المناورة "بدر 2014" التي تنفذها قواتنا المسلحة حالياً عمل استراتيجي غير عادي. يرقي إلي مستوي الزلزال الذي تهتز له منطقة الشرق الأوسط بأكملها. وربما وصلت توابعه إلي خارج المنطقة. المناورة التي تمثل الأهم والأقوي في تاريخ قواتنا المسلحة بدأت يوم الحادي عشر من أكتوبر ومستمرة 27 يوماً حتي السادس من نوفمبر. وتشارك فيها قوات ضعف القوات التي شاركت في المناورة "بدر 1996" حسبما صرح العميد محمد سمير المتحدث العسكري للقوات المسلحة. ولكي نعرف قوة وخطورة "بدر 2014"يكفي أن أقول إن المناورة "بدر 1996" أثارت الرعب في نفوس الامريكان والاسرائيليين علي الرغم من أنها كانت بنصف القوات المشاركة في "بدر 2014" فوجهت الدولتان أقمار تجسسها وقتها لمتابعة هذه المناورة. بل تمت ترجمة هذا الرعب في رسالة احتجاج رسمية نقلها مسئول عسكري إسرائيلي للمسئولين المصريين يؤكد الجانب الاسرائيلي فيها أن هذه المناورة كانت موجهة بشكل أساسي ضد إسرائيل. وعلقت صحيفة معاريف الاسرائيلية بعد تنفيذ المناورة بدر 1996بقولها: تأكدنا أن مصر مازال لديها جيش قوي بل ومرعب. هذا بشأن "بدر 1996" فعندما يقول المتحدث العسكري إن القوات المشاركة في "بدر 2014" ضعف القوات التي شاركت في "بدر 1996"- طبعاً قوة بشرية وقوة تسليح وعلي أكثر من مسرح عمليات- فإن ذلك يبعث بعدة رسائل إلي جهات متعددة: أولاً: إلي الشعب المصري بأن قواته المسلحة قادرة علي حمايته وردع أي تهديد. وصد أي هجوم معادي من أي اتجاه وفي أي وقت براً وبحراً وجواً. ثانياً: إلي أي دولة تفكر مجرد تفكير في الاغارة علي الأراضي المصرية سواء سيناء أو غيرها بأن جيش مصر منتبه جيداً ومستعد في كل لحظة للتعامل مع أي طاريء وأي تغيير إقليمي مفاجيء. ثالثاً: إلي التنظيمات الارهابية في كل مكان بأن مصر تبقي علي الخيار الهجومي في حالة وجود تهديدات من أي اتجاه. وأنه في حالة استفحال التهديد واقتراب خطورته فإنها لن تنتظر حتي يأتيها. ولكنها ستواجهه قبل اقترابه من ترابها وسمائها وحدودها المائية. رابعاً: إلي الدول الصغري بأنه علي الرغم من التعامل المصري بكل الحلم والاحترام مع المشكلات السياسية التي تنعكس علي الأمن القومي المصري فإنه في لحظة معينة لن يكون هناك للحلم مكان.. فقديماً قالوا: "الحلم في غير موضعه جهل" ومصر أبداً لم ولا ولن تكون جاهلة. خامساً: إلي الدول الكبري التي تمكر وتخطط ليل نهار للنيل من استقرار هذا البلد بأن لمصر جيشاً يحميها. وأنه "لا يحيق المكر السييء إلا بأهله" وأن أبناء هذا الجيش مستعدون للتضحية بأرواحهم للذود عن وطنهم وحماية هذا الشعب الذي انتفض وعرف طريقه وبدأ أولي خطوات المستقبل من قناة السويس حلم كل مصري. إن وجود الرئيس عبدالفتاح السيسي القائد الاعلي للقوات المسلحة علي سطح الفرقاطة "طابا" ليتابع بنفسه تفاصيل المناورة البحرية "ذات الصواري" يحمل معاني كثيرة. وإذا ربطنا هذه المناورة البحرية ذات المغزي الكبير في اختيار اسمها باستكمال أعمال المناورة "بدر 2014" في المنطقة الجنوبية العسكرية جنوب مصر لعرفنا أن قواتنا جاهزة- كما قال المتحدث العسكري- لحماية مضيق باب المندب جنوبالبحر الأحمر الذي يؤدي إلي جدودنا الشرقية علي البحر الأحمر وقناة السويس. ومضيق جبل طارق الذي يؤدي إلي حدودنا الشمالية في البحر المتوسط وقناة السويس أيضاً. تابعوا وراقبوا ما تفعله قواتنا المسلحة بمنتهي الدقة واربطوه بما يحدث من حولنا. فمصر الان في مفترق طرق خطير. وأمنها القومي علي المحك ولكننا مطمئنون لان لدينا جيشاً يرعب الاعداء.