هل أدرك المصريون الآن أن تركيا لم تكن تريد الخير لمصر أو للعرب أو للمسلمين وأن اصرارها علي التعامل مع النظام الوطني المصري الحالي بهذه الوقاحة والسخافة ليس من قبل حب مصر والمصريين ولكن لرغبة أكيدة في تنفيذ مخطط سبق واتفقت عليه مع تنظيم الإخوان الإرهابي؟! وهل أدرك كل المتعاطفين والمنتمين للجماعة الإرهابية أنهم كانوا لعبة في يد قطر وأنقرة لقتل القضية الفلسطينية بتنفيذ مخطط توطين الغزاوية علي 40% من مساحة سيناء؟! تلك الأرض التي تمثل المستقبل للمصريين والتي أريقت من أجلها دماء مائة ألف شهيد من رجال قواتنا المسلحة حتي تم التحرير في حرب العزة والكرامة العربية أكتوبر 73؟! للأسف الشديد الأجيال الجديدة لم تعش فترة حرب الاستنزاف وتداعياتها التي انتهت بأسطورة انتصار أكتوبر الذي أعاد لنا الأرض الغالية ووضعنا علي مائدة مفاوضات لو استمع فيها عرفات "رحمه الله" للساسة المصريين لكانت الأوضاع غير الاوضاع التي نعيشها الآن. الشباب المصري المتحمس الذي شارك في تغيير تاريخ بلده مع الأسف لم يقرأ تاريخ وأمجاد وبطولات الشعب المصري ولم لا وهو لم يجد مادة موضوعية وعميقة تتحدث عن هذا النصر. لم يجد في كتب الدراسة أو في بيته من يشرح له كيف تخطي المصريون حاجز الانكسار وتحول المجتمع المصري بالكامل من السلوم حتي حلايب وشلاتين ومن الحدود الغربية حتي الضفة الغربية للقناة إلي جبهة للمقاومة والتضحية من أجل عودة سيناء. المصريون تحولوا جميعا إلي جنود في خدمة بلدهم خلف جيشهم يشدون من أزره لإعادة الأرض. ولأن تركياوقطر ليس لهما علاقة بالنضال العربي ولا بالقضية الفلسطينية فطبيعي أن يتآمرا علي مصر وعلي القضية نفسها بل وعلي العرب جميعاً.. فتركيا تلهث وراء الانضمام للاتحاد الأوروبي وجواز مرورها أمريكا التي تهدف إلي تأمين إسرائيل تلك الدولة العبرية ولهذا كانت لتركيا أياديها في اعتلاء الإخوان منصة الحكم في مصر ودعم جماعة الإرهاب بالمال وعندما قضي المصريون علي النظام الفاشل والفاشي كان لابد من السيناريو البديل وهو تنظيم داعش الذي مولته ووصل لحدودها في مدينة عين العرب ومع ذلك لم تتدخل لأنه تنظيم حليف وتقسيم سوريا هدف جديد لأنقرة وبالتالي تقتل من تقتل من الاكراد المعترضين علي تلك السياسة. وأتعجب من أن مصر حتي هذه اللحظة لم تطلب من النظام التركي ضبط النفس واحترام حرية التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي. أما الدوحة فأقول لها "إذا لم تستح فافعل ما شئت" فمن يمتلك المال ولا يمتلك العقل طبيعي أن يبحث عن دور لنفسه حتي ولو كان قتل وتدمير شعوب من المفترض أنها شقيقة له. خلاصة القول الجيش المصري هو الدرع الواقي للوطن ورجاله حقا وصدقا خير أجناد الأرض.