خطوة مهمة اتخذتها نقابة الصيادلة بإقامة المركز الوطني لمعلومات الدواء.. لكن الأهم أن يكون هذا المركز فاعلا وجادا ومعروفا للصيادلة والأطباء والمرضي وأن يكون له دور تدريبي للصيادلة إلي جانب تقديم المعلومات لمن يطلب.. وهي أهداف معلنة لكن العبرة بالتطبيق ونطاقه واستمراريته بنفس الحماس. ترجع أهمية هذا المركز إلي أنه يهدف لتحقيق المزيد من التفعيل لفكرة الصيدلة الاكلينيكية التي اتخذت فيها مصر خطوات متواضعة رغم أنها اصبحت علما راسخا في الدول المتقدمة له متخصصون متميزون وعائد طبي واقتصادي أكثر تميزا. والصيدلة الاكلينيكية هي فرع متقدم من فروع الصيدلة يعني أن يقوم الصيدلي بتقديم الرعاية الصحية للمرضي داخل المستشفيات والعيادات بالتعاون مع الطبيب المعالج للتأكد من إعطاء المريض الدواء بالجرعة والطريقة التي تحقق أعلي درجة من الفاعلية والأمان في نفس الوقت.. وفي هذا مزايا عديدة. أولي المزايا للمريض نفسه حيث يأخذ الجرعة المناسبة في المدة المناسبة دون زيادة أو نقصان ويتجنب الأعراض الجانبية والتداخلات الضارة مع الادوية الاخري.. من المزايا الاقتصادية القضاء علي الاسراف والعشوائية في استخدام الادوية وهما آفتان في مجال الدواء في مصر وهذا يحقق عائدا صحيا له مردود اقتصادي غير مباشر إلي جانب المردود الاقتصادي المباشر بتوفير الدواء والحد من الانفاق عليه.. وهذا جانب شديد الاهمية إذا علمنا أن الانفاق علي الدواء يحسب بمليارات الجنيهات. وقد خطت مصر أولي خطواتها في هذا المجال علي استحياء منذ حوالي 15 عاما بتجربة ناجحة في المعهد القومي للأورام تابعناها في حينها.. لكن ظل مجال الاستخدام محدودو إلي أن حدثت طفرة في السنوات الاخيرة بافتتاح أقسام متخصصة لهذا العلم في كليات الصيدلة بعدة جامعات.. بالاضافة لإتاحة الفرصة لدراسة سنة إضافية تخصصية بعد الدراسة العادية للصيدلة.. حيث يتطلب التخصص دراسة مكثفة للطب الحيوي والعلوم السريرية ليصبح الصيدلي اخصائيا في المعالجة الدوائية أو علاج الأورام أو الطب النووي أو علم التغذية وغيرها. معني ذلك أن الصيدلي الاكلينيكي هو المصدر الرئيسي للمعلومات الصحيحة عن الادوية والاستخدام الامثل لها.. ومن هنا تأتي أهمية هذا المركز الذي لابد أنه سوف يتيح ذلك من خلال نخبة من المتخصصين أو هذا ما يجب أن يكون. لكن يبقي الجرح الذي نكأه هذا المركز وهو ان الخريجين المتخصصين في هذا المجال لا يجدون عملا يناسبهم لأن الصيدلة الاكلينيكية لم تعد بعد نظاما متبع إلا في القليل جدا من المستشفيات.. وهي مشكلة من المفروض ان تتولاها نقابة الصيادلة دفاعا عن المهنة وارتقاء بها وايضا عن اعضائها الذين سارعوا بدراسة هذا الفرع الدقيق لكن خطواتهم كانت اسرع من الخطي البطيئة كالعادة لوزارة الصحة. في الدول المتقدمة الصيدلي الاكلينيكي هو الذي يصف الدواء في وجود الطبيب وفقا لبروتوكول دقيق في بريطانيا مثلا من حق الصيدلي الاكلينيكي التصرف في الدواء بحرية تامة دون تدخل من الطبيب.