حذر عدد من خبراء المياه والطاقة والعمران من مصر والدنمارك بالقاهرة من دخول مصر خط الفقر المائي سنة 2017 بعد أن وصل نصيب الفرد من المياه إلي 700 متر مكعب في حين لا يقل خط الفقر المائي عن 1000 متر مكعب من المياه واصبحت مصر تعاني أزمة في مياه الشرب والري منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي.. مؤكدين وجود عدد من التحديات التي تواجه قطاعي المياه والطاقة في مصر في ظل مخاوف وتحذيرات عالمية. ناقش الخبراء مجموعة من الحلول غير التقليدية للتعامل الآمن مع خطر أزمة المياه ومخاوف تراجع نصيب الفرد من الطاقة والحد من التلوث البيئي وذلك خلال قمة "جرندفوس العالمية" ومؤتمرها السنوي بالقاهرة بحضور الدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري والسفيرة بيرنل داهلر سفيرة الدنمارك بجمهورية مصر العربية والمهندس ممدوح رسلان رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي والسيد هيننج سانداجار رئيس جرندفوس العالمية ومسئولي وزارة المرافق والمجتمعات العمرانية والكهرباء ونخبة من خبراء المياه والطاقة والعمران وخبراء وممثلين لعدد من الوزارات والهيئات وتتضمن الحلول التي طرحها المشاركون في المؤتمر استخدام أحدث التقنيات في وحدات الضخ وإمدادات مياه الري والشرب والأغراض الصناعية ومضخات الصرف الصحي والطلمبات والمحركات والمكثفات وأجهزة التبريد والتدفئة وسبل وحلول أزمة المياه واستخدام أحدث المضخات في تحلية مياه البحر وضخ المياه من مختلف طبقات المياه الجوفية وكذلك إيجاد حلول عملية وإنسانية دون عنف ولا حروب للتعامل مع النقص الحاد في المياه. يكتسب انعقاد المؤتمر أهمية كبيرة في ظل تزايد المخاوف من بوادر أزمة مائية تقتضي ضرورة الترشيد في استهلاك المياه والطاقة والحد من التلوث حيث تحتاج مصر إلي 17 مليار متر مكعب سنة 2025 لمواجهة الزيادة السكانية وتوسع الرقعة الزراعية واستصلاح الأراضي وتحذيرات الهيئات والمنظمات العالمية. أشاروا إلي أن مصر سبق لها المطالبة بزيادة حصتها من مياه النيل بعد أن أصبحت الحصة الأساسية التي تصل إلي 5.55 مليار متر مكعب سنويا لا تكفي حاجات المواطنين ومشاريع التنمية المختلفة حيث ستكون مصر بحاجة إلي 2.86 مليار متر مكعب من المياه سنة 2017 لكنها لا تملك سوي مصادر تكفي لتأمين 4.71 مليار متر مكعب فقط مما يفرض عليها البحث عن حلول تضمن لها بدائل آمنة لتلبية تلك الحاجة إلي المياه وأيضا إنتاج وتوفير الطاقة اللازمة. خصصت قمة "جرندفوس" ندوتها الرئيسية لمناقشة تحديات المياه والطاقة بوضع وإحداث تغييرات في ثقافة استخدام المياه والعمل علي تحقيق الإدارة المستديمة للمياه والتي تتطلب قدرا كبير من الكفاءة والتكنولوجيا المتقدمة لإدارة المياه والتعامل السليم مع مخاوف ندرتها والبحث عن مصادر جديدة للمياه وضرورة رفع كفاءة شبكات المياه والصرف الصحي واستخدام احدث الطرق والمعدات الالكترونية وا لتقنيات عالية الكفاءة لتخفيض فاقد الشبكات ومنع التسرب وضرورة ترشيد الاستخدام علي نطاق واسع بعد أن ارتفع معدل استهلاك الفرد في القاهرة الكبري والإسكندرية مثلا إلي حوالي 400 لتر في اليوم في حين أن المعدلات العالمية 200 لتر في اليوم وحوالي 80% من المياه المعذبة تذهب إلي الزراعة و15% للصناعة والكهرباء والطاقة و5% للاستخدامات المنزلية وكذلك توفير بدائل غير مكلفة وعلي ملوثة للبيئة لإنتاج الكهرباء والطاقة وضمان ترشيد استخداماتها. من جانبه قال المهندس إيهاب اسحق مدير جرندفوس مصر إنه يتم إنتاج 16 مليون وحدة ضخ في العالم تسهم بصورة كبيرة في الحد من مشكلات ندرة المياه مع استخدام أحدث الابتكارات والمعدات العالمية في وضع حلول علمية غير تقليدية للحد من العوز المائي والتعامل الأمثل مع نقص المياه ووقف الهدر في استخدامها وحسن إدارتها في الري والشرف والأغراض الصناعية وتقديم أساليب علمية لضمان حسن الاستفادة من المياه الجوفية