترا والمانيا بسبب الامكانيات المتاحة والتنافس الشديد.. كما انه لم يكن بالشجاعة الكافية للعودة الي الوطن لكي يكافح فيه.. رغم انه من أسرة ثرية جدا ويسكن بأحد الأحياء الراقية علي نيل مصر. المفاجأة الثانية: ان مصر في حاجة ماسة الآن الي انشاء محطة للطاقة الذرية.. لانقاذها من أخطار المستقبل وقال د. النشائي الفضل يرجع لتخلف مصر في ذلك الي الهيئة الدولية للنفاق النووي في فيينا والتي كان يرأسها د. محمد البرادعي.. والذي كان ينافق الغرب ويتركه يفعل ما يشاء.. أما مصر والعرب والدول الفقيرة فالتفتيش هو الحل. أما المفاجأة الثالثة والمدوية هي وصف د. النشائي .. مشروع د. أحمد زويل بالأكذوبة الكبري.. وقال اسألوا د.مفيد شهاب.. وتساءل: لماذا يسمي المشروع باسم زويل.. هل سمي السد العالي مثلا باسم عبد الناصر وكان زعيما بحق.. وقال: بصراحة لا يصح ان نضع اسم زويل علي مشروع ونختزل كل علماء مصر الذين سخروا حياتهم من أجل العلم وعانوا الكثير هنا ونحن نتنزه في باريس ونيويورك ولندن ونحصد الجوائز ونكرم. حذر د. النشائي من المشروع وقال ان زويل سيقوم باعداده وفق المنهج الأمريكي لتخريج جيل جديد قادر علي مسايرة العصر الأمريكي طبعا.. وهي رؤية في منتهي الخطورة لاختراق منظومة القيم المصرية وبالتقاليد الاسلامية بل وتهديد للأمن القومي لبلادنا. * أحلي الكلام: يا ابن آدم .. افعل ماشئت .. كما تدين تدان.