استلمت إسرائيل أمس رابع غواصة من طراز دولفين الألمانية، والتي تعد من أحدث الغواصات التي تعمل بالوقود التقليدي، وتمتاز بمداها الطويل وعملها في أعماق كبيرة تحت سطح البحر، وإطلاق الصورايخ الباليستية منها ذات المقدرة على حمل رؤوس نووية أو العادية منها مثل صواريخ كروز الموجهة، بخلاف مقدراتها على العمل مدة أطول تحت الماء، وإمكانية إطلاق الصواريخ يصل مداها ل1500 دون الصعود إلى السطح. تمتلك إسرائيل حالياً رسمياً ثلاث غواصات من طراز دولفين 800، وقد تسلمتها من ألمانيا في الفترة الممتدة بين يوليو 1999 وأكتوبر 2000، بخلاف الرابعة الجديدة التي ستتدخل الخدمة أوائل2013، ومن المفترض أن تسلم ألمانيا الغواصة الخامسة في 2014 والسادسة في2017 حسب الاتفاق الذي تم في التسعينات وكان وراءه المستشار الألماني الأسبق هيلموت كول. والاتفاق نص على تزويد إسرائيل بهذه الغواصات وذلك بعد الأزمة العاصفة التي أعقبت مفاوضات قام بها نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين مع الشركة المنتجة لهذا النوع من الغواصات "دويتشية فيفريت"، لتقوم بتزويد العراق بهذه الغواصات. مما أستفز إسرائيل وشنت حملة ضغط سياسي وإعلامي على ألمانيا لوقف الصفقة، بل وتحويلها إليها، مع تحمل الدولة الألمانية معظم تكاليف بناء الغواصات. في عهد المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر بتسليم إسرائيل الغواصات الثلاثة، حيث شارك مع وزير خارجيته يوشكا فيشر، في احتفالٍ رسمي أجري بميناء حيفا، برفع العلم الإسرائيلي على الغواصات الثلاثة في 1999. الغواصة الرابعة والتي أطلقت إسرائيل عليها أسم "التنين" دارت شكوك منذ العام الماضي حول إمكانية تسليمها إلى إسرائيل، وذلك بعد ما نشرته مجلة ديرشبيجل الألمانية والتي قالت أن الحكومة الألمانية من الممكن أن تلغي العقد بين الدولتين وذلك بسبب سياسة الاستيطان الإسرائيلية وتهديد أنجيلا ميركيل المستشارة الحالية في ألمانيا بتأجيل تسليم الغواصات إذا لم تدفع الحكومة الإسرائيلية الضرائب التي جمعتها من الفلسطينيين إلى السلطة الفلسطينية. لكن المسئولين الأمنيين والعسكريين الإسرائيليين نفوا ذلك حينها وأكدوا على استمرار العقد وكذلك التوسع في التعاون العسكري الألماني – الإسرائيلي، وهو ما تأكد منذ حوالي شهر ونصف بزيارة وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إلى ألمانيا والقيام بتدشين الغواصة الرابعة التي جرى أمس إقامة احتفالية هناك بمناسبة تشغيلها، حضرها مسئولين عسكريين ألمان وإسرائيليين على رأسهم قائد سلاح البحرية، الجنرال رام روتبرج، والذي صرح "هذا الحفل اليوم، أكثر من أي شيء آخر، يمثل الصلة القوية والفريدة بين ألمانيا وإسرائيل، خصوصاً في مواجهة التطورات الإقليمية والتحديات المتعاظمة. ووقتما صارت المخاطر عالمية، فإن العلاقات بين ألمانيا وإسرائيل إلزامية أكثر من أي وقت مضى". وأشارت تحليلات إلى أنالغواصة الجديدة تضمن للبحرية الإسرائيلية تفوقاً في الحرب تحت سطح الماء، وقد صرح أيهود باراك في 27 يوليو 1999 عندما تسلمت إسرائيل الغواصة الأولى، وقد كان رئيساً لوزراء إسرائيل، "إن هذه الغواصات سوف تغير وجه البحرية الإسرائيلية، وقدرات الذراع الطويلة لإسرائيل". ، وهو ما كرره اليوم "جاي بيخور" المحلل العسكري في صحيفة يديعوت أحرنوت، والذي عنون مقالة ب"هيمنة إسرائيل على الأعماق"، مؤكداً على سعي إسرائيل الكبير لامتلاك أسطول غواصات قوي، لا يتوفر إلا لدول مثل قليلة بخلاف روسيا والولايات المتحدة والصين، وهو ما سيوفر لإسرائيل "اليد الأطول" في أي مواجهات قادمة في المنطقة. وفي إشارة لتفوق البحرية الإسرائيلية لأول مرة على البحرية المصرية لأول مرة بفضل أسطول الغواصات، قال بيخور أن التفوق النوعي والعددي للبحرية المصرية على البحرية الإسرائيلية أصبح غير ذا قيمة بعد التفوق الإسرائيلي في أعماق البحار، وأن القاهرة القلقة حالياً لا تملك موارد تجعلها تلحق بإسرائيل في هذا المضمار، حيث أن تكلفة الغواصة الواحدة تتراوح ما بين 500 إلى 850 مليون دولار، لافتاً النظر إلى عدم صلاحية سلاح الغواصات المصري، واصفاً إياه ب"عفا عليه الزمن"، مضيفاً أن مصر لم تكن تهتم في السابق بمسألة غواصات دولفين وتملك إسرائيل لها سابقاً، والنظام العسكري الحاكم الآن لا يستطيع الآن شراءها. توجيه ضربات وقائية أو انتقامية ضد إيران من المرجح جدا أن تكون للغواصات دوراً فيه بجانب سلاح الجو، وهو ما أكده بيخور في مقاله، الذي ذكر فيه أيضا أن إيران تراقب بقلق بالغ تطور أسطول الغواصات في إسرائيل، حيث تكمن نقطة ضعف إيران في مسالة الغواصات التي تملكها والتي تعد عتيقة الطراز، وأن إيران التي سعت لإظهار أنها قوة بحرية إقليمية، من خلال وصولها للبحر المتوسط مرتين من العام الماضي، أصبحت الآن تدرك أنها ليست ببعيدة عن مدى الغواصات الإسرائيلية، والتي اقتربت من السواحل الإيرانية عدة مرات في الأعوام القليلة الماضية، مما يدعم التوازن القائم، والذي سيكون لإسرائيل فيه التفوق في الأعوام المقبلة عندما يتم اكتمال أسطول الغواصات. محلل عسكري إسرائيلي: سلاح الغواصات المصري "عفا عليه الزمن" والقاهرة لاتملك الموارد لتجارينا في تفوقنا البحري الذي كان لصالحهم في الماضي