** المسرح في كل مكان من العالم ينبض بالحياة وباحداث الحياة وأزماتها وهو المرأة المعبرة عنها. أما المسرح في بلادنا فلا يعبر إلا عن غياب هذا المعني! ففي خلال السنوات الأربع الأخيرة مررنا بموجتين من الثورة 25 يناير و30 يونيو والسؤال الذي يفرض نفسه علينا: هل عبر مسرحنا عن موجتي الثورة التي مررنا بهما؟ والإجابة بسيطة جداً بالطبع لا. لأنه لم ينشغل إلا بالأعمال المسرحية التي كتبت منذ أكثر من أو أقل أو يزيد ويجيب عن هذا دور العرض المسرحي الفارغة من الجمهور.. فالجمهور لا يذهب إلا إذا كان أي عرض يعبر عن همومه ومأساته وما يشغل باله ولذا فصالات مسارحنا شبه خالية من الجمهور. كما أن خشبات مسارحنا فارغة من المعني!! أيها السادة المسئولون عن المسرح أفيقوا يرحمكم الله!! *** ** كان للمسرح الغنائي والاستعراضي في مصر الريادة والتفرد والتميز.. وقف وراء تفوقه وإقبال الجماهير علي مشاهدته رواد زرعوا البذرة أمثال عبده الحامولي وسلامة حجازي وخالد الذكر سيد درويش سار علي نهجهم والتقط الخيط منهم فؤاد الجزايرلي وأحمد شفيق أبوعوف وآخرون فجاءت عروض بنات بحري وحمدان وبهانة وبدلة التشريفة والعشرة الطيبة ووداد الغازية مروراً بالخديوي حيث كان مسرح البالون النافذة ودائرة الضوء لإقبال الجماهير علي مشاهدة هذا اللون المحبب لدي الجمهور لدرجة العشق تباري في تقديم ذلك كتاب ونجوم ومخرجون كان لهم فضل السبق وعلو شأن هذا اللون وقد غيبهم الموت فتواري هذا اللون الجميل الرفيع المستوي عن مسرحنا الغنائي ولم يعد له وجود وسط الساحة الفنية المليئة بالتفاهات والتردي والسطحية وفقدان الإحساس والذوق الفني لما يمكن أن يقدم للمتفرج واختلط الحابل بالنابل وسادت العملة الرديئة وطردت الجيدة وأصبحت الفهلوة عملة سائدة وما أكثر الحكايات حول الموهبة وقدرات الإبداع والحرص علي النجاح الذي غاب وراء السحب الداكنة ومزاحمات المدعين!! *** ** عندما كتب استاذنا جليل البنداري رائعته "وداد الغازية" أهداه شقيقه الراحل "سعيد البنداري" وكان مديراً للثقافة الإسكندرية للفنان الموهوب الراحل "عادل أدهم" العاشق للفن حيث كان يعمل موظفاً ببورصة القطن بالإسكندرية قدمه لجليل البنداري للقيام بدور البرنس "كمال يوسف" أمام الفنانة العملاقة الراحلة هدي سلطان وسعد به فؤاد الجزايرلي والرواية تيمة من كتاب الفلكلور للراحل أحمد رشدي صالح يقول فيها: يا رايح نجع حمادي ازعق وقول يا وابور علي حسب وداد قلبي يابوي وأقول للزين سلامات وحقق العرض نجاحات تفوق الوصف وأصبح بعده "عادل أدهم" النجم الذي لا يباري في اللون الذي يقدمه.. والذكريات لا حدود لها من خلال المعايشة كمحرر فني تتلمذ في مدرسة الفنان المبدع "كمال الجويلي" أفضل من تولي رئاسة القسم الفني بالمساء.. كانت أيام وزمن جميل مات.. لا يسعد مدعو الفهلوة والاحتيال!! *** ** كل شيء إلي زوال.. تعالوا ننسي أياماً سوداء مرت ببلادنا علي مدي 3 سنوات تجرع فيها الشعب كله مرارتها وخزعبلاتها تحت شعار الدين والدين منها بريء.. إننا شعب طيب يعشق الحب والتسامح والكلمة الطيبة.. نعشق الحياة والعمل وحب الخير للجميع في إطار العمل والبناء وبذل حبات العرق.. لماذا يستمر الردح والثرثرة والشتائم والمكائد والتربص.. لماذا لا نلتفت لبلادنا وهي في أشد الحاجة لسواعد أبنائها.. لماذا لا نندمج مع الجمهورية الثالثة تحت قيادة كنا ننتظرها منذ فترة. لماذا لا يعود الإعلام بكل أطيافه ليغرص أفكاره بالقيم والحب والعطاء.. لماذا لا يقود حملة تنير الطريق وتبصر العقول ببذل حبات العرق.. متي يتخلص الإعلام من معاركهم علي الهواء وبالفضائيات من بث السموم والاحقاد والكراهية لعودة هذا الوطن العظيم لاسترداد مكانته وموقعه.. هل يعي الذين يتمادون في الهوس وأقوالهم التي هي بمثابة دخان في الهواء.. هل يتذكرون ويعون أن مصر أقوي وأكبر وأخلد وأعظم من كل ما يفعلون..!!