يجب أن نعود إلي الاهتمام بالزراعة وبالأراضي الزراعية. لأن معظم الأزمات التي نعيشها سببها إهمال الزراعة. فلن تكون لدينا أزمة خبز إذا كان هناك اهتمام بتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح. ولن تكون هناك زيادة في أسعار الأرز إذا كان الإنتاج وفيراً ويكفي الاستهلاك المحلي والتصدير. ولن يحدث جور علي أكل الغلابة المتمثل في الفول المدمس إذا كان لدينا إنتاج وفير من محصول الفول. ومثله العدس. والبصل والثوم والطماطم. وغيرها. لن يحدث استقرار للوطن إلا بتوفير القوت الضروري للمواطنين بأسعار معقولة. وبأن تكون هناك وفرة تمنع الطوابير. وتحد من التناحر والتنافس علي الفوز برغيف أو كسرة خبز. ويتصل بهذا ضرورة توفير الأسمدة للمزارعين. ولا أدري لماذا تظهر ايضا أزمات فيها؟ وهل هي بفعل فاعل أم لأن الإنتاج لا يكفي؟ وهل صحيح أن هناك من يضربون حيازات ليحصلوا علي الأسمدة ثم يبيعوها في السوق السوداء بأسعار باهظة. تثقل كاهل الفلاح. وتقلل من دخله. وتؤثر علي المستوي المعيشي لأسرته؟ ويأتي ضمن الاهتمام بالزراعة ضرورة الحد من البناء فوق الأراضي الزراعية. لأن هوجة البناء التهمت ملايين الأفدنة طوال السنوات الماضية. وكان عدم الاهتمام بالأراضي الزراعية هو السائد خلال العهد البائد. حتي أن وزيراً من أركان النظام السابق - في طرة حالياً - كان يردد ليل نهار أن الأراضي الزراعية ليست البقرة المقدسة. وهو جهل بقيمتها وبأهميتها. نحن أيضا بحاجة إلي العودة إلي السياسة الزراعية الموجهة. التي تتيح للدولة توفير احتياجات الجماهير من كافة الحبوب الاستراتيجية دون الحاجة إلي الاستيراد. الاهتمام بالزراعة والحفاظ علي الأراضي الزراعية هو طوق النجاة من الأزمات الاقتصادية. وهو الطريق لتوفير العملة الصعبة. فتحقيق الاكتفاء الذاتي في المحاصيل الاستراتيجية. لن يضطرنا للسحب من الاحتياطي النقدي للاستيراد من الخارج.