رحم الله .. حزب الوفد !! حزب الوفد.. تاريخ عريق في الحياة السياسية المصرية منذ أنشأه سعد زغلول.. حصل علي شعبية كاسحة لدي المواطن المصري حتي ولو لم يكن في السلطة.. كنت وأنا طفل أردد مع أبناء بلدي من الفلاحين البسطاء الذين لا يجيدون القراءة والكتابة هتافاً معروفاً مازالت أصداؤه في أذني "يحيا الوفد ولو فيها رفد". وبعد عودة الوفد إلي الحياة السياسية التي عطلتها ثورة يوليو 1952 باسم "الوفد الجديد" برئاسة فؤاد سراج الدين كان للوفد احترامه لدي رجل الشارع رغم محاولة النظام السابق تجميده ومحاربته بكل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة. لكن بعد سراج الدين دخل الوفد في دوامة الصراعات بين أعضائه علي رئاسته من نعمان جمعة إلي محمود أباظة ثم السيد البدوي.. وحدث ما حدث من تجاوزات في سبيل الجلوس علي كرسي زعامة الوفد مما لا يليق به كحزب شعبي له تاريخه. وعندما جلس السيد البدوي الذي لم أكن قد سمعت عنه من قبل علي كرسي زعامته بعد محمود أباظة تفاءلنا خيراً وقلنا: ربما يعود الوفد إلي تاريخه العريق ومساهمته الجادة في الحياة السياسية. لكننا فجعنا ولا أقول فوجئنا باشتراك الوفد في عملية تآمر مفضوحة لإسقاط صوت صحفي معارض هو الزميل إبراهيم عيسي رئيس تحرير صحيفة "الدستور".. فقد اشترك الدكتور السيد البدوي مع رضا إدوار في شراء الصحيفة من مالكها أو ملاكها بهدف إسقاط و"رفد" إبراهيم عيسي.. وعندما انتهت المهمة أعلن البدوي انسحابه من الصحيفة بعد أن أدي خدمة جليلة لصالح النظام السابق فقد كان صوت إبراهيم عيسي هو الصوت الوحيد والجرئ والصريح ضد ما كان يسمي ب "التوريث" وهي العملية التي كانت تتم لتهيئة المسرح السياسي ليكون جمال مبارك حاكماً لمصر خلفاً لوالده. ولأن رجل الشارع لا تنقصه الفطنة بدأ يتخلي عن هذا الحزب وينصرف عنه. الأمر الذي شعرت معه قيادات الحزب أنه أصبح في مهب الريح بعد ثورة 25 يناير ..2011 ومن هنا اتجه قادة الحزب للبحث عن "جبيرة" تشد عظام الحزب المكسورة والهيئة فلم يجدوا أمامهم سوي جماعة الإخوان المسلمين المعروفة بأن لها جذوراً منظمة في المجتمع المصري. وكانت وجهة نظر الحزب هي المشي في ظل جماعة الإخوان لعلنا نحصل علي بعض المقاعد في البرلمان القادم بدلاً من أن ننكشف أمام الجماهير التي كانت تعشق هذا الحزب في ظل قياداته التاريخية التي رحلت عن حياتنا الدنيا. ولكن تأتي زعامة الحزب الحالية وقياداته علي البقية الباقية من شعبيته اعتمدت أو تركت المتسلقين يتصدرون مشهده السياسي بحجة التجديد أو التحديث. وأزاحت أعضاء وقيادات كافحت وضحت للنهوض بهذا الحزب سنوات طويلة. رحم الله حزب الوفد.. ولا عزاء للمنتفعين!!