اعتمدت مصر خلال السنوات الماضية في تسليحها علي الولاياتالمتحدة طبقا للمعونة الأمريكية لمصر واعتقدت أمريكا ان امدادها لمصر بالأسلحة هي ورقة الضغط التي تعتمد عليها في كثير من الأمور السياسية والاستراتيجية تجاه مصر وقد وضح رد الفعل الأمريكي تجاه ارادة الشعب المصري ورغبته في التخلص من الحكم الإخواني وهددت أمريكا بقطع المعونة والمساعدات العسكرية ومنها طائرات "إف 16". كما أجلت تسليم قطع الغيار.. لذلك كان لابد من الاتجاه شرقا من أجل تنويع مصادر السلاح وحتي لا تظل مصر تحت الضغط الأمريكي.. علي رأس الدول التي اتجهت إليها مصر تأتي روسيا الاتحادية وهنا جاءت الأهمية القصوي للزيارة التي يقوم بها وزيرا الخارجية والدفاع الروسيان لمصر. أكد الخبراء أهمية هذه الخطوة في المرحلة الحرجة التي تمر بها مصر واتجاه مصر ناحية الشرق للحصول علي السلاح وفتح علاقات جديدة متنوعة.. موضحين انها خطوة ايجابية وجادة لكنها لا تعني الاستغناء عن العلاقات الأمريكية المتوازنة بل يجب أن يكون هناك نوع من التوازن السياسي ولا يسمح بالتوترات السياسية وهذا يتوقف علي قوة القيادة السياسية وقدرتها علي تحقيق ذلك. * اللواء حسين عبدالرازق الخبير العسكري قال: لابد أن نعي تماما ان العلاقات المصرية الروسية علاقة تاريخية ولها تأثير علي كل الأحداث التي مرت بمصر منذ 23 يوليو وهذه العلاقة أدخلت مصر بقوة في حروب كثيرة وامداد روسيا لمصر بالسلاح وليس التسليح فقط ولكن التدريب والتطوير. اضاف: إن العلاقة العسكرية مع روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي لم تتوقف علي الاطلاق لكن هناك أشياء لا يتم الاعلان عنها وأيضا العلاقة بين مصر والصين مفتوحة وأمريكا علي علم كامل بهذه الزيارات ومن الخطر جدا أن نتحدث عن أن مصر توجهت للشرق سواء روسيا أو الصين وغيرها بسبب تهديد أمريكا بقطع المعونة عن مصر ولكن يجب أن يكون هناك توازن سياسي ولا نسمع بالتوترات السياسية ومصر تحتاج بشدة لرعاية هذه المصالح والزيارات التي قام بها الجانب الأمريكي ووفود متعددة لأنهم يعلموا أن مصر دولة محورية. يوضح أن الجانب الأمريكي سوف يكون له ردود أفعال وأهمها أنه سوف يتحرك بسرعة لتحسين علاقته مع مصر لتستعيد مكانتها مرة أخري. * السفير جلال الرشيدي سفير مصر السابق في الأممالمتحدة قال: للأسف نحن نتحرك بخطوات بطيئة للغاية بعض الشيء في نوع العلاقة مع المجتمع الدولي وكان من المفترض أن يكون هناك تنوع لمصادر السلاح المصري لكن اتجه النظام السابق والأسبق للاستجابة للطلبات الأمريكية بل وزادوا عليها والدليل أن مرسي استجاب لمطلبهم بوقف التهديدات والغزوات لحماس علي اسرائيل والتنويع في مصادر السلاح وارد من حيث المبدأ والموقف الحالي لمصر يتطلب ذلك بالاتجاه لروسياوالصين والبرازيل والكوريتين وزيارة الوفد الروسي وعلي رأسهم وزير الخارجية ووزير الدفاع فرصة لتجديد العلاقات مع مصر. اضاف: لا يعني تنويع مصادر التسليح أن نغلق الباب ناحية الغرب لأنه قد تحدث تغيرات في العلاقات مع بعض الدول الشرقية وتتغير طبيعة المشهد لذا فيجب الحرص ايضا في تنوع السلاح ان يكون هناك عقد ينص علي توفير قطع غيار باستمرار ووضع شرط جزائي إذا حدث تغيير. من ناحية أخري الجانب الأمريكي لا يرحب بأن تكون هناك اطراف لها اتصالات جيدة مع منطقة الشرق الأوسط خاصة مصر لأنها دولة محورية وهذا ما وضح من الزيارات الأمريكية لمصر. * اللواء حسن الزيات الخبير العسكري قال تنوع مصادر التسليح المصري خطوة لابد منها في الوقت الحالي لفتح علاقات جديدة مع هذه الدول في مجالات كثيرة تستفيد وهذا الاتجاه هو بمثابة رسالة إلي الولاياتالمتحدة ان مصر لن تعتمد علي اتجاه واحد فقط. أشار إلي إنه من اللافت للنظر أن الولاياتالمتحدة تحاول تغيير من أسلوب الخطاب الموجه لمصر بدليل وصول وفدين أمريكيين وهذا لم يحدث إلا بعد الإعلان عن وصول الوفد الروسي وعلي رأسه وزير الخارجية ووزير الدفاع ومن المتوقع الاعلان عن زيارة قريبة للرئيس الروسي بوتين ومدير المخابرات أيضا كل هذا سوف يدعم الدور المصري الدولي في المرحلة القادمة وسيكون هناك نوع من الدعم الدولي في مجال السياسة ومجالات أخري كثيرة. * الدكتور أحمد عز الدين خبير في الشئون الاستراتيجية قال: قرار تنوع السلاح المصري قرار متأخر والوقت ملائم جدا في الفترة الحالية خاصة بعد استخدام أمريكا منبرة التهديد بالسلاح وقطع المعوونة وبالتالي كان رد الفعل بأن نتجه إلي غيرها خاصة أن تسليح الجيش المصري بنسبة 35 إلي 40% أسلحة روسية ولم يفرط الجانب المصري في سلاحه الذي حصل عليه من الاتحاد السوفيتي بل هي اسلحة فاعلة وعاملة وتم تجديدها والجيش يعرف كيف يتعامل مع السلاح الروسي كما ان اسعار السلاح الروسي تقل للربع عن الأسعار الأخري وأسلحة الدفاع الجوي الروسي الأفضل في العالم. أوضح أن الصواريخ الروسية أيضا لها قدرات رائعة علي سبيل المثال الصاروخ "5300" يستطيع أن يتعامل مع الطائرات والصواريخ المضادة علي ارتفاعات منخفضة حتي 5 كيلو ومرتفعة جدا حتي 195 كيلو ويستطيع أن يتابع 120 هدفا في نفس الوقت و9 أهداف في نفس اللحظة وهذا صاروخ مضاد للصواريخ ومضاد للطائرات أيضا. كل ما أخشاه حدوث توتر في الوضع الداخلي المصري وهذا التماسك يتطلب التحرك والاستجابة لأهداف 30 يونيو ونوع من الصياغات السياسية والاجتماعية فالحكومة لا تقوم بهذا الجانب وهذا ما يؤدي إلي قدر من عدم التماسك لذلك لابد أن تحسم مصر اختياراتها.. * اللواء حمدي بخيت الخبير العسكري والاستراتيجي قال: إن تنوع مصادر السلاح ليس بالأمر السهل ولا تستطيع أي دولة أن تقوم بتنفيذه أكثر من مرة ومصر من الدول القليلة التي مارست هذا النوع والعلاقات المتعددة مع القوي الكبري يشترط أن تكون متزنة وفي صالح مصر وهوو قرار لا توجد عليه أي قيود. لكن لا ينبغي أن تكون العلاقات الجديدة بين مصر وروسيا علي حساب العلاقات بين مصر وأمريكا ونعطي اتزاناً للجانبين والنفوذ المصري اختل نتيجة الاتجاه الخاطئ لذلك يجب الرجوع مرة أخري للعلاقات المتوازنة. يؤكد الدكتور محمد كمال استاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة ان الوقت مناسب جدا لفتح علاقات جديدة أو احياء العلاقات بين مصر والجانب الشرقي سواء روسياوالصين من حيث تطوير الأسلحة لأن هناك حاجة لتطويرها لكن المجال الأهم هو إعادة احياء الهيئة العربية للتصنيع التي شاركت في إنشائها مصر وعدد من دول الخليج للتصنيع العسكري لذلك فكرة اعادة احيائها أصبحت واجبة ومصر بمفردها الآن في الهيئة والتعاون العربي في انتاج الأسلحة ومن الممكن أن يكون هناك طرف ثالث لتجميع الأسلحة بدلا من استيرادها. * الدكتور أيمن السيد عبدالوهاب الخبير الاستراتيجي قال: إن تنوع السلاح وتوسيع نطاق العلاقات يساهم في اعطاء مرونة للسياسة الخارجية وهذا ما وضح في مصر بقوة بعد 30/6 وقد تعارضت هذه الثورة مع المصالح الأمريكية ومارست أمريكا ضغوطاً علي النظام المصري اقتصاديا وعسكريا. قال: هناك خطأ وضعنا فيه النظام السابق بالنسبة للعلاقات الدولية وهناك عدد من الدول النامية الصاعدة القوية لذلك اصبحت مسألة حيوية وضرورة وهذا لا يعني الدخول في عداء مع امريكا والتحدي الذي يواجه النظام في مصر هو احداث التوازن بين متطلبات وتوفير الأمن القومي وبين مراعاة متطلبات العلاقات الاستراتيجية والعلاقات الدولية تعتمد لا اصدقاء دائمين ولا أعداء دائمين بل مصالح دائمة و30/6 وضعت المصالح المصرية علي أجندة العمل الوطنية وهذه الأجندة واضحة بناء علي هذه المصالح ويتحدد شبكة التفاعل الدولية وأمريكا ستسعي لفرملة هذا التعاون ووضعه في نطاق محدود لذلك لا يجب أن نضع كل البيض في سلة واحدة والمرونة في التحرك علي المستوي الدولي وقدرة التفاوض مع أمريكا في المرحلة القادمة لأن التقرب من أمريكا أفقدنا بشدة قدرتنا علي التفاوض في أمور كثيرة.