وصف الرئيس عبدالفتاح السيسي المباحثات مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بأنها "جاءت مثمرة للغاية" وعكست تقارباً في وجهات النظر بين البلدين ازاء مختلف القضايا الثنائية والدولية. وعلي رأس القضايا التي تم تناولها كانت القضية الفلسطينية وجاءت وجهات النظر فيها متطابقة تماماً بين البلدين وتم الاتفاق علي بذل كافة الجهود بين جميع الأطراف للعمل علي حل واستئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. مشدداً في الوقت ذاته علي أنه لابد أن يتم ذلك في أقرب وقت ممكن. وقال الرئيس السيسي في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس اولاند بقصر الاليزيه الليلة الماضية إن حل القضية الفلسطينية سيحدث نقلة عظيمة في المنطقة العربية والعالم أجمع مؤكداً في الوقت ذاته علي ضرورة وجود دولة للفلسطينيين عاصمتها القدسالشرقية لأن وجود دولة لفلسطين سوف يعطي لهم أمل حقيقي وسوف يعزز من وضع الإسرائيليين في المنطقة. وأضاف أنه تم الاتفاق بخصوص الوضع في العراق علي ضرورة العمل مع الحكومة العراقية ومختلف أطراف المجتمع الدولي من أجل مساندة العراق ومواجهة خطر الإرهاب الذي يهدد سلامة العراق. وأشاد بجهود الحكومة العراقية من أجل توحيد صف العراقيين والابتعاد عن اقصاء أي مكون من مكونات الشعب العراقي. وبخصوص الملف السوري قال السيسي: "لقد عكست مناقشتنا تفاهما كبيراً حول ضرورة التوصل الي حل سياسي للأزمة السورية يضمن حقن دماء السوريين ويحمي مؤسسات الدولة ويحافظ علي وحدة التراب السوري لما فيه مصلحة الشعب السوري الشقيق. من جانبه أشاد الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند بالعلاقات الثنائية بين فرنسا ومصر في مختلف المجالات مشيراً الي أن بلاده تدرك أن مصر قد مرت بمرحلة صعبة. وقال هولاند خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس عبدالفتاح السيسي إن باريس شريك قوي للقاهرة. متمنياً أن تتواصل عملية الانتقال الديمقراطي واستكمال خارطة الطريق في مصر. وأشار الي أنه تحدث مع الرئيس السيسي حول ما يمكن أن تفعله فرنسا لتلبية احتياجات التنمية والنمو في مصر. وذلك في الاطار الذي تبنته مصر. وقال "إنه من الهام جداً أن تكون هناك استثمارات أكبر في الاقتصاد المصري". وأوضح أنه تم توقيع عدد من الاتفاقيات مع الوكالة الفرنسية للتنمية. بالإضافة الي اتفاق حول مترو القاهرة. لافتاً الي أن بلاده تريد المزيد من الاستثمارات في مصر. ونبه الرئيس الفرنسي الي أنه سيكون هناك لجنة اقتصادية مشتركة بين الحكومة المصرية والحكومة الفرنسية للعمل علي التركيز في الشراكة بين البلدين. وأشار الي أنه سيزور منطقة قناة السويس خلال زيارته القادمة لمصر تلبية لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي وقال إن مصر بحاجة الي مساهمة المؤسسات الدولية. موضحاً أن فرنسا ستشارك في حشد الأموال من أجل المساهمة في تنمية الاقتصاد المصري. وبشأن الإرهاب الذي يضرب مصر قال أولاند إن مصر تواجه إرهاباً عنيفاً وخاصة في سيناء لافتاً الي أنه ينبغي العمل معاً من أجل مكافحة الإرهاب. وأشار الي أنه تناول خلال لقائه مع الرئيس عبدالفتاح السيسي الأوضاع في ليبيا وتم الاتفاق علي العمل من أجل اعادة دولة القانون لتتمكن السلطات الليبية من توفير أمن وسلامة أراضيها. ووجه أولاند الشكر للرئيس السيسي علي وساطته في العمل الذي قام به في اللحظة الحاسمة من أجل وقف اراقة الدماء في قطاع غزة وقال "يجب علينا أن نعود الي الاقناع بضرورة المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين علي أساس الاعتراف بدولتين". وأشار الي أن لقاءه مع الرئيس السيسي تطرق أيضاً الي الحديث بشأن الأوضاع في العراقوسوريا ومكافحة الإرهاب الذي يرتكبه تنظيم داعش. لافتاً الي أنه يتم الآن بحث الحلول السياسية بشأن الأوضاع في سوريا من أجل عملية انتقالية حقيقية مع الحفاظ علي الدولة. واختتم حديثه قائلاً "إن اللقاء مع الرئيس عبدالفتاح السيسي تناول أيضاً علاقة مصر بأوروبا. ونتمني أن تكون هناك علاقات طيبة مع الدول الأوروبية. ونؤكد أن فرنسا علي استعداد لاستقبال عدد أكبر من الطلاب والباحثين والأكاديميين من أجل النهوض بثقافاتنا".