صورة غريبة نشاهدها اليوم "السبت".. وفيها بعض التناقضات.. حيث قمة الإثارة في مباريات الدوري عندما يستضيف المصري فريق الزمالك في بورسعيد. والأهلي مع الإسماعيلي في ستاد القاهرة.. بينما في الجانب الآخر من الصورة الغريبة نجد مجموعة من الأندية شكلت فيما بينها ائتلافاً للمعارضة. لا أعرف لها أهدافاً إيجابية لخدمة الكرة المصرية. إلا إذا كان في الخلاص من سمير زاهر ومجلسه. خطوة عظيمة لتطوير الكرة في مصر. ودخولها للعالمية من أوسع أبوابها.. وربما يكون ذلك من خلال دوري المجموعتين الذي يسعي إليه بعض المعارضين في كواليس هذا الائتلاف. هكذا.. في صورة واحدة نجد قمة الإثارة في مباريات الدوري. التي قد تحدد ملامح البطل.. بينما آخرون يأخذوننا إلي اتجاه آخر. لا نعرف له نهاية أو ملامح. وأن تفكر في هيئة إصلاح فساد المؤسسة الكروية المصرية.. ونحن أيضاً نتمني ذلك. ولكنني بصراحة ودون مواربة أشك في النوايا لأغلب المجتمعين اليوم في أحد فنادق الخمس نجوم بمصر الجديدة.. تحت مسمي جمعية عمومية غير عادية. ودون أن يكون لها جدول أعمال واضح. وأن غلب عليها الحديث عن وجوب تنفيذ المادة "18". بينما الهدف من وراء هذا الحديث هو إلغاء الهبوط هذا الموسم. والدخول في متاهة دوري المجموعين الموسم القادم. لاستيعاب أكبر عدد من الأندية التي تتزعم هذه المعارضة. وبعضها كان في الماضي القريب حليفاً لزاهر ومجلسه.. والتاريخ يثبت ذلك. لست ضد أن تكون هناك معارضة لمجلس إدارة اتحاد الكرة.. فهذا المجلس له أخطاء كثيرة جداً. ويستحق المحاسبة. التي كان يجب أن تكون خلال الاجتماعات السابقة للجمعية العمومية. التي تعقد كل عام. وتنفض بعد أداء الواجب وحسن الضيافة.. فأين كان هؤلاء المعترضون أو المعارضون الآن.. لماذا علت أصواتهم مع اقتراب الموسم من نهايته؟!.. إنهم بصمتهم السابق مشاركون في فساد مجلس إدارة اتحاد الكرة وسياسته العشوائية. لعدة سنوات. ولم يقدموا لنا سوي الصمت. الذي يعني الرضا والموافقة!! ولست ضد الإصلاح.. ولكن هل اجتماع "الخمس نجوم" سيفجر إصلاحاً حقيقياً للكرة المصرية ومؤسستها.. فطوال الفترة الماضية لم نسمع من المعترضين سوي الحديث عن المادة "18" وحقوق البث التليفزيوني والغضب من التحكيم. والمجاملات للنادي الأهلي مع تلميحات برفض الهبوط أو إلغاء المسابقة بالكامل هذا الموسم ليبقي الفاشلون في مواقعهم تحت الأضواء. وتحويل المسابقة الموسم القادم إلي مسابقة مدرسية. بينما نحن مطالبون الموسم بعد القادم بالتحول إلي نظام المحترفين. لتكون المسابقة تحت إشراف الاتحاد الدولي. ويديرها رابطة للأندية المحترفة. أين كان كل هؤلاء بحماستهم الحالية في الجمعيات العمومية السابقة.. لم نسمع منهم أحداً يصرخ من إفلاس ناديه لأن اللاعبين يتلاعبون بإدارات الأندية ومعهم عصابات من وكلائهم.. فارتفعت الأسعار بطريقة مجنونة. في بلد لا يجد فيه الطبيب والمهندس الشاب ما يعينه علي حياته منفرداً.. فأصبح لاعب الكرة رجل الأعمال. يحصل علي الملايين ولا يقدم للمجتمع إنتاجاً.. هذا الخلل لم يناقشه أو يطرحه أحد من المعترضين اليوم. لم نسمع أحد يعترض علي مجاملات مجلس إدارة اتحاد الكرة في تعيين مدربي المنتخبات الوطنية. والسكوت الخاطئ علي الجهاز الفني السابق للمنتخب الأول بقيادة حسن شحاتة. عندما فشل في تصفيات مونديال 2010 رغم أنها كانت بمثابة فرصة ذهبية للتأهل. لسهولتها الشديدة. لم نسمع أحد يثور في وجه سمير زاهر لأنه تسبب مع أعضاء آخرين في مجلس إدارة اتحاد الكرة في التوتر الذي حدث مع الأشقاء في الجزائر. وبلغ مدي خطيراً جداً.. قد يقول قائل.. إن الأحوال اختلفت. وما كان لا يمكن أن يقال بالأمس قبل الثورة يمكن أن يقال الآن وبقوة دون خشية من أحد.. ومن هنا يأتي القول الفصل. لأن الصامتين السابقين. والمعارضين الحاليين. أمامهم جمعية عمومية عادية في سبتمبر القادم. أي بعد حوالي شهرين. يستطيعون خلالها طرح الثقة في مجلس الإدارة. وفرض كل ما يريدونه من الإصلاحات.. لكنهم لا يريدون إصلاحاً.. بإصرارهم علي الجمعية غير العادية اليوم. حتي يفرضوا ما يهدفون إليه. وهو التسلق علي المادة "18" وصولاً إلي إلغاء الهبوط ودوري المجموعتين. ولو انتظروا حتي سبتمبر القادم. سيكون الموسم الجديد قد بدأ. وضاعت عليهم الفرصة التي يستهدفونها اليوم.. وهذه هي اللعبة.. وتعظيم سلام لأحلي معارضة!! خارج الملعب قبل أيام غادر هذه الدنيا المتعبة. عمنا بدر طه. الشقيق الأكبر للأستاذ عبدالفضيل طه.. كان عم بدر نموذجاً للمصري الأصيل. وكنا نستبشر به كلما زارنا في القسم الرياضي بجريدة "المساء" لطيبته وأحاديثه الشيقة.. وكان رياضيا. ربما أكثر من شقيقه عبدالفضيل.. وأروع ما فيه أنه كان زملكاوياً عاشقاً للنادي الأهلي.. وهي حالة فريدة ورائعة بين جماهير الناديين.. رحم الله عم بدر وأسكنه فسيح جناته. وألهمنا لغيابه الصبر والسلوان.