رأيته قادما نحوي. نظرت اليه عن كثب. فعرفت انه هو من كان يتأملني في حفل زفاف احدي صديقاتي . لقد اخترق قلبي بنظراته . اربكتني هذه النظرات لم اع لماذا . ولكنه ظل يلاحقني بطيفه في احلامي . يتأملني يأتي ليلا يلامس روحي . يعانق عيني يخترق رقتي بكل شفافية . يحتل كياني . يشعل ما بداخلي مدفأة بين ثنايا قلبي . انه هو جاء يصافحني بابتسامة رقيقة اود ان اخبره بما يدور بداخلي .... لقد أتي كي يخبرني ان خيوط النهار تشبعت ونثرت السماء ضياء فكسا نوره وجهي . تلألأت جبهتي فرحا بقدومه ودنا من طاولتي نظر الي محدثا ومد يده مصافحا "اتشرف بحضرتك". انحني انحناءة خفيفة تنم عن ذوق رفيع ورقة بالغة . مددت يدي وكلي خجل ورهبة . جلس بجواري دارت الدنيا حولي من الخجل تمتزج بفرحة عارمة تجتاح كياني لقد فقدت صوابي مع اول نظرة له لم اع من حولي لم ار سواه سألني عن اسمي ومدي معرفتي بالعروس ثم اتي احد اصدقائه حدثه في همس فوقف علي عجل مستأذنا وقال لي اريدك في امر هام غدا "هستناكي في تمام السادسة واخبرني عن مكان لقائنا" وانصرف مهرولا وجلست بمفردي تلفني الدنيا بين ثنايا الاحلام والاوهام . اتخيل انني عروسة بل العروس التي امامي . اراه بجانبي يحنو علي يراقصني يسمعني مفردات مشبعة بكلمات الغزل واردت ان اسمعه مفردات حروفي التي اصطفت لكي تصنع له بتلات الزهور كي تشكل له حلو الكلمات في الحب . أبت حروفي أن تبقي في أبجدياتي لقد هربت اليه كلها تركتني. وذهبت للمنزل دخلت حجرتي ناظرة الي سقفها محدقة شاخصة لا ابالي بمن حولي وفي اليوم التالي اخبرت صديقتي التي كانت برفقتي في الفرح لمصاحبتي وذهبنا في الموعد وانا لا اقوي علي السير ولا اتمالك نفسي . دخلنا المكان جلسنا في انتظاره . وقلبي يرتعد فرحا وقلقا. جاء فارسي يتهادي في خطواته كالنسيم في عبيره تقدم مبتسما فانتبهنا من سباتنا مد يده مصافحا صديقتي همس لها لم اتوقع ان تأتي صديقتك معك لقد حدثتها بالامس من اجلك لكي اعرف منها من انت ومن تكوني .. تسمرت في مكاني ثم استأذنت وانصرفت.