اعذروني لو فكرت فيما يدور حولنا الآن بطريقة سينمائية.. ما يتجسد عبر خيالي السينمائي ليس بعيدا عن الواقع. "داعش" أحد أفلام الرعب التي برعت في صناعتها هوليود.. ومسرح عملياته في الشرق الأوسط يشكل جزءا أصيلا في سيناريو الشرق الأوسط الجديد. نحن الآن نعيش زمن "الايبولا" بعد "الايدز" و"داعش" بعد "القاعدة". .. و"داعش" ليست فيلما واحدا وانما سلسلة افلام متوالية وبشخصيات آدمية مصنوعة في مصانع الإرهاب الامريكي. وهم أشد وحشية وإثارة للرعب من "فرانكشتاين" و"دراكولا" و"قتلة مصاص الدماء" و"غزاة خاطفي الأجساد". "داعش" يأكلون أكباد البشر. يسيل الدم علي جانبي أفواههن يدمنون لحم الاحياء. يقطعون رؤوسهم. يظهرون في النهار تحت ضوء الشمس. وفي الليل. وفي الجحور يعبثون وفي الاكواخ وفي كهوف الجبال الوعرة. وفي الوديان يفاجئون الفريسة! صناعة السينما في امريكا ابتكرت افلام الرعب وطورتها بقوة التكنولوجيا ودعمتها بالمؤثرات الصوتية والبصرية وقدمتها في سلاسل جذبت جماهير العالم بينما علي الأرض وفي الساحات المكشوفة ابتكر صناع السياسة الامريكيون "جماعات" الرعب والإرهاب التي تفكك أوصال الناس وتهدم بنيات الشعوب. استمرأ هؤلاء المحدثون بناة "العالم الجديد" القتل الجماعي بسلسلة من الحروب والغزوات تحت مسميات عديدة. اسالتها الدماء انهارا دون رادع. ابادت السكان الأصليين "الهنود" وخطفت الأفارقة من السواحل بعيدا عن اسرهم واستعبدتهم حتي وصل "العبد" الاكبر إلي البيت الابيض. عبدا لسياسات الابيض الاستعمارية. خادما مطيعا لاطماعه وبأقنعة براقة سرعان ما سقطت. حضارة امريكا مصنوعة من الدم البشري المراق. ابادت ومازالت تبيد الملايين. في هذا الزمن الذي اعيش فيه وأراها اكثر توحشا من كل الوحوش الذين صنعهم الخيال السينمائي. فنحن وفي دول كثيرة في منطقتنا نعيش في الاخبار اليومية حالات متنوعة من الرعب. من القتل. من الترويع من الإرهاب الاسود.. لا تلومونا إذن لو كرهناها. لا تلومونا لو استعار البعض منا مناهجهم الترويعية. لا تلومونا لو وجدتم عمليات "11/9" تتكرر بأيادي من تجرعوا الإرهاب الامريكي. "داعش" ابتكار أمريكي واقعي بخيال سينمائي جامح أمريكا وليست "داعش" تمثل الرعب الأعظم والشيطان الاكثر شرا من شياطين الانس والجن. امريكا لن تتوقف عن صناعة ألعاب آدمية تسلب الأمان وأكثر بشاعة من جميع اشكال الوحوش. تنتهك حقوق المدينة باسم حقوق الانسان. وتنتهك حرية الشعوب باسم الديمقراطية. وباعها الطويل في صناعة الإرهاب لم يعد خافيا علي أحد حتي لو تم تحت عناوين براقة. انها تملك جميع عناصر التخويف. والترويع آلتها البشرية المصنعة تمارس الافراط في التعذيب تشن هجوما دمويا مباعتا علي الآمنين. تشل الحواس بأسلحة الدمار الشامل. داعش أحد هذه الأسلحة. رعب "داعش" ليس ميتافريقيا ولا يأتي من السماء "كالغرباء" "ALIENS" وليس وهميا وان اعتمد علي خرافات دينية. كما انه ليس إسلاميا وان ارادوه كذلك.. فالإسلام ليس مرادفا للوحشية و"دولته" المزعومة خطر يهدد البشرية. "داعش" طاعون يراد له أن ينتشر. حجة تتكئ عليها امريكا ومن يسير في فلكها لاقامة شرق اوسط جديد لتتسيد عليه إسرائيل صنيعة الغرب الاستعماري والإرهاب القائم في فلسطين ليس إلا عينة من إرهاب أعظم. سلسلة افلام "داعش" مستمرة ولن تتوقف إلا باتحاد من نوع آخر غير "اتحاد" امريكا المزعوم. ما نراه سيناريو كان يفترض تنفيذه علي يد "الجماعة" الأم الكبري المسنة للجماعات الإرهابية ولكنه الله شاء أن يحبط خطتهم فبدأوا في معالجة جديدة لنفس السيناريو اطلقوا عليها "داعش"!!