في الوقت الذي يبحث فيه الاتحاد الأفريقي "الكاف" عن مكان لتنظيم بطولة الأمم رقم 31 المقرر لها 2017 وتقدمت 7 دول لاستضافة الحدث منها مصر بعد سحبها من ليبيا فإن البطولة الثلاثين المقرر لها العام القادم والتي تقام حالياً تصفياتها النهائية مازالت متأرجحة بين التأجيل أو نقلها بعيداً عن المغرب.. بسبب تفشي مرض إيبولا الفتاك والذي راح ضحيته حتي الآن أكثر من أربعة آلاف مصاب وهو نفس السبب الذي بسببه تقدمت المغرب رسمياً كما يقولون في الرباط بطلب تأجيل البطولة من شهري يناير وفبراير القادمين إلي فصل الصيف أو نقلها إلي بلد آخر غير المغرب. وفي ذات الوقت يرفض الاتحاد الأفريقي تنفيذ الطلب إلا بعد دراسته خلال اجتماع المكتب التنفيذي للكاف المقرر عقده يوم 29 نوفمبر القادم علي هامش نهائي دوري الأبطال الأفريقي كما قام عيسي حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي بزيارة تفقدية للمغرب للتعرف علي موقفها النهائي من طلب التأجيل أو الاعتذار عن استضافة البطولة نهائياً. ويرجع تمسك واصرار المغرب علي تأجيل ونقل البطولة بعيداً عن بلاده بعد تلقي الاتحاد المغربي تقريراً من منظمة الصحة العالمية تحذر فيه المغرب من خطورة إقامة الحدث خلال الموعد الذي سبق تحديده في المدة من 10 يناير حتي 8 فبراير 2015 خوفاً من انتشار وباء إيبولا بعد اكتشاف أول حالة في إسبانيا الشهر الجاري- رغم نفي إسبانيا ذلك. وصرح محمد أوزين رئيس الاتحاد المغربي لمجموعة من القنوات الفضائية خارج المغرب بأن انتشار وباء إيبولا لن يساعد علي نجاح كأس الأمم الأفريقية لأن مجموعة من اللاعبين وكم هائل من الجماهير لن يخاطروا بحياتهم للتواجد في الحدث القاري خوفاً من الاصابة بهذا المرض الذي لم يتوصل أحد لعلاجه بعد.. وفي نهاية حديثه هدد رئيس الاتحاد المغربي الكاف بأن بلاده لا تمانع في إسناد مسئولية تنظيم البطولة لبلد آخر لأن الأمر لا يتعلق بتغيير مكان البلد المضيف أكثر من تعلقه بالحفاظ علي صحة الشعوب. وما زاد الأمر تعقيداً التصريحات التي أدلي بها محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري منتقداً طلب المغرب بتأجيل البطولة إلي الصيف الأمر الذي سوف يحرم اللاعبين المحترفين في بلاده أو غيرهم من التواجد مع فرقهم عندما ترفض أنديتهم الأوروبية السماح لهم بالمشاركة في غير موعد البطولة حيث تكون الدوريات الأوروبية في عز نشاطها. وعلي الجانب الفني للاستعدادات شكا بادو الزاكي مدرب منتخب المغرب من ارتباك برنامج استعداد فريقه في حال تأجيل البطولة وسيضطر لتغيير برنامج المباريات الودية ومنها مواجهة البرازيل والأرجنتين وإيطاليا. والسؤال الآن: إلي متي يتم اشتعال الموقف بين الكاف والمغرب ومن ينتصر في النهاية؟! بالقطع لابد للنظر إلي مراعاة الصالح العام وصحة المشاركين في البطولة سواء أقيمت في المغرب أو غيرها وقد سبق أن أوضحت خطورة الموقف لسمعة الكرة الأفريقية ليس فقط علي مستوي القارة ولكن علي المستوي العالمي أكثر لذا واجب التأني في اتخاذ أي قرار.