* تقدم القناة الأولي في التليفزيون المصري برنامجاً بعنوان "ذكريات" يتم خلاله اذاعة برامج قديمة من الأرشيف أري انه يجب علي معظم مقدمي البرامج والمذيعين الحاليين رؤيتها ليتعلموا منها أصول المهنة وكيفية صياغة السؤال والتحاور بشكل جيد وحسن الاستماع للضيف واعطائه الفرصة للحديث بدون مقاطعة أيضا البرنامج درس مهني في الاعداد وحسن اختيار الفقرات والضيوف وقد اتيحت الفرصة لمشاهدة برنامج عن الفنان فريد الاطرش وكان من بين هؤلاء الضيوف الفنان مدحت عاصم مكتشف فريد والذي جاء حديثه أيضا نموذجا للموسيقار المثقف الذي يتحدث اللغة العربية بطلاقة وبدون اخطاء لغوية وتذكرت حواري الصحفي الذي أجريته معه قبل وفاته منذ 20 عاما واثار اهتمامي وقتها حديثه بالعربي الفصيح ولهذا كان سؤالي كيف حافظ علي هذا رغم اتقانه عددا من اللغات الأجنبية وكانت الاجابة انه ادار مفتاح الراديو لأجد المؤشر علي اذاعة القرآن الكريم والتي كانت في حينها يغلب عليها التلاوة ولا تزدحم بالبرامج وفهمت مقصده وقال لي: المثقف يجب ان يتقن لغة بلده الراقية وافقت سريعا من الذكريات لأتابع البرنامج ولأجده يتحدث عن فريد بموضوعية وبأسلوب علمي مع الحرص علي اضافة معلومة جديدة للمشاهد ومدحت عاصم من رواد الموسيقي العربية الذين اضافوا إليها ملامح جديدة مثل إنشاء أول أوركسترا مصري إلي جانب أول فرقة موسيقية تقليدية للاذاعة المصرية وشارك بألحانه في عدة افلام سينمائية وتميز بالتأليف الموسيقي الوصفي المعبر وقدم الكثير من الألحان علي النمطين الشرقي والغربي وعرف بتشجيعه للمواهب الشابة لدراسة الموسيقي بشكل علمي حيث ارتبط عمله في الفترة الأخيرة بالاذاعة بفتح المجال أمام الطاقات الجديدة والاتجاهات الموسيقية الجادة ورغم كل هذا الجهد نجد انه من العجيب ألا يتم الاحتفاء بذكراه في الأوساط الموسيقية ومحطات الاذاعات المتخصصة كما يحدث مع باقي الموسيقيين رحم الله مدحت عاصم والشكر الجزيل لبرنامج "ذكريات".