من هنا ورايح سوف تتمتع مصر بالتوازن والاستقلالية الكاملة في علاقاتها مع القوي الكبري في العالم، لن تكون تابعا ولا حليفا.. التبعية هي لمصالح الشعب.. والتحالف مع سيادة القرار المصري دون ضغوط ولا املاءات.. والفضل في هذا الموقف الامريكي الغبي من ثورة 03 يونيو.. والذي واجهته مصر بقوة وحسم وشجاعة.. واصرار علي القرار المصري بتلبية مطالب ثورة الشعب وازاحة محمد مرسي وحكم الاخوان.. قالتها مصر بقوة لا يهمنا قطع مساعدات امريكية، ولا ضغوطها السياسية.. مصر حرة في قرارها.. وسوف توجه بوصلة علاقاتها وتكثيف تعاونها بمختلف مجالاته تجاه جميع الدول الكبري في اطار المصالح المشتركة. هذا تطور استراتيجي تاريخي في السياسة الخارجية المصرية: فليست القضية اليوم التطور الايجابي في العلاقات المصرية الروسية كرد فعل للسلوك الامريكي.. فلن تكون روسيا بديلاً لتحالف مع امريكا.. ولكن اساس العلاقات الاعتدال والتوازن والانفتاح في مختلف المجالات بناء علي المصالح المشتركة، سوف تشهد الفترات القادمة تنوعا في مصادر السلاح.. تنوعا في التبادل التجاري والاستثماري.. استقلالية كاملة في القرار السياسي. التقارب المصري الروسي سوف يتبعه او يتواكب معه انفتاح علي الصين، والهند، وامريكا اللاتينية، وتعاون بندية مع الاتحاد الاوروبي.. ومع ثقتنا الكاملة ان السياسة لاتعرف عواطف او مواقف بلا ثمن.. ولكن تقديرنا التاريخي للاتحاد السوفيتي، يضاف اليه المواقف الطيبة لروسيا من ثورة الشعب واستعدادها الايجابي لدعم مصر سياسيا واقتصاديا وعسكريا.. مرة اخري يؤكد الروس انهم اصدقاء ساعات »الشدة« ومرة اخري يؤكد الامريكان مواقفهم العدائية الدائمة من مصر واستقلالية قرارها ومواقفها.. علي اي حال شكرا للغباء الامريكي، الذي اجبرنا علي تصحيح مسارنا.. وشكرا للسلوك السياسي المصري الذي انتهز الفرصة وغير مسار السلوك العدائي الامريكي، إلي اكبر تطور سياسي في تاريخنا؟!