في خطابه أمام المنظمة الصهيونية الأمريكية "إيباك" وضع نتنياهو آخر العقبات أمام تجدد المفاوضات بين الفلسطينيين وحكومة الاحتلال الاسرائيلي اشترط رئيس الوزراء الاسرائيلي علي الجانب الفلسطيني أن يعترف قبل استئناف المفاوضات بيهودية الدولة العبرية. وبصرف النظر عن تراجع الرئيس الأمريكي أوباما عن خطاب له أمام المنظمة نفسها. تضمن رأيا مغايراً أقرب إلي الموضوعية فالحقيقة أن الديانات لا تصنع أوطاناً. الأوطان تشترط اعتبارات أخري. تاريخية وجغرافية وثقافية وحضارية. العربي المسلم. والعربي المسيحي. والعربي اليهودي. يختلف عن الأمريكي اليهودي. والانجليزي اليهودي. والفرنسي اليهودي. الخ.. العرب الذين ينتمون إلي ديانات مختلفة. ينتمون إلي هذا الوطن الذي نعيش فيه. الوطن العربي.. دعك من التسميات المضللة كالشرق الأوسط وغيرها.. حتي لو ابتعد ابناء الوطن العربي عنه فسيظلون عرباً. بصرف النظر عن الديانة التي ينتسبون إليها.. وفي المقابل. فإن اليهود الذين ينتمون إلي دول مختلفة في الشرق والغرب إنما هم مواطنون في تلك الدول. الرابطة الوطنية. وليست الرابطة الدينية. هي التي تصنع المجتمعات. هي التي تصنع الدول. واذا كانت باكستان كما تحرص علي تسمية نفسها دولة اسلامية. فان الاسلام ليس هو الدين الذي يعتنقه مواطنوها. ثمة المسلمون والمسيحيون والهندوس والسيخ وديانات أخري كثيرة حتي اسرائيل التي تحرص علي يهوديتها. من الصعب أن تحصل علي هذا "النقاء الديني". فسيظل من بين مواطني هذه الدولة مسلمون ومسيحيون ومعتنقو ديانات أخري.. وملحدون! ولا يخلو من دلالة ما جاء في العريضة التي تقدمت بها الجمعيات المسيحية الاسلامية إلي مؤتمر السلم عام 1919 "لو تصفحنا التاريخ. لاتضح لنا جليا أن فلسطين كانت بلداً عربيا قبل المسلمين والمسيحيين واليهود".. كما أشير إلي المذكرة التي قدمتها تلك الجمعيات إلي ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني في 1920 تطالب بانشاء حكومة وطنية. تكون مسئولة أمام مجلس نيابي منتخب من السكان الذين قطنوا فلسطين قبل الحرب. من مسلمين ومسيحيين ويهود. ورغم كل المحاولات الصهيونية. بالقوة المسلحة وبغيرها من الوسائل. فإن المشروع القومي الذي يضم في جنباته المسلم والمسيحي واليهودي. يظل هو السبيل لمواجهة المشروع الديني الذي تصنعه اليهودية الصهيونية علي أرض فلسطين.