ضمن سلسلة المهازل والاهمال الذي تتعرض له المناطق الأثرية بالإسكندرية تعرض مسجد "إنجي هانم" الأثري للاعتداء من جانب مقاولين قاموا ببناء عقار مخالف علي مرأي ومسمع من الجهاز التنفيذي بالمحافظة الذي تحرك بعد فوات الأوان. ربما لا يعرف الكثيرون من هي إنجي هانم صاحبة الأثر الإسلامي فهي الزوجة الأولي للخديو محمد سعيد باشا حاكم مصر علي مدار تسع سنوات ووالدة أحمد شريف باشا وأشهر سيدات عصرها فعلاً لخير. تملك وقفاً بدمنهور بمساحة 4870 فداناً تخصص دخله للإنفاق علي الفقراء والمساكين ثم قررت "إنجي هانم" بناء مسجد لأبناء الإسكندرية علي مساحة حوالي 500 متر علي طريق المحمودية المجري المائي الرئيسي في ذلك الوقت وتم إنشاء المسجد علي الطراز الإسلامي مزوداً بنقوش وزخارف إسلامية ومحاطاً بسور حديدي وبجوار مدخل المسجد نجد جدارية تحمل تاريخ بناء المسجد في عام 1826 هجرية. كان هذا المسجد أحد المعالم الرئيسية بالمحافظة ويتوافد إليه أبناء الثغر لفخامته ومعماره الفريد بالإضافة إلي إطلالته علي ترعة المحمودية. وبالرغم من كون المسجد مسجلاً كأثر ويُعد من أهم الآثار الإسلامية بالإسكندرية إلا أن يد الاهمال طالته حيث فوجيء أبناء منطقة محرم بك بإقامة عقار مخالف يغطي علي مئذنة المسجد بارتفاعه الذي يصل إلي 17 دوراً مما يهدد المسجد الأثري بالانهيار. انتقلت "المساء" لرصد الكارثة التي تعرض لها مسجد "إنجي هانم". يقول خالد إسماعيل غنيم أمين عهدة مسجد إنجي هانم بأنه علي مدار السنتين الماضيتين قدمت العديد من الشكاوي للجهات المختلفة منذ بداية تعدي المقاول علي حرم المسجد لكن لا مجيب ولا مغيث إلي أن تحركت أخيراً الجهات التنفيذية وبدأت في أعمال الإزالة بالعقار قبل تسكينه. لافتاً بأنه علي الرغم من أن المسجد يتبع إدارياً وزارة الأوقاف فإنه لم يحظ بالترميم والصيانة منذ أكثر من 15 عاماً. وفي إدارة الآثار الإسلامية بالإسكندرية بالمسرح اليوناني الروماني قال حسام عبدالباسط مفتش الآثار: إن قسم المعلومات عن الأثر أكد انعدام الكتب التاريخية التي تتناوله وانه تم تحرير مذكرة لوزارة الآثار بمجرد العلم بحالة التعدي التي تمت علي المسجد مع الحي والجهات المختصة لتنفيذ أعمال الإزالة. وصرح اللواء محمد عبدالرازق رئيس حي وسط الإسكندرية بأن العقار المخالف الملاصق للمسجد كان عقارين تمت إزالتهما وصدر لأحدهما رخصة ثلاثة أدوار والآخر 11 دوراً ولكن المقاول قام بضم الأرض التي كان عليها العقاران وقام ببناء عقار بارتفاع 16 دوراً وتعدي بهذا الارتفاع الشاهق علي الحرم الأثري. مؤكداً أن أعمال الإزالة تتم حالياً وستستمر حتي نهاية ديسمبر الجاري لإزالة العقار المخالف حتي سطح الأرض وإجبار المقاول علي الالتزام بالرخصة التي حصل عليها.