فيروس (B) يعرف ب "القاتل الصامت" نظرا لشراسته وسرعة انتشاره والتي تتعدي فيروس(c) وتقدر بعض الإحصائيات أن عدد المصابين بهذا المرض علي مستوي العالم يصل إلي 300 مليون مريض منهم 4 ملايين مصاب في مصر. أكد الأطباء أن مكافحة العدوي الطريق الأمثل لتقليل عدد المرضي والسيطرة عليه باتباع طرق تعقيم تحت رقابة صارمة. أشاروا إلي أن المرض ينتقل عن طريق الدم الملوث ومن الأم المصابة لطفلها أثناء الولادة من خلال "المشيمة" وأن 90% من المصابين يتم شفاؤهم عن طريق مقاومة الجسم ومناعته. قالوا إن وزارة الصحة أدرجت علاج مرضي فيروس (B) منذ 6 سنوات علي نفقتها. يقول د. علاء إسماعيل رئيس قسم الباطنة بمعهد تيودر بلهارس إن فيروس (B) من الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم والاتصال الجنسي وأثناء معالجة الإنسان بآلات طبية غير معقمة. كما ينتقل من الأم إلي الطفل أثناء الولادة عن طريق المشيمة بخلاف فيروس (c) الذي لا ينتقل سوي عن طريق الدم منوها إلي أنه من الممكن أن يكون فيروس (B) حادا مسببا لارتفاع في انزيمات الكبد والصفراء. وفي هذه الحالة فإن 90% من الإصابات يتم شفاؤها ولن تتحول لمرضي كبد مزمن و10% الباقية تصاب بالتهاب مزمن قد ينتج عنه تليف بالكبد. يضيف أن أهم أعراض فيروس (B) التي تستمر لأسابيع عبارة عن إصفرار لون البشرة والعينين والبول الداكن والإرهاق والتعب الشديد والغثيان والقئ وآلام البطن.. مؤكدا أن الجسم المصاب يطور مضادات طبيعية تهاجم الفيروس وتقضي عليه وهذا يفسر نسبة الشفاء العالية والتي تصل إلي 90% سواء من الأطفال أو البالغين ونسبة قليلة هي واحد لكل ستة أشخاص عرضة للإصابة بسرطان الكبد. أشار د. علاء إلي ضرورة تلقي العلاج المستمر لوقف نشاط الفيروس لأن هناك أدوية جديدة لعلاج (B) يتم تناولها عن طريق الفم وتحمي الكبد من مرحلة التليف والسرطان بنسبة 90%. وعن دور الدولة يؤكد د. علاء أن الدولة أدرجت علاج فيروس (B) من خلال اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات علي نفقة الدولة منذ أكثر من 6 سنوات وتقوم بعلاج كل الحالات المتقدمة علي نفقتها وحديثا أدرجت عقارا بوقف نشاطه أعلي كفاءة ولا يمكن الفيروس من التحور وهو عقار "إنتيكافير". وعن عدد المرضي في مصر يشير إلي أنه ليس في مصر إحصائيات دقيقة خاصة بالفيروس معظمها متضارب ولا يمكن الجزم بعدد المرضي لأنه لا يوجد لدينا إحصاء مركزي معتمد من وزارة الصحة. أضاف أن هناك العديد من الأبحاث علي المستوي العالمي لإنتاج أدوية متقدمة وهذه الأدوية سوف تقضي علي الفيروس بصورة نهائية ولكنها مازالت في طور التجارب ولم تأخذ تصريحا من منظمة الأدوية العالمية حيث أنها تحطم "D.N.A) الخاص بالفيروس ولكن هذه الأدوية ستكون متاحة خلال 5 سنوات. أوضح د. عبدالرحمن نبوي ذكري رئيس وحدة الفيروسات والمناعة بمعهد الأورام أن مكافحة العدوي هي أهم طرف لعلاج الفيروسات بكل أنواعها. مشيرًا إلي أن الإصابة بها ينتج عن عدة عوامل تختلف من إنسان لآخر منها عوامل وراثية طبيعية في العمل إذا كان يتعرض لمواد كيميائية وأبخرة وطريقة الغذاء واستعداد جسم الإنسان نفسه للمقاومة ضد الإصابة أو ما يطلق علي المناعة الطبيعية. أضاف أن فيروس (B) ينقل عن طريق الدم والاتصال الجنسي.. ولذلك لابد من إجراء فحص شامل ودقيق لكل مكونات الدم قبل نقله واستخدامه لمريض آخر.. منوهًا إلي ضرورة استخدام الواقي الذكري عند الممارسة الجنسية لعدم نقل المرضي بين الزوجين. يؤكد د. محرم عبدالسميع مدير مستشفي الطوارئ جامعة المنوفية وأستاذ الجهاز الهضمي والأورام أن فيروس (B) ينتقل عن طريق الدم حتي تحدث العدوي فمثلا لو أصيب لطبيب بشكة سرنجة غير معقمة فلن ينتقل الفيروس لأن الجسم لا يصاب سوي بعدد كبير من الفيروسات وفترة حضانة المرض 6 أشهر. أضاف أن الأطقم الطبية من أطباء وتمريض هم الأكثر عرضة للإصابة بفيروس (B) ولذلك هناك تحصين لهم علي 3 مرات خلال الشهر الأول والثالث والسادس وهي تحافظ علي الإنسان من الإصابة. وأما عن أهم الأسساس لانتشاره السريع ففي مقدمتها الأخطاء الطبية وعدم اتباع مكافحة العدوي والتعقيم في معظم المستشفيات مشددا علي ضرورة التحصينات المستمرة وعمل التحاليل اللازمة والمتكررة علي فترات متقاربة للعاملين بالمستشفيات. أشار د. محرم إلي أنه ومنذ سنوات قليلة ثبت أن اللعاب لا ينقل المرض كما كان شائعا من قبل وأيضا الحيوانات المنوية أثناء الممارسة الجنسية..لا تنقل العدوي مؤكدا أن الأساس في نقلها هو الدم وبكميات كبيرة من الفيروس وأيضا لبن الأم لرضيعها لا ينقل المرض ولكنه ينتقل عن طريق المشيمة. أضاف ان فيروس (B) هو أشد ضراوة وقوة والأكثر انتشارا عن فيروس (c) وينقل بمعدل أكبر ومعدل الأورام للمصابين به أكبر من مرضي فيروس (c) .. منوهًا إلي أن فترة الإعاشة للمرضي المصابين بالفيروس بعد وصولهم لمرحلة التليف والاستسقاء أقل من فترة إعاشة نفس الحالة لمرضي (c) والتي تمتد ل 5 سنوات كمتوسط قبل حدوث الوفاة. ولكن في فيروس (B) تحدث الوفاة قبل ذلك.