تغير واضح في السياسة الخارجية المصرية جعلتنا نشعر بالاستقلالية وكذلك تنوع العلاقات مع الصين وروسيا وفتح آفاق جديدة مع العديد من الدول جعلت هناك معاملة ندية مع أمريكا واننا نتخذ مواقفنا بأنفسنا دون أن نخضع لدولة بعينها. أكد خبراء السياسة أن هناك قوة وحزماً وقدرات هائلة تتمتع بها وزارة الخارجية المصرية وهي مستمدة من القيادة السياسية الناجحة وما جعل مصر تعود إلي وضعها وتسترد مكانتها بين الدول. ** يقول د. ياسين شاهين "أستاذ الرأي العام بجامعة القاهرة" وصاحب دكتوراه في الرأي العام الأمريكي إن الجانب بالأمريكي يتعامل باحترام وجدية مع الشخصية الجادة ذات الموقف وبالفعل الوزير سامح شكري يتمتع بهذه الصفات فأمريكا تعطي اهتماما بمن يتعامل معها بندية. فمثلا الرئيس الراحل جمال عبدالناصر رغم انه كان العدو الأول لأمريكا إلا أنها كانت تعمل حسابا كبيرا له وتحترمه. أوضح اننا نشعر بتغير في الشخصية المصرية في عهد الرئيس السيسي والشعور بالاستقلالية واننا نتخذ قراراتنا من دماغنا دون أن نخضع لسيطرة إحدي الدول. ** د. معتز بالله عبدالفتاح "أستاذ العلوم السياسية" يري أن وزارة الخارجية من أقوي الوزارات المصرية ولديها دور واضح وبارز في معالجة القضايا الدولية مشيرا إلي أن شخصية الوزير سامح شكري مجتهدة ولها رؤية وحضور وهذا ينعكس علي أداء وزارته ومن أبرز القضايا التي نجحت فيها وزارة الخارجية الفترة الراهنة كان لها دور بارز في الدفاع عن مصر ما بعد 30 يونيو كسبت اعترافاً دوليًا وكذلك حضور مصري معقول علي المستوي الافريقي والتي كانت تشكل أزمة كبيرة في بعض الفترات كما أن هناك تواجدا مصريا جيدا علي المستوي العربي وكذلك القوة والحزم في توجيه الانتقاضات لأي جانب يحاول أن يسيء إلي مصر بالإضافة إلي الدور الرائع لوزارة الخارجية في مناقشة قضية الإرهاب. ** د. عبدالرحمن عبدالعال أستاذ سياسة بالمركز القومي للبحوث الجنائية. أشار إلي أن البعض أساء فهم المقابلة التي أجريت بين وزير الخارجية الأمريكي والوزير المصري وأعتقد أن هناك علاقة ندية لقيام الوزير الأمريكي بوضع قدم علي أخري فقام الوزير المصري أيضا بذلك لكن الحقيقة ان هذه السلوكيات الغربية تمارس بشكل عادي جدا وليس هناك أية مدلول من ورائها كما أن هناك حقائق لا يمكن إغفالها في هيكل النظام الدولي وهي أن هناك قوي عظمي متمثلة في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأخري وسطي وأخري صغري ولا يمكن أن نمحو هذا التصنيف عندما نقيم أداء السياسة الخارجية المصرية مع الجانب الأمريكي فهذا الاعتقاد مبالغ فيه. أشار إلي أن الخارجية المصرية من أعرق المدارس الدبلوماسية في الشرق الأوسط ولها باع طويل في التعبير عن القضايا المصرية ودور كبير في معالجة القضايا الدولية لكن الأساليب تختلف وتتأثر قوة ونجاح وزارة الخارجية ومواقفها بالقيادات السياسية وقدمت وزارة الخارجية المصرية موقفا رائعا في اجتماعاتها الدولية وعرض قضية الإرهاب في ليبيا والذهاب إلي نيويورك لشرح الموقف المصري من الإرهاب ومحاولة التعبئة الدولية من أجل مواجهته. * د. إكرام بدرالدين أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة قال هناك تحول كبير في السياسة الخارجية المصرية وخاصة بعد 30 يونيو وأصبحت هذه السياسة أكثر توازنا واستقلالية فمصر كانت لفترة طويلة تتجه للغرب مثل الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية. لكن ما نلاحظه الآن أن هناك تنوعا في السياسة وبؤر الاهتمام مثل سياسة التوجه إلي الشرق ودول منها الصين وروسيا أيضا لتنوع الخبرات العسكرية وتوجه إلي الجنوب ان القارة الافريقية حيث كانت مصر تتجاهل هذه المنطقة والدول الافريقية لفترات طويلة أصبحنا الآن في تغير سياسي كبير مع هذه الدول وبصفة خاصة دول منابع النيل وتوجه نحو الدول العربية عموما لارتباط الأمن القومي المصري بالأمن القومي العربي. أضاف: مع كل هذه التوجهات لا ينبغي أن نهمل الجانب الغربي لأهميته الشديدة وهذا التوازن في السياسة الخارجية أعطي مصر استقلالية وندية في التعامل مع الدول الأخري وقدرتها علي الصمود وأهميتها في المنطقة العربية وبأنها لن تقع فريسة لدولة بعينها أو تعتمد علي حليف واحد بل السياسات مفتوحة مع الجميع. * د. إبراهيم عوض "أستاذ السياسات العامة بالجامعة الأمريكية ويعمل بمنظمة العمل الدولية بمصر" الخارجية المصرية عندما تعمل تساعدها جبهات كثيرة من القيادات المصرية سواء الحكومة أو الجيش وغيرها حتي تسهل عليها المهمة الموكلة إليها. ويجب أيضا أن نشير إلي أن التحركات التي تقوم بها مصر ووزارة الخارجية الآن جيدة جدا وممكن أن تتعدد وتتباين أشكال هذا التحرك ولكن في النهاية هي تحركات تحسب لصالح وزارة الخارجية. وهناك تحول كبير في السياسة الخارجية في الفترة الأخيرة ولم نعتمد علي جيهات بعينها لعرض أهم القضايا ولكن تم فتح أبواب عديدة في أوروبا وآسيا وغيرها.