أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن زيارته إلي المملكة العربية السعودية تأتي من أجل البحث والتشاور مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في القضايا العربية التي تمر بها المنطقة. ووصف الرئيس السيسي في مقابلة مع قناة العربية الليلة الماضية الأوضاع التي تمر بها المنطقة بالصعبة. وقال إن المنطقة العربية تمر بظروف صعبة ويجب البحث فيها مع المملكة العربية السعودية. أشار إلي أن زيارته أيضا إلي السعودية تأتي لتهنئة الملك سلمان بتولي مسؤولية حكم المملكة العربية السعودية في ظل هذه الظروف الصعبة كما سيتم خلال الزيارة التأكيد علي أن مصر تقوم حاليا بوضع الاستعدادات النهائية للمؤتمر الاقتصادي المزمع قريبا بشرم الشيخ. وأوضح أن المملكة العربية السعودية هي صاحبة الدعوة لتنظيم هذا المؤتمر. مؤكدا أن مصر تريد تقديم كافة التسهيلات لكل المستثمرين في الخليج عامة وخصوصا الإخوة المستثمرين في المملكة العربية السعودية. نفي الرئيس السيسي أن تكون زيارته لتنقية الأجواء بين مصر والمملكة. مؤكدا أن هناك تاريخاً طويلاً للعلاقات بين مصر والسعودية وأن العلاقات لا تحتاج للتنقية لأنها نقية بالفعل. وأشار الي أن ما يدل علي قوة العلاقات بين القاهرةوالرياض منذ التاريخ الطويل هو أن الملك سلمان كان مقاتلا الي جانب الجيش المصري عندما كانت مصر تتعرض للعدوان الثلاثي عام 1956 وبالتالي لاتوجد إلا مواقف ثابتة وقوية من قبل المملكة تجاه مصر وشعبها. مؤكدا أن مواقف الملك سلمان مع مصر تاريخية ومحل تقدير. أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي أن موقف المملكة العربية السعودية في 30 يونيو كان واضحًا جدًا. وهو دعم إرادة الشعب المصري وليس دعم أحد بعينه. وحول إذا كان توضيح قوة العلاقة بين مصر والمملكة يأتي للرد علي توتر العلاقات المصرية -السعودية والذي كان من قبل بعض الإعلاميين المصريين حول هذا الشأن.. أكد الرئيس السيسي أن الإعلام في مصر يتمتع بحرية كبيرة. نافيًا أن تكون تصريحات هؤلاء الإعلاميين محسوبة علي مؤسسة الرئاسة وموضحًا أن الرئاسة تتعامل مع كل الإعلاميين علي أنهم إعلاميو مصر وليس هناك أحد مقرب وآخر غير مقرب. وكشف الرئيس السيسي عن أن الملك سلمان كان علي رأس الحاضرين للتهنئة في حفل التنصيب وبالتالي فالعلاقة طيبة جدًا وأن هناك تفاهمًا واحترامًا ولن يستطيع أحد أن يبث فرقة أو يؤثر علي التفاهم بين المملكة وبين مصر. فالعلاقات قوية ومتينة جدًا جدًا. وحول العلاقات مع بقية دول الخليج.. أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن القيادة السعودية تعلم ماذا تفعل في دعم مصر.. وأضاف: "أقول للشعب السعودي" دول الخليج السعودية والإمارات والكويت قامت بدور هائل في دعم إرادة الشعب المصري وصموده حتي اليوم. وهذا أمر لن ينسي والشعب المصري لا ينسي أبدًا من يقف بجانبه ويساعده". عن مدي صمود الوساطة التي قام بها الملك الراحل عبدالله بين قطر ومصر.. أكد الرئيس حرص مصر علي تقدير الملك الراحل واحترامنا لمبادرته. وقال: "أرجو أن يكون هذا واضحًا". وحول الدعم الخليجي لمصر وكيف استطاع الرئيس السيسي ترجمتة علي أرض الواقع إلي اقتصاد مصري قادر علي تجاوز الأزمة الراهنة.. أكد الرئيس السيسي أن ظروف الثورة أثرت علي الاقتصاد المصري. وقال: لو قولنا في مصر 90 مليونًا يريدون عيش حياة بسيطة .. فالأربع سنوات الماضية في حالة الثورة كان لها تأثير كبير علي ظروفنا الاقتصادية .. فالشعب محتاج الوقود والكهرباء والسلع الأساسية تتوفر بشكل مناسب.. وبالتالي فهناك احتياج إلي وجود تمويل لهذه السلع لكي تتوفر بشكل مناسب. وهي تحتاج أيضا إلي عمل مشروعات.. علي الأقل مشروعات البنية الأساسية. بالإضافة إلي أننا نحتاج تجهيزًا للاستثمار. وكل هذا يحتاج إلي دعم وتمويل. والحقيقة الأشقاء وقفوا إلي جانبنا". وأكد الرئيس السيسي مجددًا أن أحد الأسباب الرئيسية لصمود مصر وشعبها خلال السنتين الماضيتين رغم الجهود السلبية التي يتم تنفيذها لعرقلة المسيرة كان دعم أشقائنا في الخليج. وحول أن أعداء الخليج وأعداء مصر يتحدثون عن استخدام الرئيس السيسي لتلك المساعدات وهذا الدعم لصالح المؤسسة العسكرية وتقوية الجيش. قال الرئيس السيسي إن هذا ليس دقيقًا.. فآخر معدات من فرنسا كانت بقرض فرنسي من الحكومة الفرنسية قيمته 3.2 مليار يورو قدمته لمصر. مؤكدًا أن مثل هذه الأحاديث محاولة ليقولوا إنهم لا يساعدون البسطاء في مصر بل يساعدون الجيش المصري وهذا غير حقيقي. ورأي الرئيس السيسي أن مساعدة الجيش ليست خطأ.. موضحًا أنه لو لم يكن الجيش المصري موجودًا ويدافع عن هذه الدولة كان مصيرها كمصير دول أخري وهذا لا يقبله أحد. أكد الرئيس السيسي أن عدم استقرار مصر وسقوطها في الفوضي يعني سقوط المنطقة العربية وتهديد للأوروبيين أنفسهم لسنين طويلة قادمة.. واستقرار الخليج أيضًا هو استقرار لمصر. حول تعهد الرئيس أكثر من مرة بأن أمن الخليج هو خط أحمر فإلي أي مدي هذا التعهد. قال الرئيس السيسي "بما تعنيه هذه الكلمة .. فاذا قولنا إن استقرار مصر هو استقرار المنطقة .. فعلينا أن نكون متأكدين .. أحنا متأكدين من هذا. وأشقاؤنا في الخليج مدركون هذا. وكلمة "مسافة السكة" لم تتغير. وهي موجوه ومستمره.. وعلشان كده بنقول مهم أوي.. في ظل المخاطر والتهديدات أن يكون لدينا قوة عربية مشتركة.. وبالمناسبة عندما نقول هذا لا نقصد بها.. الهجوم.. فالخليج مش عايز يهاجم أحد ولا إحنا عايزن نهاجم أحد..إحنا عايزين ندافع عن أمننا ونحافظ علي بلادنا". وحول من أين ستشكل هذه القوة العربية .. قال الرئيس السيسي: "نحن نطرح هذا الطرح لأشقائنا.. وهناك فرصة عظيمة.. نبدأ النقاش والحوار علي ذلك .. وكيفية تحقيقه.. وكيف أن يحقق ذلك أمن واستقرار بلادنا". وحول هل هناك رؤية مصرية معينة أو دول بعينها يمكن البدء بها في تشكيل هذه القوة. قال الرئيس السيسي: أتصور أن المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت والأردن يمكننا التحرك في هذا الشأن" كاشفًا أن ملك الأردن الملك عبد الله أيد التحرك نحو تشكيل هذه القوة حينما تكلمنا عنها .. فنحن في أمس الحاجة لتنفيذ تلك المبادرة في الوقت الحالي . وردًا علي سؤال هل هي قوة عربية مشتركة لمواجهة الإرهاب أم مواجهة جهات تهدد استقرار الدول العربية.. قال الرئيس السيسي: "نحن نتحدث عن أمننا بمفهومه الشامل سواء إرهاب أو غيره. لا أحد يستطيع أن يقول كلمة سلبية علي الفكرة أو تنفيذها لأنها ليست موجهة ضد أحد وليس فكرة توسع أو غزو.. فقط حماية بلادنا في ظروف موجودة فيها". وعن تزامن زيارة الرئيس السيسي إلي المملكة مع زيارة رسمية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأن هناك حديثاً عن وساطة سعودية بين أنقرةوالقاهرة .. وهل المسألة صدفة أم أن هناك وساطة بالفعل .. قال الرئيس السيسي: هي صدفة .. المملكة دولة تمارس علاقاتها وتدير علاقاتها مع العالم كله.. وردًا علي سؤال هل هناك مانع لدي مصر لوجود وساطة بين مصر وتركيا.. قال الرئيس السيسي ان من يري مصر خلال ال18 شهرًا الماضية ..يجد أن مصر كان لها خط ثابت تهدف به دائمًا إلي عدم التصعيد مع أي أحد .. السؤال عندما يوجه لي .. أقول اسألوا الآخرين. وردًا علي هل لدي مصر شروطً بعينها نظرًا للمواقف التركية في الفترة الماضية لأجل البدء في أي تقارب أو أي حوار مع أنقرة أوضح الرئيس بأن العنوان الرئيسي هو عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضنا البعض.. لأن لكل دول ظروفها وخصوصيتها .. ويجب علي الجميع أن يفهم أن ما يدور بمصر أمر غير بسيط. وحول القصد بالتدخلات التركية في مصر هو دعم أنقرة لجماعة الإخوان. أكد الرئيس أن الدعم ووسائل الإعلام التي تقوم بدور سلبي والإساءة المستمرة سواء كانت للدولة أو لي معربًا عن استغرابه من ذلك.. وتساءل"لماذا ذلك..نحن علي الجانب الآخر لا نفعل كده" . وحول أن هناك ضغوطًا علي مصر لإعادة جماعة الإخوان إلي الساحة.. أكد الرئيس السيسي أنه في إعلان 3/7 الذي قدمته القوي الوطنية كان الأمر مفتوحًا دون أي ضغوط للمشاركة في كافة الأعمال من تعديل دستور وانتخابات الرئاسة والبرلمان وغيره دون عمل سلبي ضد الدولة أوالناس. أشار الرئيس السيسي إلي أن هناك فصيلاً يرغب في تهديد مصر وعلي مدار سنة ونصف يقوم بمحاولاته وبالتالي هناك رد فعل رافض لعودة هذا الفصيل الذي يحاول تهديد مصر إلي المشهد من جديد. وأكد الرئيس السيسي أن لدينا إصرارًا حتي الموت للدفاع عن مصر وشعبها ولن نسمح بمحاولات تدمير مصر من أي أحد مهما كان .وقال: "سنحمي بلادنا ونحافظ علي شعبنا حتي الموت. وبشأن اللقاء مع عدد من المنشقين عن جماعة الإخوان.. أوضح الرئيس أنه يلتقي ويستمع للجميع وخاصة إذا كان هناك طرح .. وقال: نحن نعمل علي نقاش كبير حول الخطاب الديني.. فالإنسانية كلها اكتوت بأفكار مغلوطة وخطاب ديني مسيء للإسلام . ونحن مستمرون. وردًا علي سؤال. هل لدي القاهرة تصور معين لحل الأزمة السورية.. أوضح الرئيس السيسي أن حل الأزمة السورية يجب أن يكون بشكل سلمي وسياسي وأن آثار الحل العسكري مدمرة علي سوريا بالكامل متسائلاً هل بعدما انتهت مهمة الناتو في ليبيا استمروا لبناء الدولة الليبية.. تركوها وأصبحت ليبيا بؤرة إرهاب وتطرف تهدد المنطقة. وقال الرئيس السيسي إنه يتحدث عن حل سياسي سلمي لازمة السورية وعن وحدة سوريا.."فالتقسيم سواء في سوريا أو ليبيا أو غيرها ليس في صالحنا...نحن نسعي إلي أن نتجمع". وحول ليبيا ورد الفعل علي قتل المصريين هناك علي يد تنظيم "داعش".. قال الرئيس السيسي إن لدينا رؤية لما يدور في ليبيا وهو بمنتهي الوضوح.. ونحن نحترم إرادة الشعب الليبي ولا نريد أسره بواسطة الميليشيات المسلحة.. وندعم شرعية البرلمان الليبي المنتخب عبر انتخابات عبر بها الشعب الليبي عن اختياره..وندعم الجيش الليبي رغم ظروفه الصعبة ليقوم بدوره في حماية بلده.. ونريد عدم إمداد الميليشيات المتطرفة والميليشيات كافة...وندعم الجيش والحكومة الليبية. وحول الأوضاع في اليمن.. أكد الرئيس السيسي أن المشكلة اليمنية معقدة جدًا لكن نستطيع التحرك وبذل جهد لحل تلك القضية لأننا في أشد الحاجة إلي لم الشمل ومعالجة الجراح الموجود في جسم الوطن العربي بسرع ما يمكن مما يتطلب إرادة مخلصة ونوايا مخلصة. وحول باب المندب وهو معبر حيوي للاقتصاد المصري وأفعال الحوثيين في اليمن ومدي خطورتها علي مصر أكد الرئيس أن الأوضاع تتطلب التحرك لإيجاد حل في اليمن وسوريا وليبيا وفي أي دولة أخري الأمن القومي العربي جزء لا يتجزأ من بعضه. يجب التحرك جميعًا ونعززه والقضايا العالقة يتواجد لها حل مع بعضنا البعض وليس علي دول الخليج فقط. وحول توجه مصر لفتح باب الاستثمار لكل من أراد أن يشارك في النهضة الاقتصادية المقبلة ومؤتمر شرم الشيخ الاستثماري. أكد الرئيس السيسي أن الدولة تعمل منذ أكثر من 10 شهور للتجهيز للمؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ وتم قطع شوط كبير سواء كان للاستعداد أو حتي لإيجاد مناخ جاذب المستثمرين كاشفًا أنه تم الانتهاء من قانون الاستثمار الموحد كذلك يتم العمل علي حل أزمات المستثمرين لتأكيد ثقة المستثمر في الدولة المصرية. وأشار إلي أن الإجراءات التي كانت تسبب صعوبات للمستثمر تم التخلص منها بعيدًا عن البيروقراطية والفساد. فنحن حريصون علي عمل قانون استثمار منفصل خاص بمنطقة قناة السويس بشرق التفريعة وغرب خليج السويس لمزيد من التسهيلات. وحول دوره في إعادة الاستقرار لمصر وأن الشعب المصري يدين له. ومتي تحرك كوزير للدفاع لإصلاح الأمور في مصر أبان حكم الأخوان.. قال الرئيس السيسي "الشعب المصري لايدين لي أنا الذي أدين لمصر والشعب المصري أنا من هذا الشعب وياريت أكون قدرت علي أن أعمل حاجة كويسة لمصر وللمصريين.. مستعدون لحمايتها بأرواحنا. ففكرة الدولة والحفاظ عليها وتلبية مطالبها لم تكن واضحة للقيادة السابقة". وتابع قائلاً : "أي حاكم مسؤول عن المصريين يجب أن يضع نصب عينه ال90 مليونا وليس أحد بعينهم.. مضيفًا لم أقسم المصريين.. لا بدين ولا بأي حاجة ثانية... كلنا مصريون". وأشار إلي أن إرادة المصريين وضحت في 30/6 وقال: يجب علي كل منصف أن يشوفوا الناس خرجت ليه وكانت عايزة إيه والعدد الذي خرج ..تتحرك له الدنيا ولا لا...وماذا لو لم نلب هذه الإرادة ... تتصوروا بهذا العدد.. وبهذه الظروف السياسية منذ 25 يناير من الثورة الأولي .. هل كنت مستعدًا للدخول في حرب لا يعلم مداها إلا الله..كانت هناك مؤشرات قبل 30/6 لكن 30/6 كان واضحًا بخروج ملايين من البشر خرجت لتقول لا". في نهاية الحوار وقبل المغادرة إلي الرياض في زيارة رسمية وجه الرئيس السيسي رسالة للقيادة والشعب في المملكة العربية السعودية قال فيها: توجد رؤية للقيادة السعودية منذ أكثر من 60 سنة كانت متمثلة في المغفور له الملك عبد العزيز عندما قال إن مصر والسعودية علاقة استراتيجية مستقرة. وأمن المنطقة مرتبط بهما والقيادة السعودية مدركة لذلك جيدًا. وتعمل عليه. كل الكلام الذي سمعته من الملك سلمان يصب في هذا الاتجاه وأخبرني أن الملك عبد العزيز أكد لهم علي أهمية العلاقة الاستراتيجية بين مصر والمملكة السعودية". وقال الرئيس السيسي إن مصر لن تنسي لكم شعبًا وحكومة وقيادة كل الدعم المعنوي والمادي والسياسي ليس فقط منذ 30 / 6 بل علي مدار السنين الماضية.. ومصر ستنطلق بسواعد أبنائها ودعم أشقائها.. ولن يستمر هذا الدعم الاقتصادي للأبد..فمصر ستتحرك بشكل قوي..ووجه الرئيس السيسي تحياته وشكره للمملكة العربية السعودية شعبًا وقيادة وحكومة.