* يسأل عيد.أ.ل من الإسكندرية: أنا رجل متزوج وعندي عدد من الأولاد ضحك علي الشيطان فعرضت زوجتي علي أحد الأشخاص عن طريق الإنترنت فقط لكنه لم ينل منها شيئاً.. لكني تبت إلي الله من هذا الذنب وندمت علي ما فعلت.. فهل لنا من توبة؟! ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: لا شك في أن ما قمت به هو فعل محرم شرعاً. وأمر قبيح ومخالف للفطرة السليمة التي تقتضي الغيرة علي الأهل والعرض والحرص علي صيانة ذلك. ومن هنا كانت غيرة الرجل علي زوجه ومحارمه علامة علي كمال الرجولة والشهامة. وتركها دياثة مذمومة شرعاً وطبعاً. يقع في حق فاعلها قوله صلي الله عليه وسلم: ثلاثة لا ينظر الله عزوجل إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه. والمترجلة والديوث" رواه أحمد والنسائي. وأما بخصوص هل لك من توبة فالجواب نعم لأن الله تعالي ذكر في محكم كتابه أنه يغفر الذنوب جميعاً حيث قال: "قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم" "الزمر: 53". وإن كانت زوجتك علي علم بما وقع لها فيجب عليها التوبة وهذا الرجل الذي قام بمشاهدة زوجتك يجب عليه أيضا أن يتوب إلي الله وأن يستر الأمر حتي تتفشي الفاحشة. فمن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة. * يسأل إبراهيم الملواني بمساكن الزهور بالإسكندرية: ما الحكمة من النسخ في القرآن الكريم؟ النسخ جار مع مقاصد الشرع لتحقيق مصلحة المكلف. فتارة ينزل الوحي بالحكم الشاق علي المكلفين لأجل اختبارهم وامتحان صدق إيمانهم كما في آية: "لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدو ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله" "البقرة: 284" ونسخها بأية: "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها" "البقرة: 286" فخفف الله تعالي عن الأمة ولم يؤاخذهم بما لا طاقة لهم به. وتارة لتدرج الناس بالتشريع. لحداثة الناس بالجاهلية. ولا يخفي ما فيه من تأليف قلوبهم بالإسلام وتهيئتهم لما أريدوا له من نصر دين الله ومثاله التدرج في تحريم الخمر وكذا التدرج في عدد الصلوات المشهور في حديث الإسراء والمعراج. كما أنه من حكم النسخ: إظهار نعمة الله عزوجل بما يرفع به من الحرج والضيق بنوع سابق من أنواع التكليف ومن أمثلة ذلك أيضا: عدة المرأة. فقد كان بداية عاماً كاملاً كما في الآية: "والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً وصية لأزواجهم متاعاً إلي الحول غير إخراج" "البقرة: 0 24" فنسخ الله تعالي ذلك بقوله: "والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أريعة أشهر وعشراً" "البقرة: 234". كما يقع بالنسخ تطييب نفس النبي صلي الله عليه وسلم ونفوس أصحابه بتمييز هذه الأمة علي الأمم وإظهار فضلها ومثاله تغيير القبلة من بيت المقدس إلي الكعبة المشرفة. وبالجملة: فقد قال الإمام الشافعي: "إن الله خلق الخلق لما سبق في علمه مما أراد بخلقهم وبهم. لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب. وأنزل عليهم الكتاب تبياناً لكل شيء وهدي ورحمة وفرض فيه فرائض أثبتها وأخري نسخها. رحمة لخلقه بالتخفيف عنهم. وبالتوسعة عليهم. زيادة فيما ابتدأهم به من نعمة وأثابهم علي الانتهاء إلي ما أثبت عليهم جنته والنجاة من عذابه. فعمتهم رحمته فيما أثبت ونسخ. فله الحمد علي نعمه".