حالة غريبة من الاهمال واللامبالاة تسيطر علي مدارسنا ولم يعد الأمر يقتصر علي نوافذ محطمة أو مقاعد غير كافية أو قمامة تحاصر الأسوار أو المباني نفسها.. الاهمال وصل للأرواح وأصبح علي الاب والام توديع أبنائهما قبل الذهاب إلي المدرسة فربما لا يرونهم مرة أخري. السؤال: من يتحمل مسئولية وفاة يوسف محمد تلميذ المطرية الذي وقع عليه لوح زجاج ويوسف سلطان تلميذ مطروح الذي سقطت عليه بوابة المدرسة وادهم الذي دهسته سيارة التغذية ومن يتحمل مسئولية إصابة 176 طالباً بالتسمم بإحدي مدارس محافظة السويس؟! الإجابة: لا أحد!! لا يوجد لدينا مسئول شجاع يتحمل المسئولية ويقول لنا ماذا نفعل لتتوقف مثل هذه الحوادث المؤلمة والمفزعة حتي لا يرفع التلاميذ شعار " مسطرة وشنطة وكفن". "المساء" تفتح الملف بهدف الوصول لحلول لهذا الاهمال الذي اجتاح مدارسنا منذ سنوات ووصل إلي الذروة هذا العام. أكد مديرو الإدارات التعليمية والمدارس ان ما يحدث في المدارس الآن مسئولية الجميع وليس وزارة التربية والتعليم مطالبين بعودة ريادة المدرس داخل الفصل كما كانت سابقاً وتزويد المدارس بمدرسين جدد لسد العجز والقيام بدورهم كاملاً في الإشراف والرقابة والمتابعة. أضافوا ان ما حدث في بعض المدارس سببه عجز ميزانية هيئة الأبنية التعليمية وبالتالي تدني المبالغ التي ترسلها لتطوير المدارس والنتيجة ما هي فيه الآن.. مطالبين بعودة الشرطة المدرسية وتشديد الرقابة علي أعمال الصيانة في المدارس وأيضا زيادة ميزانية هيئة الأبنية التعليمية حتي يتسني لها القيام بمهامها علي أكمل وجه. أكد سعيد عبدالله مدير عام إدارة عين شمس التعليمية ان العنف الطلابي والاهمال بالمدارس وجهان لعملة واحدة فإدا كان العنف ناتجا عن غياب المدرس عن الفصل منوهاً إلي ان الاهمال سببه تقاعس مسئولي الصيانة عن أعمالهم المطلوبة وغياب الرقابة والإشراف من جانب مديري المدارس. أضاف انه تم الزام مديري المدارس بانهاء كافة اعمال الصيانة قبل بدء العام الدراسي وتحميلهم مسئولية ما يحدث فور بدء الدراسة منوهاً إلي ان مرور مسئولي الصيانة علي الفصول وعمل الصيانة اللازمة لها ولدورات المياه ووجود المشرفين بالأدوار للتأكد من تواجد المدرسين داخل الفصل قد يحد من الاهمال والعنف. يقول علاء فتحي "مدير مدرسة شبرا الثانوية بنات" ان مواجهة العنف والاهمال بالمدارس يتطلب العمل من خلال محورين الأول من خلال الإشراف والمتابعة المستمرة وعودة ريادة المدرس داخل الفصل مثلما كان سابقاً. أما المحور الثاني فهو دعم المدارس بمدرسين جدد لسد العجز داخل الفصول ومساعدتهم علي القيام بأدوارهم في الإشراف والرقابة والمتابعة والتعليم. أشار فتحي إلي ان الابنية التعليمية مسئولة عن الحوادث بالمدارس بسبب عجز الميزانية وتدني المبالغ التي ترسلها للتطوير وعلي سبيل المثال عند بداية العام الدراسي أرسلت الهيئة ستة آلاف جنيه لتطوير وصيانة المدرسة بالكامل والتي تضم 3 مبان وأكثر من 3000 طالبة فهل يكفي هذا المبلغ؟! أضاف ان مديري المدارس يعتمدون في الاساس علي المبالغ التي تأتي من خلال المشاركة الاجتماعية لعمل صيانة المباني في ظل عدم قيام الابنية التعليمية بدورها المطلوب وعرقلة صيانة المدارس بالعبارة المشهورة "ميزانية الهيئة لا تسمح". يقول نبوي محمد مدير إدارة الوايلي التعليمية ان مواجهة ما يحدث في المدارس مسئولية الجميع وليس الوزارة فقط مطالباً بعودة الشرطة المدرسية بمعني ان يحكم الطالب بنفسه عن طريق اختيار طلاب كأفراد الشرطة لاصطحاب زملائهم بداية من طابور الصباح وحتي انتهاء اليوم المدرسي في ظل انشغال المدرس بالعملية التعليمية وارتفاع كثافة الطلاب داخل الفصول. أضاف ان هيئة الأبنية التعليمية لابد ان تخصص مشرفين لاستلام أعمال الصيانة داخل المدارس حتي لا تتم بعشوائية من قبل المقاولين. أشار نبوي إلي ان العنف بين الطلاب هذا العام غير موجود وان الوزارة نجحت في السيطرة علي العنف داخل المدارس سواء بين الطلاب أو بين المدرسين والطلاب أو بين المدرسين وأولياء الأمور.