بالرغم من مرور ما يزيد علي عشرة أيام علي انهيار مئذنة أشهر مسجد بمنطقة الجمرك والذي يعد قبلة المصلين خاصة بكونه يقع في منطقة حيوية بالميناء الشرقي ويطل علي البوابة الرئيسية للميناء مما يجعل موقعه المتميز أول ما يراها زوار المدينة من الوفود الأجنبية والعربية الوافدة من الميناء.. إلا أن المسجد سيئ االحظ ووقع في صراع بين مديرية الأوقاف والآثار والنهاية ان المسجد يقع ضمن قائمة مجلد التراث بالمحافظة وتم غلق المسجد أمام المصلين بعد انهيار مئذنته وأصبح لا يستقبل سوي اللجان الهندسية من جهات مختلفة تصدر قرارات مكانها الادراج.. ولعل من المفارقات الغريبة التي كشفت عنها "المساء" أن المسجد ليس أثراً كما يعرفه الكثيرون وتم بناؤه بأعمدة أثرية مجهولة المصدر. فانتقلت "المساء" للمسجد للتعرف علي حالته بعد مرور 10 أيام من انهيار مئذنته بسبب نوة الفيضة الكبري التي ضربت الاسكندرية خلال الأيام الماضية دون أي رد فعل من الجهات المختصة. يقول محمد عبد الجواد صاحب ورشة حدادة بالمنطقة إننا فوجئنا بانهيار مئذنة المسجد خلال أيام النوة مطالباً بضرورة فتح المسجد. أضاف محمد عباس من سكان المنطقة أن سقوط المئذنة تسبب في اتلاف عدد من السيارات التي كانت تقف أمام المسجد. مؤكداً بأن المئذنة كانت متصدعة قبل الانهيار منذ عامين. أكد محمد متولي مدير الآثار الإسلامية والقبطية بالاسكندرية أن المسجد ليس مسجل كأثر ولذلك فإن الأعمدة الحاملة للمسجد من الجرانيت هي المسجلة آثار ولكن المسجد تم بناؤه حديثاً ولكنه مسجلاً لدي مجلد التراث بالمحافظة ولم يترق حتي الآن لتسجيله كأثر. مشيراً إلي أن هذا المسجد بني علي أعمدة أثرية وبعد انشاء الوزارة قمنا بحصر جميع الأجزاء الأثرية بالمسجد وتسجيلها لدي الهيئة. ولكن الهيئة ستقوم بانتداب لجنة هندسية للاشراف علي أعمال ترميم المسجد للتأكد من عدم التأثير علي الأعمدة الأثرية التي توجد بالمسجد. يضيف اللواء أحمد أبو طالب رئيس حي الجمرك بأنه قام بانتداب لجنة هندسية من ادارة المباني الآيلة للسقوط لاصدار تقرير هندسي. ثم توجهنا لمديرية الأوقاف بالاسكندرية فأكد ابراهيم عبد الحميد مدير الادارة الهندسية بالمديرية بأنه بمجرد انهيار المئذنة قمنا بمخاطبة مسئولي الحي والآثار وهيئة التراث بالمحافظة وقررنا غلق المسجد خوفاً من انهيار أجزاء أخري لتلاشي حدوث كارثة في حالة سقوط جزء علي المصلين. مشيراً إلي أن المديرية حالياً في انتظار تقرير اللجنة الهندسية التابعة للحي التي ستوصي بترميم المسجد بعد تدبير مديرية الأوقاف ميزانية الترميم المطلوبة تحت اشراف لجنتي الهندسة من الحي والآثار. أكد أحمد عبد المؤمن وكيل وزارة الأوقاف بالاسكندرية بأنه حريص علي فتح المسجد في أقرب وقت ممكن ولكننا مازلنا في انتظار تقرير اللجنة الهندسية تمهيداً لمخاطبة وزارة الأوقاف بالقاهرة لتوفير الأموال اللازمة.