العربي اليهودي يختلف عن الأمريكي اليهودي. والانجليزي اليهودي. والفرنسي اليهودي. إلخ. لكن الجميع يحرصون علي الانتماء إلي أوطانهم أو هذا هو المفروض وعلي استقلالها وتقدمها. العرب الذين ينتمون إلي ديانات مختلفة. ينتمون إلي هذا الوطن الذي نعيش فيه. الوطن العربي. دعك من التسميات المضللة كالشرق الأوسط وغيرها. حتي لو ابتعد أبناء الوطن العربي عنه فسيظلون عرباً. بصرف النظر عن الديانة التي ينتسبون إليها. وفي المقابل. فإن اليهود الذين ينتمون إلي دولة مختلفة في الشرق والغرب إنما هم مواطنون في تلك الدول. الرابطة الوطنية. وليست الرابطة الدينية. هي التي تصنع المجتمعات. وهي التي تصنع الدول. إذا كانت باكستان كما تحرص علي تسمية نفسها دولة إسلامية. فإن الإسلام ليس هو الدين الوحيد الذي يعتنقه مواطنوها. ثمة المسلمون والمسيحيون والهندوس والسيخ وديانات أخري كثيرة. حتي إسرائيل التي تصر علي يهودية فلسطين. فهي تطيل المفاوضات مع القادة الفلسطينيين. وترفض اعتراف دول الغرب بالدولة الفلسطينية. وتمارس العنف والقتل والإبعاد والتشريد والإفناء ضد أصحاب الأرض. لم يسلم من آلتها العسكرية حتي الوزير الفلسطيني زياد أبوعين. الذي قاد تجمعاً سلمياً لإعادة تشجير أرض دمرتها قوات الاحتلال.. حتي إسرائيل من الصعب عليها أن تحصل علي هذا "النقاء الديني". فسيظل من بين مواطنيها مسلمون ومسيحيون ومعتنقو ديانات أخري.. وملحدون! ولا يخلو من دلالة ما جاء في العريضة التي تقدمت بها الجمعيات المسيحية الإسلامية إلي مؤتمر السلم عام 1919 "لو تصفحنا التاريخ. لاتضح لنا جلياً أن فلسطين كانت بلداً عربياً قبل المسلمين والمسيحيين واليهود". واللافت أن تلك الجمعيات قدمت مذكرة إلي تشرشل في 1920 تطالب بإنشاء حكومة وطنية. تكون مسئولة أمام مجلس نيابي منتخب من السكان الذين قطنوا فلسطين قبل الحرب. من مسلمين ومسيحيين ويهود. الديانات لا تصنع أوطاناً. الأوطان تشترط اعتبارات أخري. تاريخية وجغرافية وثقافية وحضارية. لذلك فإن ما كان قائماً علي مدي مئات السنين. يجب ألا تغتاله الأساطير والدعاوي الإسرائيلية. وبتعبير محدد. فإن مشروع الدولة الفلسطينية التي تضم في جنباتها المسلم والمسيحي واليهودي. هو السبيل لمواجهة المشروع الديني الذي تسعي اليهودية الصهيونية لفرضه علي أرض فلسطين.