أكد سامح شكري وزير الخارجية أن الاهتمام الآن منصب علي سلامة المواطنين في ليبيا من خلال اتصالات لا تتوقف مع مختلف أطراف ومكونات المجتمع الليبي. قال في مؤتمر صحفي الليلة الماضية إن هناك تأكيداً علي المصريين بتوخي الحذر والابتعاد عن مناطق الصراع مشيرا إلي أن الأجهزة الرسمية تتعامل مع الوضع المتوتر في ليبيا في حدود الاستطاعة. شدد وزير الخارجية علي أن مصر لا تتخذ قرارات انفعالية ولا تخضع لأي ضغوط مؤكدا أن اتخاذ قرار بالتدخل العسكري في ليبيا بشأن المصريين المختطفين في ليبيا يتطلب دراسات وتقييم دقيق للموقف طبقا لما تصل إليه القيادة في مصر من خلال المؤسسات العاملة في هذا النطاق وبما يؤدي إلي تحقيق المصلحة القومية لافتا إلي أن القرارات التي تتخذها مصر هي قرارات مبنية علي المصلحة العامة. أضاف أن التحالف الدولي في كل من العراق وسوريا له طبيعة خاصة وتتم في إطار ضربات جوية بعيدة عن أي تهديدات تمس مباشرة مواطني الدول وأراضيها موضحا في الوقت ذاته أن تواخم الحدود المصرية الليبية ووجود هذه الأعداد من المصريين في ليبيا يتطلب ضرورة اتخاذ قرارات ذات طبيعة فيها تحركات إيجابية لافتا إلي أن الأعمال العسكرية تتم بحسابات دقيقة ولظروف وأطر مناسبة وتأخذ في الاعتبار كافة المتغيرات. قال إننا نتابع المصريين المختطفين في ليبيا بشكل وثيق وهناك اتصالات يجريها سفراؤنا في ليبيا وتونس مع القبائل الليبية ذات النفوذ والتأثير والعشائر والأطراف السياسية لتقديم الدعم والحماية لمن يحتاج وإرشاد المصريين بتوخي الحذر بالبعد عن مناطق الصراع لحماية أنفسهم معربا عن تقديره للمخاطر التي تحيط بهم بالإضافة إلي اتخاذهم الخطوات اللازمة لحماية أرواحهم مشددا علي أن مصر تتابع وتتدخل من خلال اتصالاتها وقدرتها في مكونات الداخل الليبي في حدود الاستطاعة وفي ظل الأجواء المتوترة في ليبيا ووجود قيود علي الحكومة الشرعية في مواجهتها للعناصر الإرهابية. وردا علي سؤال حول ما إذا كانت هناك أفكار تتداول عربيا لإنشاء قوات انتشار سريع عربية لمواجهة التنظيمات الإرهابية التي تعمل علي تفتيت الدول وزعزعة استقرارها. قال وزير الخارجية إنه من ضمن الأفكار التي تتداول بين القادة العرب تشكيل قوات عربية أو قوة انتشار سريع للتدخل سواء في الخليج أو الأردن أو الدول الشقيقة التي يتم التعاون معهما علي أعلي مستوي من خلال القوات المسلحة بهذه الدولة وهناك اهتمام بأن يكون هناك تفاعل وتضامن خاصة بين مصر وهذه الدول مشيراإلي أن الإمكانيات المتاحة للقوات المسلحة المصرية واهتمام الدول الصديقة والشقيقة العربية يصب في أن يكون هناك مؤشر ملموس بأن مصر راغبة وقادرة أن يكون لها هذا الدور الداعم للاستقرار في المنطقة وهو ما سيكون له عائد مباشر لاستقرار مصر واستقرار منطقة الخليج والمنطقة العربية بصفة عامة يعود بالاستقرار علي مصر. أوضح أنه أجري عدد من الاتصالات المكثفة مع وزراء خارجية كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وبريطانيا وروسيا لإحاطتهم بالأمر والتشاور حول كيفية التنسيق علي مستوي أجهزة مصر الأمنية وأجهزتهم الأمنية كذلك لاستخلاص المعلومة الدقيقة فيما يتعلق بأوضاع المصريين هناك وتنسيق ما قد نلجأ إليه من طلب لدعم من هذه الدول والمنظمات الدولية. ونوه بأنه سيجري اتصالا كذلك مع وزراء خارجية السعودية والإمارات والأردن وآخرين ومفوضية الاتحاد الأوروبي قائلا: وحول نتائج زيارته إلي إثيوبيا وملف سد النهضة أكد وزير الخارجية سامح شكري أن زيارته للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا قبل يومين تأتي كجولة ثانية بعد لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين علي هامش أعمال القمة الأفريقية حيث كان هناك توجه وتكليف من الزعيمين بأن تنخرط الأجهزة الفنية في البلدين المتصلة بسد النهضة والشواغل المصرية وفي إطار التعاون بين البلدين في مجالات كثيرة متصلة بحوض النيل. قال شكري إنه تم تحقيق بعض الإنجاز في الجولة الأولي من المباحثات بين القاهرةوأديس أبابا ولكن كان هناك توجه بأن يتم المشاورات لتكون علي مستوي وزراء الخارجية لإعطائها دافعاً وزخماً جديداً مضيفا لذلك ذهبت لإثيوبيا والتقيت بوزير الخارجية الإثيوبي ووزير الري السوداني. ووصف شكري المفاوضات بأنها كانت مثمرة حيث تم التوصل خلالها إلي تفاهم وصياغات متصلة بقضايا المياه وقضية سد النهضة مشيرا إلي أن هناك أمور أخري لابد الاستمرار في التواصل بشأنها بين البلدين لحلول توافقية تلبي احتياجات الجانبين. قال إن موضوع بمثل هذه الحساسية لابد من التعامل معه بشكل هاديء ومتزن وأن يتم ذلك من خلال الجولات المتعددة مضيفا أن هذا الأمر يحتاج إلي جهد وبناء ثقة. أكد وزير الخارجية أن العلاقة بين مصر وإثيوبيا أخذت منحي مهما منذ لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي في مالابو وقال إن كل طرف خلال لقاء أديس أبابا الأخير بين وزيري خارجية البلدين طرح مشاغله ومخاوفه بكل شفافية. قال إن هناك رواسب من الماضي نعمل علي تجاوزها وهناك جولات قادمة لافتا إلي وجود اتفاق بين البلدين علي أن ما يربط بين الشعبين المصري والإثيوبي هو شيء مهم وبالتالي دائما لابد أن يكون هناك تواصل فيما بيننا حتي نصل إلي اتفاق. أكد شكري علي ضرورة مواصلة العمل الجاد حتي نصل إلي تفاهمات لأن هذه القضايا لها أهميتها وتعقيداتها الفنية واعتباراتها السياسية.