أكثر من مائتي أديب ومثقف . أدانوا - في بيان لهم علي صفحات التواصل الاجتماعي - ما وصفوه بالفساد في بعض هيئات وزارة الثقافة . من بين الموقعين علي البيان عدد من القيادات التي ابتعدت - مؤخراً - عن قيادة هيئات الوزارة . وفي مقدمتهم سعد عبدالرحمن الرئيس السابق لهيئة قصور الثقافة . الذي نسب إليه البعض كل ما تعانيه الهيئة من سلبيات. في كلمات محددة . يجد د. رمسيس عوض أن علاقته بوزارة الثقافة مرتبكة . وغير صحية . فالوزارة - علي سبيل المثال - غير منصفة في إعطاء الجوائز . وتتجاهل من يستحق . وتعطي من لايستحق . الكل يعلم هذا . فقيادات الوزارة شلة تتحكم في مسار الثقافة المصرية . يضيف د. عوض : أنا مبتعد تماماً عن هذا الجو القائم علي الشللية . آثرت الابتعاد عمن يسمون أنفسهم مثقفين . أفرغ كل وقتي للقراءة والإنتاج . وبذلك حللت مشكلاتي الشخصية مع وزارة الثقافة . والهموم العادية للحياة . والثقافة - بالطبع - جزء منها. ويري د. أحمد فؤاد درويش أن الفساد والسرقات في وزارة الثقافة لها إيقاع سريع كالإيقاع السريع في الموسيقي السيمفوني . ورغم الإنجازات في الإنشاءات التي قادها فاروق حسني في الوزارة . وزاهي حواس في الآثار . فإن إيقاع السرقات ظل يتسارع باستمرار . حتي أن البعض قد أطلق علي المجلس الأعلي للآثار تسمية المجلس الأعلي للاتجار بالآثار . وحتي تولي د. عماد أبو غازي مسئولية الوزارة كنت مبتعداً تماماً عن أي تعامل أو مصلحة مالية أو معنوية . من خلال وزارة الثقافة . وأرجو أن تكون الوزارة في عهد د. جابر عصفور مختلفة . وأن تنهج النهج النبيل . القويم . لوزيريها السابقين عماد أبو غازي وشاكر عبدالحميد . ومع تقديري لصابر عرب فإنه كان لا يقترب من الفساد والإفساد . وفضل ألا يعمل أساساً ! ورغم إشادتي بأمانة الأداء في هيئة قصور الثقافة. وسعد عبدالرحمن بخاصة . فأنا لا أفهم أي معني للحملة التي يدبرونها الآن علي الفساد في وزارة الثقافة. وفي تقدير الشاعر السيد الخميسي أن هناك أزمة بالفعل في وزارة الثقافة . فلا بد أن يكون لها هدف . أيام عيد الناصر كان هناك خطة خمسية لتطوير اقتصاد الوطن ومضاعفة الإنتاج والدخل القومي . حدث هذا في الثقافة . حيث كانت الثورة تساعد الثقافة ولا تقف ضدها . المسرح كانت له صيغة تنويرية . وظهرت أعمال نعمان عاشور وسعد الدين وهبة وميخائيل رومان ومحمود دياب . كل تلك الأعمال كانت تنتقد المرحلة . وعندما جاءت فترة السادات انتهي ذلك تماماً . فقد عمل السادات علي الحفاظ علي مشروعة . وأتاح للجماعات الإرهابية الخروج من السجون . ووضع المسامير ضد الثقافة المصرية . ما نحن فيه هو حصاد سنوات من التجهيل للثقافة . وعندما اختار النظام أناساً قليلي الثقافة . ووضعهم علي رأس المؤسسات الثقافية . فقد كان ذلك للحفاظ علي السلطة الموجودة . وتزييف وعي الناس . ثم سار مبارك علي النهج نفسه . لأن الأمر كله والوزارة برمتها تفتقد المنهج والخطط طويلة المدي . وهذا لا ينطبق علي السنوات الأخيرة فقط . بل علي مؤسسات الوزارة منذ أن أطلق يوسف إدريس صرخته "أهمية أن نتثقف يا ناس" ومعركته مع الوزير عبد الحميد رضوان . وزاد الأمر عشوائية في عهد فاروق حسني . وازداد سوءاً بعد ثورة 25 يناير وأنا من المنادين بإلغاء وزارة الثقافة . فقد عرفنا طه حسين .والعقاد . وتوفيق الحكيم . والزيات . وغيرهم من أعلام الثقافة العربية قبل أن نعرف وزارة باسم الثقافة وكانت الثقافة المصرية قبلة لكل العرب. والحديث عن أية ظاهرة سلبية وانتقادها - والكلام للشاعر والناقد صبري قنديل - يجب أن يكون بمعزل عن الحياة العامة . باعتبار أن من ورائها بشراً . والفساد - كظاهرة - صار يمثل خطورة علي المجتمع . تمتد بالتالي لوزارة الثقافة . فهو إذن يوجد في وزارة الثقافة . كما قد يوجد في وزارات ومؤسسات أخري . وادعاء وجوده وتوصيفه مرتبط بمستوي المناخ الثقافي . وما يعكسه من نتائج لا تتلاءم مع المبدعين والمثقفين . باعتبارهم القوة الناعمة. وعليه يجب النظر إليه كجريمة عامة كاملة الأركان وبما أننا لا يمكننا تجسيد الأدلة مادياً . فإننا نوصفه ظاهرياً ممثلاً - حسب تقديري - في ثلاثة عناصر : الإداري . ويتمثل في سوء إدارة الإمكانات المختلفة بالترهل البيروقرطي فيما يتعلق بالأداء الوظيفي . وها نحن نتعامل - مؤخراً - مع شرط موافقة جهة العمل للمشاركة في أنشطة وزارة الثقافة . ما علاقة جهة العمل الوظيفي بالنشاط الثقافي ؟.. لنأخذ علي سبيل المثال الصيغة البراقة لأندية الأدب . إنها لاتصلح علي حالها لنشاط أدبي وثقافي حقيقي . وتحتاج إلي تطهير جذري . وإعداد صيغة ثقافية وإدارية أكثر تطوراً كي تقدم خدمة مؤثرة للمبدعين وللجماهير . أما العنصر الثاني فهو يتعلق بالفساد المالي ممثلاً في مجاملات تقصر المشاركات علي المحاسيب والأصدقاء . وتمييز المكافآت من شخص لآخر . أما العنصر الثالث . فهو يبدو واضحاً في اختيارات المشاركة في اللجان والبعثات والجوائز وفحص الكتب ونشرها. ومن ثم نري نماذج مضحكة وكتباً هزيلة ينشرونها.