في وسطنا الرياضي.. هناك شخصيات استثنائية. قد تختلف معها. ولكن نقدرها كثيرا. وفي مقدمة هذه الشخصيات الاستثنائية. المهندس فرج عامر. رئيس نادي سموحة. والمستشار مرتضي منصور. رئيس نادي الزمالك.. وشاءت الظروف والأقدار ان يتشابه الرجلان في التخلص من مدرب الفريق الأول لكرة القدم. واستقدام مدرب أجنبي. خلال فترة التوقف الحالية لمسابقة الدوري.. وبصراحة. اجد نفسي مأخوذا بمحاولة فهم الأسباب التي دعت كلاً منهما لاتخاذ هذه الخطوة. رغم انها كانت متاحة لكل منهما. قبل بداية الموسم. باستقدام الأجنبي. بدلا من حمادة صدقي في سموحة. وميدو في الزمالك. بدلا من هذا الارتباك المبكر. كما أن الموسم مازال في بداياته. واذا كان كل فريق قد لعب أربع مباريات علي أقصي حال. فان الموسم مازال امامه 34 جولة أخري. يحدث فيها الكثير. والكثير جدا. وعندما بدأت محاولة الفهم. وجدت انني امام شخصيتين استثنائيتين. ليستا تقليديتين. لا في حياتهما العملية. ولا في ادارتهما الرياضية.. فكل من فرج عامر ومرتضي منصور. يسعي للنجاح. ويقاتل من أجله. ولا يقبل سواه.. ومن التعمق في فهم الشخصيتين. قفزت الاجابة سهلة وواضحة. وهي ان كلاً منهما يتطلع بشدة الي الفوز ببطولة الدوري. وان لقب بطل مصر. هو ما يسعي اليه كل من عامر ومنصور. حتي يزين به تاريخه مع ناديه.. فالمهندس فرج عامر. محسود علي المستوي الذي حققه من نجاح مع نادي سموحة. من بطولات في مختلف الألعاب علي مستوي الجمهورية والمستوي الدولي ايضا. وقدم للمنتخبات الوطنية نخبة من لاعبيه. أما عن المنشآت والتطوير المستمر فيه. فحدث ولا حرج .. وهو علي وشك ان يغادر موقعه كرئيس للنادي. اذا لم تصحح وزارة الشباب والرياضة موقفها الخاطئ من بند ال8 سنوات. لأن انتخابات سموحة في الصيف المقبل.. لذلك فإن ظني ان فرج عامر يريد ان يضع "الكريزة" علي التورتة الزاهية لنادي سموحة. بالفوز ببطولة الدوري هذا الموسم. وقبل ان يغادر منصبه رسميا في الانتخابات المقبلة .. وكان قاب قوسين أو أدني من اللقب في الموسم المنتهي. ولم يستطع حمادة صدقي ان يجلب البطولة. التي كانت بين يديه. ربما لأنه غير متمرس علي الفوز بالبطولات. فكان لابد من الأجنبي. من صناع البطولات. والمستشار مرتضي منصور. يعرف جيدا ان الفوز ببطولة الدوري للزمالك. تعني انه سيكون قائدا تاريخيا للقلعة البيضاء. مثل حلمي زامورا وحسن عامر والدكتور درويش .. وانها سوف تسعد جماهير الزمالك المتعطشة بشدة لهذه البطولة. وتجعل هذه الجماهير تلتف حوله. وتصلب ظهره في معركته مع الوايت نايتس.. وظني ايضا. انه بحلم هذه البطولة. وجد مرتضي ان ميدو قليل الخبرة بمسابقة الدوري. فجاء بالتوءم حسام وإبراهيم. لقدرتهما علي تحريك الهمم النائمة. مع نخبة من أفضل لاعبي الاندية. وتخلص من كل اللاعبين القدامي. الذين اعتادوا عدم الفوز بالدوري وحرق دم جماهير الزمالك .. إلا انه اكتشف سريعا ان التوءم غير موفق من ثالث مباراة في المسابقة. وانه- مرتضي- لا يريد الانتظار حتي يفوته القطار. ووقتها لن يكون امامه سوي الندم. وتسليم البطولة للاهلي مثل كل المواسم العشرة الماضية.. فكان قرار الاستعانة بمدرب أجنبي. له بطولات .. ومن الأصل فإن العلاقة بين مرتضي وحسام حسن كان محكوما عليها بالفشل. لذا وجب التغيير.. أنها شخصيات استثنائية بحق.