«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"المساء" في مثلث الجمال والتقاليد والتنمية ..حلايب وشلاتين وأبورماد

664مليون جنيه لتنمية مثلث حلايب.. والافتتاح خلال أيام
تفقد اللواء أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر مشروعات التنمية بمثلث حلايب وشلاتين والقري والتجمعات البدوية في جنوب المحافظة.
حيث تفقد المجزر الألي لذبح الجمال والأغنام والاستفادة من الجلود وتشغيل ابناء الجنوب بجانب إنشاء مصنع ثلج لخدمة الثروة السمكية بمدينة الشلاتين وأمر المحافظ خلال زيارته بتوزيع 20 عجلا علي أهالي المثلث كما تفقد منازل التوطين والمدرسة الاعدادي ومحطات التحلية وخزان المياه بسعة 10 أطنان مياه يومياً كما تفقد منطقة أبورماد وقام بتوزيع الهدايا علي الطلبة والطالبات بالمدارس بمختلف المراحل كما تفقد تطوير مستشفي شلاتين وبحث مع رئيسي حلايب وشلاتين ما تم إنجازه من المشروعات الخدمية والتنموية ومنها المشروعات الزراعية والتي تستهدف إنشاء 500 صوبة زراعية وإنشاء 3 محطات للأرصاد الزراعية في جبل علبة وأبورماد وششلاتين ومبني الاذاعة والتليفزيون ومركز الحرف والمشغولات البدوية لتنمية مهارات المرأة البدوية ومحطة الانتاج الحيواني في مدينة حلايب.
كما تفقد محافظ البحر الأحمر منفذ حدربه وهو آخر نقطة حدودية بين مصر والسودان عند خط عرض 22 وطالب الشيخ حسن محمد هدل شيخ مشايخ حلايب المحافظ بمزيد من التوسع في إنشاء مساكن التوطين وقال هدل إن حلايب مصرية 100% وما تناولته وكالات الانباء إنما هو بلبلة مضيفاً نحن مصريون وحلايب حتي النخاع مصرية.
قال المحافظ إن تكلفة المشروعات التنموية بالمثلث بلغت 664 مليون جنيه مشيراًًً إلي قرار عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية بصرف 30 عجلا تهنئة بالعيد الأضحي لأهالي المنطقة..ومن المقرر أن هذه المشروعات سيتم افتتاحها المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء عقب إجازة العيد.
مشاغل التطريز والخياطة في كل بيت
وتقول سيدة أحمد مشرفة بأحد مشاغل التطريز والخياطة بالشلاتين وهي حاصلة علي بكالوريوس اقتصاد منزلي وهي من بنات الشلاتين تعلمت في جامعة عين شمس وحصلت علي بكالوريوس. واليوم أقوم بتعليم بنات مدينتي وايضا عمل معارض فنية فيها أجمل التابلوهات وفن التطريز والخياطة وجميع المشغولات الفنية وتشارك في المعارض الفنية التي تقام في الغردقة وأقربها في الاحتفال ليوم السياحة العالمي.
وتطالب المسئولين بزيادة اعداد المشاغل لكثرة المتدربات واقبالهن الشديد علي هذه المهنة وهي التطريز علي القماش والخياطة وايضا الرسم علي الأقمشة وعرض المشغولات اليدوية والبدوية في معارضهن المقامة في القاهرة والغردقة وخصوصاً السياحة.
وتطالب المسئولين بعمل معرض دائم في مدينة الشلاتين وتوأمة الماكينات والأدوات والمساحات التي تعطي الفرصة في زيادة الانتاج وجميعها جهود بشرية وجميع السيدات والبنات يفضلن العمل علي ماكينات التريكو والتطريز ويتم مكافأتهم عن طريق مديرية التضامن.
وأكد حسين الباز مدير عام التضامن الاجتماعي بالبحر الأحمر أن أهم شيء في منطقة الجنوب وهو توطين البدو وتسكينهم في خيام في القري والوديان وتنظيم حياتهم القبلية وايضا فتح العديد من المشاغل لتشغيل الفتيات والسيدات لتعليمهن وايضا مكافآتهن شهرياً باعتمادات مالية من قبل مديرية التضامن الاجتماعي بالغردقة.
ومتابعتهم من خلال الادارة الاجتماعية والوحدات القروية بالشلاتين وحلايب وأبورماد وايضا اعداد معارض الآسر المنتجة في الغردقة وتخصيص اماكن لأبناء حلايب ابورماد والشلاتين وتدعيمهم وتشجيعهم علي ذلك.. وقرر اللواء أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر صرف مكافأة شهرية لأبناء وبنات الشلاتين العاملية في مجال المشاغل.
المقايضة أساس التجارة.. و"البجا" لغة أساسية
يقول اللواء أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر إن تعداد السكان بمثلث الشلاتين وحلايب وأبورماد يبلغ 30 ألف نسمة ومعظمهم من قبائل البشارية من الشلاتين حتي خط عرض 22 ويفصل بين مصر والسودان منفذ حدربة الجمركي وتعد التجارة سمة أساسية بين القبائل علي جانب مصر والسودان كما تربطهم علاقة النسب والجيرة في القطرين الشقيقين. أضاف أن مجلس الوزراء اعتمد 690 مليون جنيه لتطوير مثلث شلاتين حلايب أبورماد وتنمية البنية التحتيه وإنشاء بعض المشروعات الكبري وتطوير التعليم والصيد.
التقت "المساء" الشيخ حسن هدل شيخ مشايخ البشارية بحلايب يقول توجد حوالي ألف أسرة بالمنطقة ويبلغ تعدادها 5 آلاف نسمة حيث تتميز منطقة حلايب بالسحر وجمال الطبيعة وخصوصاً منطق حلايب التي تقع علي ساح البحر الأحمر. ونتطلع أن تستغل هذه المنطقة في الجذب السياحي كما توجد بالمنطقة أعشاب طبية وآثار فرعونية رومانية ومناجم الذهب ووديان زراعية يستخرج منها العديد من الحبوب والأعشاب الطبية ونقوم بالمقايضة بها مع أقاربنا بالسودان.
ويقول الشيخ سر الخاتم أحد مشايخ البشارية بالشلاتين إن المنطقة تتميز بانتشار العديد من القبائل "العبابدة والزبايدة وعرب المعاذة" والذين ينتشرون بين وديان المنطقة وعلي سواحل البحر الأحمر ولغتهم الاساسية "البجا" إلي جانب اللغة العربية التي يتحدثونها بطلاقة وتعتمد العلاقات التجارية بين القبائل الموجودة بالمثلث وأقاربنا بالسودان يعتمدون علي تجارة الجمال والحبوب والعطارة والأعشاب الطبية والكركادية ونقوم باستبدالها بمنتجات البلاستيك مثل الحصر والأواني والمنتجات الغذائية وبعض الحبوب مثل الحلبة والشعير وتساعدنا في نقل الافراد والمنتجات سيارات النقل القديمة المعروفة باسم "الأسفنجة" وهي مجهزة بالسير في المناطق الجبلية الوعرة وجميع التجارة تعتمد علي تبادل السلع والمقايضة.
ويؤكد الشيخ محمد طاهر سدو شيخ مشايخ البشارية أن منطقة المثلث يوجد بها موانيء لصيد الاسماك رئيسية علي ساحل البحر الأحمر بمنطقة برانيس والشلاتين وأبورماد ويتوافد عليها جميع الصيادين من مختلف المحافظات بالجمهورية لصيد الاسماك وهناك العديد من جمعيات الصيد التي تخدم حوالي 2000 فرد من أبناء البشارية والعبابدة وخصوصاً بمنطقة أبورماد وتعد هذه الموانئ من أهم المناطق الغنية بالاسماك وتقوم بتصديرها لجميع أنحاء الجمهورية ويبلغ انتاجها اكثر من 100 ألف طن سنوياً.
وقال الشيخ أوهاج شيخ مشايخ العبابدة بالمثلث من أهم الحرف التي يتميز بها ابناء القبائل هي راعي الأغنام وتجارة الجمال حيث تساعد السهول والوديان الزراعية الموجودة بالمنطقة ذات المساحات الشاسعة لانتشار أكثر من 100 ألف رأس من الماعز والجمال والأغنام التي تنتج كميات من الألبان واللحوم ويتم بيعها في معظم محافظات الجمهورية وتساعد الأمطار التي تسقط علي المنطقة في نمو وانتشار الحشائش والنباتات بالمنطقة ويستفاد منها في الراعي وتبادل الاعشاب الطبية والحبوب مع المناطق المجاورة.
ويقول صلاح كرار عضو المجلس المحلي السابق أن الحياة في الجنوب تختلف عن المعيشة في الوديان والسهول والمناطق القريبة من المنافذ الجمركية حيث تحتاج القبائل للمزيد من مساكن التوطين وزيادة عدد الفصول في المدارس وخصوصاً في قري أبرق والجاهلية. وقررت الحكومة تحويل قرية حلايب لمدينة منذ مارس الماضي لما تتميز به من مقومات سياحية وبعدها عن مدينة الشلاتين بحوالي 400 كيلو متر وتم اعدادها واصبحت مدينة مستقلة بذاتها نظراً لأهمية موقعها الجغرافي والعمراني بالمنطقة. ونطالب ايضا بزيادة عدد ساعات تشغيل ماكينات توليد الكهرباء حتي يتناسب مع الوضع الحضاري الحالي للمنطقة المرتقب أن تكون من المناطق السياحية الجذابة علي ساحل البحر الأحمر.
ويقول محمد زين من ابناء الشلاتين إننا نتمني أن تستكمل البنية التححتية والمشروعات الأساسية خاصة صيد الاسماك وايضا النواحي التعليمية وخصوصاً أن كثيراً من ابناء المنطقة حصلوا علي مؤهلات عليا من جامعات مصر ونسبة كبيرة منهم ينتظرون التوظيف في المصالح الحكومية بالمنطقة لخدمة مجتمعهم.
العبابدة.. والبشارية.. وعرب المعازة
قبائل العبابدة ينسبون للزبير بن العوام وذلك بعد أن قتل الحجاج بن يوسف الثقفي عبدالله بن الزبير وكان عبدالله بن الزبير خليفة المسلمين في هذا الوقت بعد الإمام علي بن أبي طالب "كرم الله وجهه" وظل خليفة للمسلمين علي أرض الحجاز والمدينة والعراق ومصر.
البعابدة وجدهم عبادي قبيل كبير من قبائل كهيل. والكواهلة عبارة عن كيان عشائري تكون من زيجات زبيرية وقرشية في شعب البجة الحضرمي السبأي العربي. أما في تقاليدهم فانهم من نسل الزبير بن العوام القرشي أحد القادة الفاتحين لجنوب مصر.
والعبابدة أولاد عباد. وهو جدهم المدفون في وادي عباد بالقرب من مدينة إدفوا بأسوان ومن أجداد العبابدة عزاز الذي ينحدر من كهيل أو كاهل وهو جد الكواهلة في كردفان بالسودان. وأغلبهم أهل إبل وغنم وهم يشغلون البراري الواقعة من شرق النيل من قنا إلي أسوان وشرقاً حتي القصير علي البحر الأحمر.
ذكر أحمد لطفي السيد في قبائل العرب أن شيخ العبابدة عام 1935م كان يسمي منشتح كرار ومقره إسنا في محافظة قنا.
العبابدة وفتح السودان
قال محمد الطيب في موسوعته ان للعبابدة دوراً رئيسياً في ضم أقاليم السودان إلي مصر عام 1820م وقد تمثل هذا الدور في امداد الحملة التي قادها إسماعيل كامل نجل محمد علي باشا لضم سنار والحملة التي قادها محمد بيك خسرو الدفتردار لضم كرفان بالجمال لنقل المؤن والذخائر والأفراد للقتال في صفوف الجيش الزاحف صوب الأراضي السودانية. بالاضافة إلي دورهم كأدلاء أو مرشدين في دروب الصحراء ولا سيما الطريق الشرقي الذي يربط بين السودان ومصر عبر صحراء العتمور. إذ أنهم كانوا يعتبرون أنفسهم بمثابة سلاطين الصحراء.
تعيش في جنوب الصحراء الشرقية ما بين وادي النيل والبحر الأحمر جماعات من البشاريين والعبابدة والجعافرة وهم يتداخلون مع النوبيين بالقرب من وادي النيل. ويزداد انفرادهم كلما توجهنا إلي الجنوب والشرق وهم في مجالهم البجا وهم عرق حامي شرقي مثل المصريون والأمازيغ.
قبيلة الرشايدة
قبيلة الرشايدة: يرجع نسبها إلي راشد بن رواحه بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن قيس بن عيلان بن مضر بن مزاؤ بن معد بن عدنان.
بعض المراجع قالت إن نسبهم يرجع إلي راشد بن بجاد بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس. ورواحه وبجاد إخوان فنتيجة المصاهرة بين أبنائهم اختلفت المراجع في النسب والاتفاق أنهم أخوة والأب مالك بن غالب بن قطيعة العبسي ولكن حرب داحس والغبراء كانت السبب في الاختلاف ومدتها الطويلة كانت كفيلة بتمزيقهم وتشتيت بعضهم وتحالف بعضهم حتي جعلت البعض ينسب نفسه إلي من حالفه كما حدث مع الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان العبسي. وينتشر الرشايدة في الوقت الحاضر في معظم الدول العربية ففي السودان بها الغالبية العظمي من الرشايدة.
ويتواجدون في مناطق حلايب وحماطة وتشرف عليهم شئون القبائل وهم لا يتمتعون بالجنسية المصرية باعتبارهم هم من القبائل الرحالة بين مصر والسودان وإن كانوا يطالبون بها بسبب اقامتهم الطويلة في المنطقة ويؤكدون أنهم مصريون وحضروا الفتوحات العربية ويعملون في تجارة الآبل بين مصر والسوادن وتم توفيق أوضاعهم وهم مصريون علي أرض مصر.
قبائل البجة
تقع البلاد التي تقطنها قبائل البجة علي الساحل الغربي للبحر الأحمر وتبلغ مساحتها 100 ألف ميل مربع تقريباً فهي تمتد من الشلاتين بمحافظة البحر الأحمر شمالاً حتي قرية قرورة في السودان جنوباً ومن سواحل البحر الأحمر شرقاً حتي التلال المحاذية لنهر النيل غرباً وحتي مدينة عطبرة في السودان وباللغة البجاوية "أتبره" ومعناها بحر اللبن.
ويعيش أبناء قبائل البجة في هذه المنطقة منذ آلاف السنين حيث يمارسون مهنة الرعي وينتقلون وراء الكلأ والعشب ويزرعون الذرة والدخن وهي الحبوب التي يصنعون منها الخبز. والزراعة تقوم علي المطر الذي يروي أراضيهم وتشرب منه حيوانات الرعي فإن جفت الآبار وتوقف المطر لعدة سنوات كما حدث خلال السنوات الماضية مات الزرع والضرع وتعرض أبناء القبائل لمعيشة صعبة.
لذا فإن البجاوي يعيش حياة صعبة صارمة علي أرض تعتمد علي المطر وإن كان جوفها غني بكثير من المعادن التي جلبت المغامرين والمستعمرين لاستغلالها وكانت مطمعاً لهم.. البجاوي صغير البنية وضامر الجسم خفيف الحركة بشرته تشوبها حمرة مع شعر مجعد يمتاز بالصرامة وشده البأس والقوة يعيش في عزلة في منطقته لذا حافظ علي تراثه ونسله. وقد تعرضت بلادهم لكثير من الحملات فالفراعنة بحثوا فيها عن الذهب والبطالسة عن الأفيال علاوة علي الذهب وآل سبأ وحمير في اليمن عن التجارة والربح.. وتعرض كذلك للإنجليز الذين استخدموا القسوة والأسلحة الرشاشة لإخضاعهم.
يبلغ تعداد سكان قبائل العبابدة والبشارية والزبايدة وعرب المعازة في مثلث الشلاتين وأبورماد حوالي 30 ألف نسمة منهم 15 ألفاً لقبائل البشارية. وتربطهم ببعض علاقات اجتماعية ونسب وعلاقات تجارية وتبادل للسلع مثل السلع الغذائية والحبوب مع أقاربهم واشقائهم وانسابهم بالسودان.
زفاف بنت القبيلة.. فرصة للم الشمل
عادات وتقاليد قبائل العبابدة والبشارية مختلفة عن عادات الحضر والمدينة فبيت شيخ القبيلة هو كبير العائلة وينتمي أفراد القبيلة إلي تعليمات شيخ القبيلة.
يقول محمد زين شيخ مشايخ الشلاتين إنه من كرم الضيافة شرب "الجبنة" وهي القهوة المغلية المخلوطة بالحبهان وتوزع في أكواب صغيرة تسمي "قمع" وتشرب أكثر من مرة "مفردة" ونستخدم الحطب وكلها من البيئة المحيطة.. وهو مشروب اساسي.
اما حفلات الزفاف فلها طقوس معينة وتقام الأفراح لأكثر من سبعة أيام وتقوم قبيلة العروس بنحر الذبائح وتوزيعها علي الأهالي وتطهي ولابد من تقديم العشاء وخصوصاً في ليلة التربلة وهي رقص السيدات المنتقبات والتصفيق علي الدف طوال الليل وتحمل فيها السيدات الراقصات بالسيوف ويرقص وسط دائرة من الرجال يصفقون علي الدف وتبادل مجموعة من السيدات وأهل العريس والعروس طوال الليل للرقص.
وثاني يوم ليلة الحنة وتنحر فيها الذبائح وتقام طقوس الحنة "الدموكة في صوان" وعليها الشموع وايضا تقام السمسية وتعد حظ ويطلق عليها شباب القبيلة "الحظ" والآلة الرئيسية في العزف السمسيه وهي من صنع البيئة وتشبه الجيتار ولكن اسلاكها عديدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.