نظمت دار إبداع ندوة حول العامية بين الأصالة والمعاصرة شارك فيها العديد من الشعراء والنقاد تحت إشراف د.هدي عطية مدير الدار والشاعر عبدالله الشوربجي المشرف علي النشاط الثقافي ومدير المركز عادل أمين . وأدارها الكاتب وائل سليم. تحدث الشاعر مسعود شومان عن مسيرة شعر العامية عبر العصور والتطورات التي شهدها . مشيراً إلي أن نظرة الأقدمين للعامية كانت أكثر استنارة وتطوراً ضارباً المثل بما قاله عنها صفي الدين الحلي حلال الإعراب فيها حرام. وصحة اللفظ بها سقام. يتجدد حسنها إذا زادت خلاعة. وتضعف صناعاتها إذا أودعت من النحو صناعة. فهي السهل الممتنع. والأدني المرتفع. وقال شومان إن الحلي كان من أوائل من أرادوا الدرس الحقيقي للعامية . وكان ماكتبه أرقي مما نراه الآن من اساتذة الجامعات الذين يحرمون دراسة العامية . فلا توجد حتي الآن سوي دراسة واحدة للدكتوراة عن صلاح جاهين من أكاديمية الفنون . وواحدة في إحدي الجامعات الإنجليزية لباحث مغربي عن أحمد فؤاد نجم. أضاف شومان إن موقف الأكاديميين من شعر العامية موقف متخاذل . فهم يتحدثون بها ويربون أولادهم بها . لكنهم عندما يدرسون يحدث هذا الفصام الغريب. قال مسعود شومان إن الشعر في حاجة إلي سياقات تخصه . والشاعر عليه أن يشتغل علي نصه ويستدعي الكتابة ولاينتظر مايسمي بالوحي أو الإلهام أضاف أن الشاعر الشعبي هو المصدر الرئيسي لأي كتابة عامية . بمعني أن الجانب الشعبي من أمثال وحكم وعديد لابد أن يكون موجوداً لدي الشاعر في ذاكرته ليهضمه ويقدم جديده. مشيراً إلي أن الشعراء الكبار أمثال فؤاد حداد وصلاح جاهين وبيرم التونسي لم يكونوا غافلين عن هذا الأمر . وفيما يتعلق بقصيدة نثر العامية قال مسعود شومان إن مشكلة شعراء قصيدة نثر العامية أنهم كتبوا قصيدة واحدة ولذلك توقف معظمهم عن الكتابة ولم يستمر سوي عدد محدود جداً من الشعراء هم أصحاب المواهب الحقيقية. وقالت د.هدي عطية التي تعمل استاذاً بقسم اللغة العربية بكلية آداب عين شمس إننا كشعراء لسنا في حاجة إلي الأكاديميين بقدر مانحتاج إلي فكر واع سواء كان انطباعياً أو بمفردات أكاديمية. مضيفة إن العامية المصرية هي اللغة الفصحي للمصريين . وذكرت أنها دخلت معركة مع أحد اساتذتها حول العامية وكيف أنه قال إن دخول العامية إلي القسم سيكون علي جثتي. أكدت أن إنجاز العامية في مصر يفوق بكثير إنجاز الفصحي وشئنا أم أبينا سوف تدخل العامية في الدراسات الجامعية وسيتم تدريس نصوصها لأنها فن شعري متفوق وموجود وله حضوره ولايستطيع أحد تجاهله. واستعرض يسري حسان مسيرة العامية المصرية منوهاً إلي قامات شعرية كبيرة لعبت الدور الأكبر في تطور شعر العامية منذ بيرم التونسي مروراً بفؤاد حداد وصلاح جاهين وحتي جيل الستينيات الذي يمثله الأبنودي وسيد حجاب وفؤاد قاعود ومجدي نجيب وسمير عبدالباقي وغيرهم. وقال إن مشكلة الأجيال التي جاءت بعد فؤاد حداد وصلاح جاهين أنها وقعت في أسر هذين الشاعرين الكبيرين . فكل من اقترب من فؤاد حداد مثلاً لم يستطع الفكاك من تأثيره عليه حتي إن معظم هولاء الشعراء يكتبون قصيدة واحدة هي القصيدة الحدادية. أضاف حسان أن جيل الثمانينيات هو أول جيل استطاع الانحراف بشعر العامية عن مساره التقليدي عندما بدأ في كتابة قصيدة النثر . وسواء نجح هذا الجيل أم فشل فيكفي أنه غامر وتجرأ ولم يستسنخ قصائد الأقدمين وقدم تجربته هو. ليس شرطاً أن يقدم قصيدة عبقرية. لكن المهم أن يقدم قصيدة مختلفة وهو مافعله شعراء هذا الجيل ومنهم الراحل الكبير مجدي الجابري. ومسعود شومان. ومحمود الحلواني وسواهم من الشعراء. الندوة أعقبتها أمسة شعرية وقصصية شارك فيها كل من : حسام عزت . هاني خلف . محمد المخزنجي . عواطف يونس . سحر زهران . مسعود شومان . سميرة الإسريجي . أحمد السندباد. عبدالناصر الجوهري . كمال عبدالرحيم . عبدالله الشوربجي. عبدالناصر العطيفي. أحمد مطاوع.