في مثل هذه الأيام من كل عام يبذر الفلاح أرضه بتقاوي زرعته وتبدأ الأرض في الاستعداد لموسم جديد من الزراعة وفي مثل هذه الأيام من كل عام يرفع الفلاح أكف الضراعة إلي الله بأن يطرح الخير والبركة في أرضه ليفرح بحصادها وتفتح الأرض أحضانها مؤمنة علي دعوة الفلاح حتي لا تخذله. لعلك تعجب أن كل ذلك لم يحدث في موسمنا هذا حتي الآن ولاتزال الأرض تنتظر أن يبذر الفلاح تقاويه وأن يدعو لها بالخير والبركة وربما يطول الانتظار -كما تقول رسالة سلامة محمد السيد خليل من القراطيين الجيزة- لأن الجمعيات الزراعية خالية من أي تقاوي. والموضوع بالتفصيل أن الجمعيات الزراعية كانت من قبل تطرح تقاوي الزراعات المختلفة ويذهب الفلاح ويشتري تقاوي زراعته كما يشاء وحين يجد جوالا معطوبا يمكنه أن يستبدله من الجمعية الزراعية بكل يسر وسهولة بينما فرضت وزارة الزراعة هذا العام علي الجمعيات الزراعية أن يقوم الفلاح أولا بحجز نوع التقاوي الذي يريده وكميته ويدفع السعر مقدما ثم تقوم الجمعية الزراعية بجمع أنواع التقاوي المطلوبة وشرائها من الوزارة ثم تسليمها لكل فلاح حجز ودفع مسبقا. بالطبع هذا الأمر لخبط الفلاح لأنه لم يتعود علي الحجز والدفع مسبقا. ثم ماذا يفعل لو استلم الكمية التي حجزها ووجد فيها جوالا معطوبا. بالتأكيد لن يستطيع استبداله لأن الكمية التي وردت للجمعية الزراعية ملك آخرين حجزوا ودفعوا مقدما مثله. وحاول مديرو الجمعيات الزراعية حل المشكلة والحل في أن يبادر مدير الجمعية بالشراء من جيبه الخاص ثم يجمع ما دفعه من فلوس الفلاحين وهذا ما لا قبل لأي مدير جمعية زراعية به لأنه من أين يأتي بكل الأموال التي يمكن أن يشتري بها تقاوي الفلاحين ولهذا لاتزال الأرض خاوية علي عروشها والفلاحون ينتظرون الفرج من عند الله. المهندس أمين أباظة وزير الزراعة لابد أن يتدخل لحل المشكلة ولابد أن تكون هناك بدائل لعملية الحجز والدفع مقدما حتي لا تبور أراضينا الزراعية. * أولياء الأمور الذين تضمنت رسائلهم الوضع في مدرسة بهتيم الثانوية للبنين بشبرا الخيمة ومدرسة سوزان مبارك للبنات بإمبابة أقول لهم نحن في انتظار استجابة د.أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم لفتح ملف الفساد داخل المدارس الثانوية.