فرض الوباء الأفريقي إيبولا الذي انتشر في الجنوب الغربي للقارة المثلثة وجوده ووصل صيته وسمعة إلي القارات المجاورة والبعيدة في آسيا وأوروبا وبدأ القلق يتسرب إلي الأندية الكبري في شمال الكرة الأرضية والتي تضم مئات اللاعبين الأفارقة من أصحاب الموهبة والخبرة والخوف عليهم من وصول المرض إليهم إذا ما شاركوا بلادهم في مباريات ودية مع فرقهم الوطنية أو في البطولات الدولية التي تنظمها القارة داخل إحدي بلادها. وفي كل يوم تحمل الأخبار القادمة من الاتحاد الأفريقي أو الدولة المنظمة للبطولة حتي الآن المغرب أو الدول المرشحة لاستضافة الحدث بدلاً من الدولة الأصلية أخباراً متضاربة تحمل سؤالين محددين هما أين تقام بطولة العام القادم ومتي بالتحديد هل في النصف الأول من العام كما تجري العادة مع كل بطولة منذ إنشاء هذا الحدث الذي بات يفرض نفسه علي العالم لشدة منافساته وظهور نجوم كثيرة تخرج معه وتحترف في بلاد الشمال الباردة.. أم تتأجل إلي النصف الثاني من العام وهو ما ترفضه كل الأندية الأوروبية حتي هددت بعدم مشاركة لاعبيها مع دولها في الحدث. والغريب أنه لا يخلو أي يوم بل و خلال ساعات اليوم الواحد من أخبار متضاربة من الجهات المسئولة عن الحدث الرياضي الكبير والمرض الخطير والكل يسعي لإيجاد حل ورد علي السؤال الذي طرحته وفرض نفسه أين ومتي؟ فنجد المغرب التي فجرت المشكلة باعتبارها الدولة المنظمة بدأ يتراجع ويعلن عن محاولاته للحل بعد ان يحث الموقف من ناحية اقتصاده حيث إن السياحة أحد روافد دخله مثلها في ذلك مثل دول كثيرة وخاف أن تخسر بلاده دخلاً كبيراً بسبب رفضها استضالة البطولة فضلاً عن حرمانها من المشاركة في حدث العام القادم وضياع فرصتها الرياضية من التواجد بين أقوي الفرق الأفريقية خاصة بعد أن أعلن الكاف عن ترشيح فريقين من أفضل مركز ثالث بدلاً من واحد. وعلي الجانب الآخر نجد الاتحاد الأفريقي يبحث عن مكانته لاستمرار البطولة فبدأ البحث عن بلد بديل لاستضافة البطولة ورشح لذلك بلدين يمكن لأحدهما تنفيذها أحدهما في وسط القارة في الجانب الغربي وهو غانا والثاني في أقصي الجنوب وهو جنوب أفريقيا بعدما رأي الكاف أنها الأنسب من ناحية الاستعداد والتجهيزات لنجاح الحدث. إلا أن جنوب أفريقيا فجرت المفاجأة بإعلانها التراجع عن استضافة البطولة وأكثر من ذلك مساندتها للمغرب في المطالبة بالتأجيل الذي وضع البطولة بين فكي الرحي نقلها إلي بلد آخر أو إلغائها نهائياً بسبب المعارضة الكبيرة من الدول الأوروبية وحرمان البطولة من نجومها الذين يلعبون في الأندية الأوروبية وفقد البطولة بريقها المعروف. ولم يقتصر الاعتراض علي تنظيم البطولة من الدول الأفريقية وحدها ولكن جاءت التخوفات من الدول الأوروبية ذاتها وطلب المدربون ضرورة مساعدة الاتحاد الأفريقي ومساندة المغرب في طلبها التأجيل خشية مزيد من الضحايا الذين يفقدهم المرض الحياة. والأمر المستغرب دائماً تجده في مصر حيث يسير الاتحاد المصري علي طريقة عين في الجنة.. وعين في النار فتري مجموعة من أعضاء مجلس الإدارة وبالتحديد الحاج محمود الشامي والكابتن حمادة المصري من المؤيدين تماماً لعدم استضافة البطولة في مصر في حين تري رئيس الاتحاد المحاسب جمال علام يسير في عكس الاتجاه ويعلن أنه في انتظار رأي الصحة والأمن ليبقي الرد علي السؤالين.. أين ومتي؟.. في علم الغيب رغم أنه باق علي انطلاق البطولة أقل من ثلاثة شهور.. والعالم ينتظر.