يخطيء من يتصور أن مجالات التعاون بين مصر والصين التي تتضمنها اتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي وقعها بالأمس الرئيس السيسي والرئيس الصيني في بكين لا تتضمن المجال العسكري. فمصر - وبعد الموقف الامريكي المتعنت من ثورة 30 يونيو - أعادت ترتيب أوراقها وحددت أولوياتها والأسس الجديدة للتعامل مع دول العالم بما فيها الولاياتالمتحدة. أول هذه الأسس انه اذا لم تعامل أمريكا مصر بمنتهي الاحترام فلن تلقي من مصر أي احترام. ونحن نعلم ان التعاون العسكري المصري الامريكي مرتبط معظمه باتفاقية السلام مع اسرائيل وما تضمنته من مساعدات عسكرية تستفيد منها الولاياتالمتحدة اكثر من مصر. وتنويع مصادر السلاح أحد أهم عوامل الحفاظ علي الأمن القومي لاي دولة حتي لانفاجأ بالدولة الوحيدة التي كنا نعتمد عليها في التسليح تراوغنا وتتحكم في اسلحتنا.. متي تمنح؟ ومتي تمنع؟.. لذلك كان التوجه المصري شرقا نحو روسياوالصين وشمالا نحو أوروبا. زيادة الرئيس السيسي لروسيا اشتملت علي زيارة بعض مصانع السلاح ومنذ اسبوعين زار الرئيس السيسي ايطاليا وفرنسا وبالأمس عاد وزير الدفاع والانتاج الحربي من زيارة لايطاليا بحث خلالها التعاون العسكري وغير ذلك.. واليوم يتواجد الرئيس السيسي في الصين ذلك التنين القادم بسرعة الصاروخ ليتبوأ مكان الصدارة في العالم قريبا. والصين لمن لايعلم لديها من التفوق في التكنولوجيا العسكرية ما يجعلها تتجاوز المدرسة الأمريكية والمدرسة الأوروبية بل والمدرسة الروسية خلال السنوات العشر المقبلة ويكفي للتدليل علي ذلك ما أعلنته بكين مؤخرا من ان علماءها يعكفون علي تصنيع غواصة نووية اسرع من الصوت. لتسبق بذلك الولاياتالمتحدةوروسيا. صحيفة "ساوث تشاينامورنينج بوست" أكدت ان العلماء الصينيين يعكفون علي اختراع نهج ابتكاري لتطوير تكنولوجيا تسمح بتثبيت سائل خاص علي سطح الغواصة بحيث تتشكل منه فقاعة عملاقة من شأنها ان تقلل من مقاومة الماء للغواصة وتجنب هيكل الغواصة أي اضطراب قد يحدث في محيطها او اي تأثير علي هيكلها الخارجي. معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا اكد ان الغواصات بمساعدة هذه الفقاعات يمكنها ان تفوق سرعتها سرعة الصوت لتصل الي 5800 كيلو متر في الساعة مع العلم بأن سرعة الصوت تبلغ 1234 كيلو متراً في الساعة. تتفوق الصين أيضا في تكنولوجيا الاقمار الصناعية حتي انها استطاعت بصواريخ عالية التكنولوجيا تدمير بعض الاقمار الصناعية الامريكية وهو ما أثار غضب واشنطن وقتها. التعاون العسكري مع الصينوروسيا وأوروبا سوف يعني الكثير لمصر خلال المرحلة المقبلة.