أنا وغيري حينما قررنا أن نقطن في مدينة الرحاب تلك الضاحية التي تبعد عن القاهرة 40 كيلو مترا كنا نحلم بحياة الامن والامان والخصوصية والهدوء بعيدا عن ضوضاء وزحام القاهرة.. وقبلنا تحدي البعد المكاني والخدمات المغالي في أسعارها التي ترهق ميزانيتنا والحق يقال كانت المدينة جميلة حتي عدة سنوات مضت لكن يبدو أن الظروف كانت أقوي من الاستمرارية وربما ككل شئ في مصر يبدأ جميلا ومنضبطاً وسرعان ما تطاله يد الاهمال الذي يشوه كل جميل ويفسد منظومة النظام والانضباط. أنا وغيري نلمس تبدل الأحوال بصورة سريعة مرعبة ومخيفة ويكفي أن أقول لكم ان ابني -10 سنوات- تعرض منذ أيام لمحاولة اختطاف بالقرب من مسكننا في الخامسة قبل المغرب علي ايدي اثنين من البلطجية يستقلوا سيارة من أفخم الأنواع بالطبع مسروقة أتيا بها إلي الرحاب لممارسة جرائمهما وناهيكم عن الفزع الذي لصغيري الذي فلت من ايديهما بأعجوبة لمرور بعض الاشخاص بالصدفة.. بعد ان بثا الرعب والفزع والهلع في الطفل الصغير. محاولة اختطاف ابني ليست الاولي ولن تكون الأخيرة.. هذا جانب. ونأتي إلي جانب آخر وهو الزحام والتكدس لك ان تعلم ان الرحاب أصبحت تجمعا لكافة الجنسيات في العالم الذين يتحدثون كافة اللغات ربما أكثر من المصريين ولاعيب في ذلك مصر دائما مضيافة تستوعب الجميع خاصة من هم في أزمة كالسوريين والليبيين وغيرهم.. المشكلة والتي انتشرت مؤخرا وهي كلاب الرحاب وانتشار الكلاب الضالة المسعورة بصورة تهدد حياة المواطنين وخاصة الاطفال.. هي مشكلة ايضا ظهرت منذ عدة سنوات كما قلت بسبب الاهمال لوجود فتحات في السور المحيط بالمدينة والذي احدثه بعض العمال الذين يعملون بالمدينة للتسلل إلي المدينة دون الدخول في البوابات الرسمية وما تتطلبه من إجراءات وتحقيق شخصية.. وهذه الفتحات للاسف أتاحت الفرصة للخارجين عن القانون الدخول للمدينة وبسهولة بعيدا عن أعين أفراد الامن المنتشرين كما أتاحت الفرصة للكلاب الضالة بالدخول والخروج ليتخذوا من المدينة مأوي لهم ولتجدهم يسيرون في قطيع وأسراب يزيد عدده علي 60 كلبا في مشهد مخيف ولو أن انسانا مترجلا لفتكوا به.. وعندما ضاق الاهالي بهذا الوضع ابلغنا جهاز المدينة الذي تعاقد مع احدي الشركات المكافحة والتي قامت بنشر سم الاستركنين المحرم دوليا والذي أثار جدل في وسائل الاعلام ليس لخطورته علي الحيوان ولكن لخطورته علي الانسان وخاصة الاطفال الذي يسبب لهم التسمم عن طريق الاستنشاق أو الملامسة والامر لايسلم خاصة وان جميع الاطفال يلعبون ويلهوون في الحدائق ليل نهار وثار جدلا بين السكان من ان السم من شأنه تعذيب الحيوانات لفترة طويلة قبل قتلها ولكن للحق فإن السم عال الكفاءة تسبب في قتل الطيور.. الحمام واليمام والهدهد والقطط المنتشرة في المدينة حتي القطط المنزلية والكلاب الاليفة أكلوا من السم المنتشرة وماتوا ايضا والحمد لله تخلصنا من رعب الكلاب الضالة لكن تبقي الكلاب الاليفة التي تحرص كثير من الاسر علي اقتنائها واطلاقها في الحدائق للتنزه فتسبب الرعب للاطفال دون مراعاة لحقوق الجيره وعندما تعاتب أحدا يكون رده سريعا كلب غير مؤذ ولابد أن يتنزه حتي لايتأزم نفسيا هو روح مثل الانسان ناهيك عن اصوات هذه الكلاب المزعجة التي تنبح فجرا مع اذان الفجر بأصوات تعلو علي أصوات الاذان تشق ظلام الليل وتفقدك القدرة علي مواصلة النوم لتدفع اجباريا ثمن ترفيه جارك الذي يقتنيِ أكثر من كلب لزوم اكتمال الوجاهة.. لتكتشف في النهاية ان قرارك بالسكن في الرحاب تلك المدينة التي حلمت بأن تكون فاضلة غلطة غير محسوبة. كلمات لها معني * هكذا تكون الحياة بدايتها ضعف ونهايتها ضعف فلا يغرنك قوتك يوماً ما! * قالت مريم "ياليتني مت قبل هذا" ولم تعلم ان في بطنها نبيا.. بعض الكربات قد تحمل في طياتها كرامات فلا تيأس إن طال البلاء. * إذا أردت أن تعيش حياة سعيدة فأربطها بهدف وليس بأشخاص أو أشياء؟