مشروع السد العالي يرجع الفضل في طرحه إلي المهندس اليوناني "دانينيوس" وقد تقدم لأكثر من حكومة مصرية قبل الثورة ولكنه لم يلق أي استجابة وفي عام 1953 تقدم بالمشروع إلي قيادة الثورة وتم تكليف قائد الجناح جمال سالم عضو مجلس قيادة الثورة بتولي مسئولية المشروع. دخل الاتحاد السوفيتي طرفاً في التنافس مع الدول الغربية "امريكا وبريطانيا" في الاهتمام بالمشروع خاصة بعد عقد صفقة الأسلحة التشيكية عام 1955 وأعلن السفير السوفيتي وقتها أن بلاده مستعدة لبناء السد العالي عن طريق معونة فنية ومعدات وأموال يتم تسديدها بسلع خلال 25 عاماً وفي عام 1958 تم توقيع اتفاقية بين روسيا ومصر لإقتراض مصر 400 مليون روبل لتنفيذ المرحلة الأولي من السد. في عام 1959 قام الخبراء السوفيت بمراجعة تصميمات السد وإقترحوا بعض التحويلات الطفيفة التي كان أهمها تغيير موقع محطة القوي واستخدام تقنية خاصة في غسيل وضم الرمال عند استخدامها في بناء جسم السد. بدأ العمل في تنفيذ المرحلة الأولي من السد العالي في 9 يناير 1960 وشملت حفر قناة التحويل والأنفاق وتبطينها بالخرسانة المسلحة وصب اساسات محطة الكهرباء وبناء السد حتي منسوب 130 متراً وفي 27 أغسطس 1960 تم التوقيع علي الاتفاقية الثانية مع روسيا لإقراض مصر 500 مليون روبل اضافة إلي تمويل المرحلة الثانية من السد وفي منتصف مايو 1964 تم تحويل مياه النهر إلي قناة التحويل والأنفاق وإقفال مجري النيل والبدء في تخزين المياه بالبحيرة. انطلقت الشرارة الأولي من محطة كهرباء السد العالي في أكتوبر 1967 وبدأ تخزين المياه بالكامل أمام السد العالي منذ عام 1968 وفي منتصف يوليو 1970 اكتمل صرح المشروع وفي 15 يناير 1971 تم الاحتفال بافتتاح السد العالي. * د. نادر نورالدين أستاذ الاراضي والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة قال إن هناك العديد من المصانع والمشروعات أقيمت في مصر بمساعدة السوفيت وأهمها مصنع الألومنيوم والحديد والصلب ومعظمها يحتاج للتطوير واعادة الهيكلة.. وللعلم اعادة الهيكلة أوفر حالياً من إنشاء مصنع جديد. أضاف أن محطة كهرباء السد العالي تحتاج لعملية تطوير سريعة بمساعدة روسيا وايضا ببحيرة ناصر بالرغم من اتساع مساحتها والتي تعادل مساحة بحيرة سد النهضة الإثيوبي لكنها تنتج 1800 ميجاوات فقط في حين يتوقع أن تنتج بحيرة سد النهضة نحو 6000 ميجاوات. أضاف أن روسيا قادرة علي تطوير الانتاج ومضاعفته في البحيرة بالاضافة إلي أنها كهرباء رخيصة ونظيفة.. ومن الأمور المهمة ايضا تطوير التوربينات الخاصة بالسد العالي حتي نستطيع القضاء علي العجز في الكهرباء لمدة عامين علي الأقل. * د. محمد كامل استاذ بالمركز القومي لبحوث المياه قال لقد وضع الرئيس السيسي يده علي نقطة مهمة جداً وهي هيكلة وتطوير أهم وأعظم المصانع والمشروعات التي تم إنشاؤها في فترة الستينيات ..ومشروع السد العالي الذي يعاني من مشاكل كثيرة أهمها غياب الصيانة فلا توجد صيانة دورية للتوربينات الموجودة. أشار د.كامل إلي أن الرئيس أكد علي أهمية الاستفادة من الطمي الموجود بجوار السد ليتم رفعه وتحويله إلي مواد مخصبة للأراضي الزراعية التي توجد بجانب السد العالي.. والاستفادة من الأعداد الهائلة والمتنوعة من الأسماك الموجودة ببحيرة ناصر.. منوهاً إلي الصيادين الذين يبحثون عن مصدر رزقهم في المياه الإقليمية والممنوع وجودهم بها لذلك إذا تم تطوير السد العالي والاهتمام ببحيرة ناصر من الممكن إنشاء مصانع لإنتاج الاسماك والصناعات السمكية المتنوعة وتشغيل هؤلاء الصيادين. * د. عادل عبده استاذ القوي الكهربائية بهندسة أسيوط قال إن كل القطاعات تحتاج إلي اعادة الهيكلة مع مرور فترات زمنية طويلة والسد العالي تم إنشاؤه منذ أكثر من 40 عاماً وبالطبع التوربينات الموجودة تحتاج إلي تغيير وتطوير شامل. أضاف إلي أن السد العالي له فائدة كبيرة في منع الفيضان عن مصر لكن يتم الاستفادة منه فقط بنسبة 15% أو أكثر في انتاج الكهرباء وكان الانتاج في الماضي له تأثير واضح وكبير علي الشعب نظراً لقلة الكثافة السكنية وعدم وجود محطات توليد للكهرباء بعكس الوضع الآن.