حين أنشئت الجمعية العامة للأمم المتحدة. عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية. فقد كان ذلك لفشل عصبة الأمم - المنظمة العالمية السابقة - في منع نشوب الحرب. وفي سيطرة بعض الأنظمة الدكتاتورية علي مسار أحداث العالم. كالنازية في ألمانيا. والفاشية في إيطاليا. والحكم الإمبراطوري في اليابان. الذي مورست في ظله أبشع الحروب ضد الدول المجاورة في الشرق الأقصي. منذ بيرل هاربور. والتطورات التالية. حاول التنظيم الدولي الجديد ان يجاوز أخطاء الفترة السابقة. وكان إنشاء المنظمات الدولية المنبثقة عن الجمعية الأم. مثل مجلس الأمن. ومنظمة الأغذية والزراعة. واليونسيف. واليونسكو. وحقوق الإنسان.. محاولة لتحقيق أقصي قدر من الموضوعية في مناقشة القضايا الدولية. وتقديم التوصيات والقرارات الملزمة. وجعل تطورات الأمور تحت إشراف دولي. فلا تنفرد باتخاذ القرارات دولة أو مجموعة دول. حتي لا تتحول المنظمات الدولية إلي تابعة لبعض الدول الكبري. وهو ما تبدي في فيتو مجلس الأمن الذي أسرفت الولاياتالمتحدة في طرحه. لمنع صدور قرارات ضد الممارسات الإسرائيلية. منذ قرار تقسيم فلسطين. وقرارات الهدنة التالية. ثم الانتصار للتصرفات الإسرائيلية. مقابلاً لوأد الإرادة الفلسطينية. والعربية بالتالي. بحيث تقلص مطلب الاستقلال للعودة إلي حدود 1967. بعد ان اتسعت مساحة الأراضي التي تحتلها إسرائيل إلي أكثر من 80%. ولعل في مجرد العودة إلي قرار التقسيم - الذي رفضه العرب - ما يدل علي توالي الجرائم الإسرائيلية - في رعاية الفيتو الأمريكي - من تدمير وطرد ومصادرة للأراضي وحرمان الفلسطينيين من أبسط حقوق المواطنة. المجتمع الدولي تسمية اخترعها ساسة الغرب. بحيث تقتصر علي الولاياتالمتحدة. والدول المساندة لها. وفي إطار تلك التسمية التي تلغي الجمعية العامة والمنظمات التابعة لها. أو تقلل من قيمة قراراتها. مارس "المجتمع الدولي" سياسات تخلو من الشفافية. وتفرض وصاية غريبة علي المنظمات الدولية. آخر الجرائم التي يتصدي لها العالم. هجمات تنظيم داعش. وهو تنظيم إرهابي بكل المقاييس. بحيث تبدو مواجهته ضرورة عالمية. بإشراف الجمعية العامة أو المنظمات المنبثقة عنها. لكن واشنطن اتخذت قرارات التدخل منفردة. تساندها بعض الدول والحكومات. شحب دور مجلس الأمن - علي سبيل المثال - فهو لا يجتمع إلا للتوقيع علي القرارات التي يتخذها الساسة الأمريكان. من حق المنظمات الدولية. ومن واجبها. ان تدين وحشية داعش. وتتخذ الإجراءات التي تكفل القضاء علي هذا التنظيم الوحشي. الشفافية مطلوبة في العلاقات الدولية. حتي لا تتكرر مأساة عصبة الأمم. من خلال وصاية بعض القوي الكبري. فهي تضع إرادة المجتمع الدولي علي رف الإهمال. وتلجأ إلي القرارات التي قد تغيب أحياناً. وتخطئ في معظم الأحيان. ولنتذكر المآسي التي أحدثها التدخل شبه المنفرد في أفغانستان والعراق وليبيا وغيرها. المجتمع الدولي يعني القرارات الجماعية. والتكافل.. والشفافية.