تحت خط الفقر بمراحل يعيش هؤلاء "المساء" رصدت حياتهم ومعيشتهم. في منطقة المصلي أكثر المناطق عشوائية علي طرف مدينة أسيوط. ينتشر داخلها الفقر المدقع القاتل. وسط نفوس راضية بما كتب الله عليها. يعيش مواطنون حالة حياة غير تلك التي يعيشها معظم المواطنين بداخل منازل حتي لا يستطيع أن يعيش به فرد واحد من اسرة متوسطة الدخل.. مواطنون كل أملهم السكان في غرفة بدورة مياه والستر أثناء قضاء الحاجة. في غرفة لا تزيد علي ثلاثة أمتار بدون دورة مياه تعيش أسرة مكونة من سيدة وأحفادها السته متغلبة علي إعاقتها بعد ان بترت ساقها اليمني. وتصرف عليهم بعد وفاة أمهم. وإعاقة والدهم بثمن بيع الدوم والذي لا يتعدي سعر الواحدة منها 50 قرشا للدومة الواحدة وبمساعدات أهل الخير تستطيع. وقد بلغت عامها ال 82 وعندما ترغب في قضاء حاجتها تستعين بجيرانها لتدخل تقضي حاجتها عندهم. قالت السيدة عرب محمود 82 سنة مبتورة الساق. انا اعيش في هذه الغرفة عبارة عن ثلاثة أمتار بها سرير ودولاب هي كل أملاكي. وأصرف علي ولدي محمود العاجز وابنائه الستة من بعد وفاة أمهم. بالأموال التي اربحها من بيع الدومة ب 50 قرشا ومساعدة أهل الخير الذين لم يتخلوا عني والحمد لله علي العيشة. وتوضح السيدة "أكل العيش من شوية الدوم التي أبيعها يوميا. والمساعد ربنا. لا يوجد معاش. أو ما يمكن ان يساعد. يحضر لي الدوم شاب يعرف حالتي جيدا ويأخذ مني ما فيه النصيب. ولا يدقق معي في الفلوس والاسعار. وأبناء ابني يأكلون ويشربون معي طوال اليوم ثم يعودون لشقة استأجرتها لهم بمبلغ 200 جنيه في الشهر والله المعين تضيف السيدة عرب بقلب راض لا يوجد حمام في غرفتي واضطر إلي الذهاب عند جيراني لقضاء حاجتي وهما مستحمليني لانهم عارفين الحالة وكل المنطقة علي قد حالها. والمصلي منطقة الناس الفقراء الذين لا يعرفون طعم الدنيا أغلب الاطفال لا تدخل المدارس ولا تكمل تعليمها بسبب عدم قدرة أهلهم علي الصرف علي التعليم والاطفال تعمل علي جمع القمامة وبيعها. كريمة: زوجي مريض وابني يساعدني بجمع القمامة وبيع البلاستك زوجها كفيف. وأصيب بقرحة في المعدة ومحجوز في المستشفي لعمل عدة عمليات جراحية. ولديها خمسة من الأولاد. ضربها الفقر المدقع. لا تستطيع تعليمهم لعدم توافر المال والعمل. وتستأجر تروسيكل لجمع القمامة. وبيع البلاستيك الموجود في القمامة. الاستفادة منها في الاكل والصرف علي المنزل. قالت كريمة سيد محمد ربة منزل انا لدي خمسة من الاولاد منهم 3 أطفال وزوجي كفيف ومحتجز في مستشفي اسيوط الجامعي يخضع لجراحة طبية في المعدة من القرحة. وانا لا استطيع العمل لانني مصابة بحروق سببت لي عجزا جزئيا في الجسم باليد اليسري والجانب الايسر من الجسم كله ولم احصل علي أي مؤهلات ومع ذلك استأجر تروسيكل ب 30 جنيها يوميا وابني يخرج عليه لجمع القمامة ونقل البلاستك وبعد بيعها ادفع ايجار 200 جنيه علي غرفتين ودورة مياه وصاحب المنزل يريد اخراجي من المنزل. اضافت كريمة اقصي ما احلم به هو الحصول علي شقة من الحكومة نستطيع العيش فيها ومصدر دخل مناسب لأن ابني الذي يعمل ليل نهار في جمع القمامة مصاب بالصرع والتشنج ومن الممكن أن يصاب بالحالة في أي وقت اثناء العمل وقد يجمع القمامة من أماكن بعيدة وليس بها مواطنون واخشي عليه. شربات انا عايشة في خرابة.. وحمامنا في الشارع في غرفة لا تزيد عن مترين في متر تسكن السيدة شربات التي تجاوز عمرها ال 70 عاما. وزوجها المريض بالسكر والجلطة ولا يستطيع القدرة علي الكلام لإصابته بعجز نصفي يمنعه من النطق. وبها جدار هدم أكثر من نصفه وسقف يكاد يسقط عليه. وبجانب الغرفة التي تسكن بها الست شربات. هناك عشه اتضح انها عبارة عن دورة مياه في الشارع لا تستر من بداخلها. قالت السيدة شربات كريم 72 عاما انا وزوجي نعيش في غرفة ليس بها حمام والجدار الخلفي للحجرة سقط نصفه والسقف أوشك علي السقوط علينا واصحاب البيت يطلبون منا أن نخرج منه. أو أن يسقط علينا ولا يهتمون حتي لو دفنا تحت انقاض البيت. وكنا نعمل الحمام في حته عشه منصوبه في الشارع نقضي حاجتنا فيها وتستخدمها دورة مياه ولكنها لا تصلح الآن. أوضحت شربات كل دخلي انا وزوجي المريض عبارة عن 280 جنيها هو معاش السادات الشئون الاجتماعية وزوجي مريض بالسكر والضغط ويعاني الجلطة التي افقدته القدرة علي الكلام ولا نجد مساعدة وكل ما نريده هو أن نعيش عيشة كريمة بالستر من الله بدلا من الفضيحة وقضاء حوائجنا في الستر. أضافت السيدة أولادي تزوجوا وتركونا وانا وزوجي نعيش لوحدنا وليس لدينا أموال نقوم ببناء الجدار الذي سقط منذ أكثر من سنة. وبدأت مؤشرات السقف تسقط علينا وخايفة يقع عليا انا وجوزي واحنا نايمين. وصاحب المنزل لا يهتم بالأمر ابدا. عم محمد يعيش في مسجد بعد أن طرده ابنه بناء علي رغبة زوجته: عم محمد يعيش في مسجد الشيخ يوسف بمنطقة المصلي بغرب مدينة اسيوط مصاب بجلطة في الذراع ويأخذ علاجه من اهل الخير ولا يملك إلا معاش الشئون الاجتماعية 220 جنيها بعد أن طرده ابنه من شقته بناء علي رغبة زوجته. قال عم محمد انا زوجت ابني في الشقة التي كنت اعيش فيها انا ووالدته منذ أن تزوجنا. وربيته وعلمته إلي أن حصل علي دبلوم. وبعد أن زوجته ورزق بطفل حكمت زوجته عليه أن يطردني من الشقة. لعدم استطاعته حملي وانا مصاب بجلطة في الذراع جعلت ذراعي اليسري شبه مشلولة. أضاف عم محمد أعيش في مسجد الشيخ يوسف منذ ثلاث سنوات وأخدم المسجد. وأقوم برعايته. وقضاء كافة حاجات المسجد واتمني من الله أن يتم لي ما بقي من العمر علي خير وان اجد ثمن العلاج كلما احتجته يساعدني أهل الخير بما فيه النصيب. وكل همي أن أعيش مستورا احصل علي معاش من الشئون الاجتماعية ليس لي مصدر دخل سواه. أوضح عم محمد ابني كبرته وعلمته وزوجته من الفتاة التي طلبها واسكنته معي في نفس شقتي التي كنت مستأجرا لها انا ووالدته. وعقب ولادة أول مولود له قام بإلقاء ملابسي في الشارع ومن وقتها وانا خادم المسجد.