في بطولة نادرة واقدام لا يعرف الخوف وتضحية وشجاعة تؤكد أن أرض مصر الطيبة تنبت رجالاً قادرين علي قهر الصعاب ودحر الاعتداء أياً كان مصدره خاصة في هذا العصر الذي استشرت فيه جرائم الإرهاب وتجاوزت كل الخطوط الفاصلة. ارتكبوا العديد من الجرائم.. ذبحوا.. روعوا الآمنين.. تفجيرات في كل مكان دون وزاع من ضمير أو تقدير لأمن الوطن الذين تربوا فوق أرضه. وفي ليلة شاء القدر أن الشهيد الشحات فتحي شتا 22 سنة كان هو المنوط به الاشتراك في حراسة الكتيبة 101 بشمال سيناء وما أن شاهد هذا المجند البطل ذلك المعتدي الذي اقتحم بوابة الكتيبة حتي أقدم علي احتضانه والسير به بعيداً عن موقع الكتيبة التي تضم زملاءه من رجال القوات المسلحة بالإضافة إلي الذخيرة والمعدات والآليات الأخري. نسي هذا البطل نفسه وبقوة وعزيمة الرجال الأقوياء استطاع إبعاد هذا الخائن عن الموقع بشهامة ولم يعبأ بما سوف يحدث له رغم أنه يدرك كل الأبعاد لكن الإيمان في قلبه والدفاع عن الوطن امتلك كل وجدانه التحم مع هذا الخائن وفي دقائق معدودة ذهب بعيداً عن الكتيبة 101 في بطولة نادرة. في لحظات قصيرة انفجر الحزام الناسف الذي كان يلف الخائن به وسطه وتحول جسد الشهيد البطل إلي أشلاء صغيرة متناثرة ومعه ذلك الخائن ومضت الدقائق سريعة وتكشفت حقائق هذا الاعتداء الخائن علي هؤلاء الأبطال الرابضين في البقعة المباركة عيون ساهرة لا تعرف طعماً للنوم.. حراسة بوابة مصر الشرقية أمانة في أعناقهم.. حب الأوطان من الإيمان ركيزة أساسية في قلوبهم. وقد كان الشحات فتحي ابن قرية رأس الخليج بمركز شربين دقهلية.. نموذجاً رائعاً وفدائياً من الطراز الأول افتدي كتيبته بنفسه ضحي بالجسد الغالي في سبيل الوطن ودفاعاً عن كتيبته وزملائه من المجندين والعسكريين الذين انتفضوا علي صوت الانفجار الهائل وسقط الشهيد البطل في معركة الفداء والرجولة والبطولة دفاعاً عن أمته ووطنه. هكذا جنود مصر الأوفياء ويكفي شهادة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم لهؤلاء الرجال بأنهم خير أجناد الأرض. لقد استعاد الشهيد البطل الشحات فتحي شتا بطولات المسلمين الأوائل فقد اقتحموا حصون الأعداء في بسالة وشجاعة.. حقيقة فما أشبه الليلة بالبارحة لقد أعاد الشحات صورة البطل المسلم الذي لبي نداء رسول الله صلي الله عليه وسلم بالخروج للجهاد في سبيل الله.. ترك فراش الزوجية وانخرط وسط الجنود مقاتلاً عنيداً رغم أنه لم يتمكن من الاغتسال من الجنابة وسقط شهيداً في المعركة ولذلك جاءت زوجته إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم تقول: إنه لم يغتسل لكن الرسول زف إليها بشري بأن الملائكة تولت غسله وتطهيره كما استعاد الشحات بطولة ذلك الشجاع المسلم الذي اقتحم أحد حصون الأعداء وقام بفتح الباب لزملائه الجنود في بطولة ذكرنا بها الشحات شتا. هذا البطل ترك تاريخاً حافلاً بتلك الشهادة في سبيل الله والوطن. الواجب يحتم توفير كل الرعاية لأسرته وتكريمها وإعداد سجل لهذا البطل باعتباره نموذجاً لكل الأجيال مع إطلاق اسمه علي أكثر من مؤسسة تعليمية وتربوية.