الحزب الوطني الديمقراطي اسم ارتبط لسنوات طويلة بنظام الحكم في مصر وبإفساد الحياة السياسية في مصر طيلة ما يقرب من 40 عاماً خاصة خلال سنوات ما قبل ثورة 25 يناير وكان فساد رموز وتزوير الانتخابات أحد أهم الأسباب لاندلاع ثورة 25 يناير.. ذلك الحزب الذي أسسه الرئيس الراحل أنور السادات أو أعاد تأسيسه عام 1978 وتولي هو رئاسته حتي وفاته في 1981 وبعد ذلك تولي رئاسته مبارك وضم إليه رموزاً كثيرة حملها الشعب مسئولية ما وصلت له أحوال مصر من فساد ومحسوبية ونهب منظم لكل موارد البلاد ومنهم صفوت الشريف وكمال الشاذلي ومفيد شهاب وجمال مبارك وأحمد عز وعلي الدين هلال وعائشة عبدالهادي وزكريا عزمي ويوسف بطرس غالي ورشيد محمد رشيد وفتحي سرور ومحمد أبوالعينين وابراهيم سليمان وأسماء أخري كثيرة ظلت جاثمة ومسيطرة علي أوجه الحياة في مصر لسنوات طويلة حتي ثار الشعب عليهم وعلي رئيسهم بعدما كان تزوير الانتخابات غاية ووسيلة لهم خصوصا في الدورات البرلمانية الأخيرة. حيث حصد الحزب في انتخابات عام "2000" حوالي "388" مقعدا وفي عام "2005" حصد حوالي "311" مقعداً وفي الانتخابات الأخيرة قبل الثورة حصلوا علي معظم مقاعد البرلمان وتنحية المعارضة بشكل كبير كل هذا دون قاعدة حقيقية لهم في الشارع. كانت عضوية الحزب هدفاً لكل الفاسدين وتجمع أصحاب المال والأعمال في تزاوج بين المال والسلطة لسنوات طويلة وصفها الشعب بأنها "سنوات الخراب". تم تقديم معظم رموز الحزب الوطني للمحاكمات ولكن لضعف الأدلة وحصل معظمهم علي أحكام بالبراءة مما شجع البعض منهم لمحاولة العودة مرة أخري للحياة السياسية في مصر. ذهبت "المساء" لبعض الدوائر السابقة لرموز وفلول الحزب الوطني لاستطلاع رأي الشارع في عودة بعضهم مرة أخري حتي وإن لم يتم إدارنتهم في قضايا فساد وغيرها أو حصلوا علي أحكام بالبراءة. أكد المواطنون استحالة عودتهم مرة أخري وحملوهم كل ما وصلت له الأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر مشيرين إلي أن هناك ثورة قامت ضد نظامهم وسقط بها شهداء وعودتهم تعني كأن شيئا لم يحدث في مصر وخيانة لدماء شهداء الثورة وعليهم التزام الصمت وعدم الظهور في الحياة السياسية مرة أخري لأن رد الشعب سيكون قاسياً. حي عابدين إحدي أهم الدوائر الانتخابية السابقة لرموز الحزب الوطني حيث كانت دائرة "طلعت القواس" وهو رمز فاعل من رموز الوطني سابقاً. يقول وليد جلال "محاسب" هناك ثورة قامت وكان حي عابدين شاهداً عليها لقربه من ميدان التحرير وشارك أهالي عابدين بفاعلية وكنا ننادي بالحرية والعدالة الاجتماعية ورموز الوطني كانت هذه العبارات بعيدة تماما عنهم.. فكيف يتجرأ أحد منهم ويترشح في الانتخابات قائلاً: "إن لم تستح فافعل ما تشاء" ولكن ليعلموا أننا لن نسمح بذلك وعلي فلول الوطني الاختفاء تماما عن المشهد. يضيف جلال: نريد تحقيق أهداف الثورة والتقدم لملاحقة دول كثيرة سبقتنا في التنمية بسبب فترة حكم مبارك ومن معه لانهم السبب فيما وصلنا إليه الآن وعلينا البدء من جديد ونحن قادرون علي ذلك.. ومن الآن لن يكون هناك تزوير كما كان يفعل الحزب الوطني الذي كان يحصل علي الأغلبية المطلقة بالتزوير الفاضح. يقول أمين أحمد أمين "بالمعاش" بحي عابدين: من ليس له ماض فاسد أو مدان قضائياً فلا توجد مشكلة في انتخابه من اعضاء الحزب الوطني لأن ليس كل من ينتمي للحزب الوطني كان فاسداً. يضيف ولكن رموز وقيادات الوطني دون استثناء قننوا الفساد واشاعوا المحسوبية ولن نسمح لهم بالعودة مرة أخري إلي البرلمان. اضاف أمين اننا نحملهم مسئولية ما وصلنا له حيث احتلت مصر المراكز الأولي فقط في الأمراض المزمنة والكوارث وحوادث الطرق وهناك أكثر من نصف الشعب تحت خط الفقر وتأخرنا كثيرا بسبب تدهور التعليم والسياسات الفاشلة لحكومات الوطني المتعاقبة فكان معظم الوزراء أعضاء في مجلس الشعب. أوضح خالد حسن "تاجر" عابدين: أن هناك اعضاء غير مفسدين بالحزب الوطني ولهم خدمات جليلة وكانوا يراعون الله وان كان هؤلاء قلة ولكن لن نغلق في وجوههم الباب وسنترك الحكم للشعب فهو قادر علي الاختيار ولكن بعيدا عن الرموز وقيادات الحزب. في السيدة زينب احدي أهم الدوائر الانتخابية وكان يمثلها فتحي سرور وزير التعليم ورئيس مجلس الشعب لسنوات طويلة وأحد أقطاب الحزب الوطني. يؤكد شعبان العون انه يتعجب مما يسمعه أحيانا عن طرح اسم فتحي سرور للبرلمان القادم منوها إلي أن هذه الدعوات ممن استفادوا منه ومعظمهم يسكنون منطقة "قلعة الكبش" أقول له: "خليك في بيتك واقض مما تبقي من عمرك في الاستغفار لعل الله يرحمك". يضيف شعبان: أتمني أن يخرج علي الناس ليس بقرار خوضه الانتخابات أو أحد أعوانه ولكن للاعتذار للشعب المصري عما فعله وعن كم القوانين الجائرة التي اجيزت من خلال رئاسته لمجلس الشعب. يري فرج عبدالرحمن علي "موظف" أن يكف الناس عن ترديد أخبار عن ترشح الفلول لأن هذه اشاعات الغرض جس نبض الشارع حتي يتمكنوا من الدفع بأحد أعوانهم ليكون سنداً لهم وأقول لهم وعلي رأسهم فتحي سرور "أهالي السيدة شاركوا في الثورة ضدك وضد رئيسك ولن تعود مرة أخري وإذا كنت تشك في ذلك فعليك طرح اسمك أو اسم من تريده وسيكون ردنا عليك قاسياً. يؤكد رشاد حسين "مقاول" اننا نحترم حكم القضاء ولكن نحن لنا حكمنا الخاص ورموز وقيادات الحزب الوطني حكم عليهم الشعب بالعزل السياسي ولن يعودوا مرة أخري لأنهم يرتبطون بفترة فاسدة في تاريخ مصر. اضاف أن معظم قيادات الوطني وعلي رأسهم فتحي سرور من كبار السن بالاضافة لتاريخهم وهذا لا يتناسب مع ما نأمله من تجديد دالبلاد ودفعها للأمام. في دائرة الوزير الهارب "يوسف بطرس غالي" بحي شبرا يري خالد عفيفي "موظف" ان كل أعضاء الحزب الوطني ليسوا فاسدين ولكن الشعب اصبح بينه وبينهم حاجز نفسي حتي من مجرد ذكر اسم الحزب فهو ولسنوات طويلة ارتبط عندهم بكل أنواع الفساد وسبب ما وصلت له مصر من حالة تردي. يضيف أما بالنسبة للوزير بطرس غالي فهذه دائرته ولكنه لو عاد ليترشح أو يدفع ببديل له في الانتخابات لن يجد له أي رصيد شعبي فهو سارق أموال الشعب وأحد الرموز الفاسدة في زمن "أغبر" لن يعود..! يري د. تامر ذكري "صيدلي" شبرا انه لا يوجد مجال لعودة أي فاسد من النظام البائد ولن يكون لهم مكان في الحياة السياسية بعد 30 عاما من سوء الإدارة وفساد الذمم لأننا نريد وجوهاً جديدة يكون بناء البلد وتقدمها هدفا لهم بعيدا عن المصالح الشخصية والتربح والفساد. اضاف خالد حسن "شبرا" اننا نرفض كل من ينتمي للحزب الوطني فما بالنا لو كان "يوسف بطرس" أحد رموز الفساد وسارق أموال التأمينات نحن أبناء شبرا "جدعان" وشاركنا بقوة في الثورة من أجل تطهير البلاد من مبارك ورموز حكمه وعلي رأسهم أعضاء الحزب الوطني المنحل. يقول زغلول الجندي "معاش": من الممكن أن انتخب من بين اعضاء الحزب الوطني غير الفاسدين لكن رموز الحزب انفسهم لن يكون ولن نسمح لهم بذلك لأن الشعب أصدر قرارا بعزلهم في 25 يناير. يضيف ان الأعضاء كانوا يتسابقون للحصول علي كارنبه "الوطني" خاصة رجال الأعمال من أجل المصالح ونهب الثروات فقط. وفي حي حلمية الزيتون المعقل الانتخابي لزكريا عزمي "كبير القصر" في عهد مبارك وأحد رموز الوطني والحياة السياسية.. يؤكد مصطفي القاضي "مدير ضرائب" أن من ينادي بنزول أحد من الأعضاء السابقين بالحزب الوطني هو خيانة للثورة ولمصر.. منوها إلي انهم لو دخلوا البرلمان القادم فستكون هناك ثورة جديدة. يضيف أن زكريا عزمي لا يتسم بالغباء السياسي حتي يترشح هو أو حتي أحد أعوانه فيكفي ارتباط اسمه مع ممدوح اسماعيل في عبارة الموت "السلام 95" فهو من أخرج ممدوح من صالة كبار الزوار بعد تسببه في قتل أكثر من 1000 مصري في عرض البحر وهو من أسس لمنظومة الفساد في مصر حتي وان برأته المحكمة لأن حكم الشعب وهو الأقوي والأبقي ومحاولة البعض طرح اسمه هي من دواعي "الهزار فقط"! تقول هويدا عبدالعظيم "موظفة": كلهم فاسدون.. منهم لله خربوا البلد ولن يستطيع أحد منهم حتي مجرد الظهور في الشارع لأنه يعرف رد فعل الشعب عليهم فهم كالفئران دخلوا جحورهم ولن يعودوا مرة اخري. تشير سعاد محمد محمود "ربة منزل" حلمية الزيتون إلي عدم عودة عقارب الساعة إلي الخلف ويكفي ما فعلوه بمصر فهاهو "زكريا عزمي" كان يردد جملة "الفساد للركب" واتضح انه من شرع له هو وعصابة القصر وأفرعها المسمي بالحزن الوطني. تضيف عايزين شباب ووجوها جديدة عايزين نغسل وجه مصر مما علق به علي يد هؤلاء الذين جمعتهم المصالح ونهب خيرات مصر. يقول سالم عبدالجواد "سائق" انه كفاية 30 عاماً وممارسات اعضاء الوطني كانت اسباب قيام الثورة وكان حرق مقراته أول اهداف الثوار ومازال المبني الرئيسي في التحرير يذكرنا بعصر تخطيناه وحرقنا كل ما يذكرنا به.. فكيف يعود من أهانوا الشعب واستخفوا بعقوله؟! دائرة قصر النيل "دائرة الباشوات" حيث يقع الحي الراقي جاردن سيتي كانت هي الأخري احدي أهم دوائر رموز الحزب الوطني "هشام مصطفي خليل" ابن رئيس وزراء مصر الأسبق. يقول عبدالعزيز مناع "صيدلي": المجلس القادم أخطر مجلس في تاريخ مصر لأنه سيكون المسئول عن سن القوانين والتشريعات في هذه المرحلة الخطرة في تاريخ مصر ونحن نريد وجوها جديدا قادرة علي المساهمة في عبور سفينة الوطن لبر الأمان. وليس من المعقول أن يعود أحد رموز الوطني لهذه الدائرة مرة أخري فهذا زمن ولي ولن يعود مرة أخري. أكد صلاح عثمان "مهندس" ان الثورة قامت من أجل هدم هذا النظام بعد أن أضاع البلاد لسنوات طويلة ولن نسمح بعودة الفاسدين وجماعة البزنس ورجال الأعمال حتي برأتهم المحاكمات لأن مصر مازالت تعاني وستعاني لفترات طويلة بسبب هؤلاء الفاسدين الذين نهبوا ثرواتها ولم يتقوا الله في شعب مصر. محمد كامل "طبيب" يري أن هناك اعضاء بالوطني علي مستوي القواعد غير فاسدين ولكن في النهاية ارتباط اسمائهم بالحزب الوطني ظلمهم كثيرا لأن الشعب لم يعد يطيق سماع الاسم وهنا في دائرة قصر النيل بعد الثورة تغير مزاج الحي الراقي واصبح يهتم بالسياسة وبمن يمثله وأعتقد أنه لن يكون ممثله القادم أحد أعضاء الحزب الوطني أو أحد رموزه. أكد محمد عبدالحميد "طبيب" أن لكل شخص تاريخه الخاص ولكن للأسف لم نر أو نسمع من قبل ان حزبا بالكامل كان فاسدا سوي بمصر وهم اعضاء الوطني السابقون منوها إلي انه لم يكن أحد يتصور كل هذا الفساد حتي وان حكم لهم بالبراءة فهم فاسدون ولن تغير هذه الاحكام نظرة الشعب لهم الذي لن يسمح باستنساخ أحد منهم مرة أخري فهم محكوم عليهم بالعزل من جانب الشعب.