* يسأل سعيد سالم المنوفي صاحب مطعم: ما حكم من يقوم بإخراج الصدقات ثم يتشدق بها بين الناس ويحدث بها الآخرين بغرض التباهي والتفاخر؟! ** يجيب الشيخ إسماعيل نور الدين من علماء الأزهر الشريف:. يقول الله تبارك وتعالي: "قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذي والله غني حليم". أي إذا قال العبد كلاماً جميلاً تقبله النفوس وترتاح إليه القلوب خير من صدقة يتبعها أذي للسائل كشتم أو احتقار له. فالكلمة الطيبة التي يرد بها رداً حسناً صدقة فستر حال الفقير خير من التشهير به فهذا أولي من صدقة يتبعها بكلام فيه تشهير بحال الفقير فالتشهير بحال الفقير أذي والمراد بالمغفرة هي المغفرة من الله لما يرد به السائل رداً جميلاً وذلك خير له من صدقة يتبعها أذي من المن وغيره. والقول بالمعروف يتوجه تارة إلي السائل إن كانت الصدقة عليه وتارة يتوجه إلي المصلحة العامة كما إذا هاجم البلد عدواً وأرادوا جمع المال للاستعانة علي دفع العدو فمن لم يكن لديه مال يمكنه أن يساعد بالقول المعروف الذي يحث علي العمل وينشط العامل ويبعث علي عزيمة البذل.. والمعني أن مقابلة المحتاج بكلام يسر وهيئة ترضي خير من الصدقة مع الإيذاء بسوء القول أو سوء المقابلة. ولا فرق في المحتاج أن يكون فرداً أو جماعة فإن مساعدة الأمة ببعض المال مع سوء القول في العمل الذي ساعدها وإظهار استهجانه وتشكيك الناس في فائدته لا توازي هذه المساعدة فكونه مع الأمة بقلبه ولسانه خير له من المال الذي يتبعه قول السوء وفعل الأذي وأكثر فائدة لأنه يقوم مقام البذل ويغني عنه ولا شك أن السلم والولاء خير من العداوة والبغضاء. وأقول إن هذه الآية قررت القاعدة الشرعية درء المفاسد مقدم علي جلب المصالح التي هي من قواعد الشريعة ومبينة أن الخير لا يكون طريقاً ووسيلة إلي الشر ومرشدة بجعل العمل الصالح خالياً من الشوائب التي تفسد وتذهب بفائدته كلها. فينبغي لمن عجز عن إحسان عمل يؤدي إلي غاية أن يمسك لسانه عن القول البذيء بل عليه أن يجبر قلب الفقير بالقول المعروف. والله غني بذاته وبماله من ملك السماوات والأرض عن صدقة عباده فلا يأمر الأغنياء بالبذل في وسيلة لحاجة به وإنما يريد أن يطهرهم ويزكيهم ويؤلف بين قلوبهم ويصلح شئونهم الاجتماعية ليكونوا أعزاء بعضهم أولي ببعض والمن والأذي ينافيان ذلك فهو سبحانه وتعالي غني عن قبول صدقة يتبعها أذي لأنه سبحانه لا يقبل إلا الطيب ومع هذا فهو حليم علي عباده لا يعاجل المخطيء بالعقوبة علي خطئه. * تسأل دعاء. أ من الإسكندرية: أتزين لزوجي وأضع العطور في بيتي. ولكن إذا خرجت إلي الشارع تكون رائحة العطور مازالت عالقة بي. فما حكم الدين في ذلك؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار بقطاع المعاهد الأزهرية: إذا كانت المرأة تتعطر وتتزين لزوجها فحسب فإنها لا تدخل بذلك في الوعيد الذي أشار إليه النبي صلي الله عليه وسلم في قوله: "أيما امرأة استعطرت فمرت بقوم ليجدوا ريحها فهي زانية" "أخرجه أبو داود والنسائي وابن حبان والحاكم". وإنما وصفت المرأة بهذا الوصف تنفيراً لها من الإتيان بهذا الفعل وهو التعطر بقصد أن يشم ريحها غير زوجها. فإذا تغير القصد تغير الحكم. ولكن ينبغي عليها أن تعمل علي الحد من زينتها وعطرها فيما كان مثيراً للفتنة لافتاً النظر لحديث: "لا يقبل الله من امرأة صلاة خرجت إلي المسجد وريحها تعصف حتي ترجع فتغتسل" والمعني يحمل علي نفي الكمال لا علي نفي الصحة. ومفهوم الحديث ان ما كان من ذلك غير مثير للفتنة أو لافت للنظر فلا بأس.