* سيدتي: عمري ثلاثون عاما ولا أعرف الحقيقة.. نعم فالحقيقة كما قلت أوجه كثيرة لدي كل منافق ولص وكاذب.. وقد أوهمني لمدة ثلاثة أعوام أنه يحبني بعمق مياه المحيط وأبعد من السماء السابعة فراقنا.. واليوم هو متزوج وينعم بطفلة جميلة وأنا أجتر الذكريات الأليمة وحدي.. أقنع نفسي أنني نسيته وأنه لا يستحقني وأنني الكسبانة لأنني تركته قبل أن يتركني هو ولكنني أجدني أفكر فيه وأسأل نفسي لماذا لم أحاول إنقاذ حبي؟ ياسيدتي نحن ابناء عمومة تربينا معاً ولم أعرف الحب إلا علي يديه فهو الذي باح بحبه لي بعد طلاقي من زواج لم يستمر ثلاثة أشهر وصدمة عانيتها حتي كدت أفقد حياتي.. وعندها وجدت مشاعر لم أشعر بها من قبل تنتابني ولم أدر إلا وأنا حبيبته.. هو الآخر كان لديه مشاكله مع زوجته التي لم يدخل بها وكانا قد تركا بعضهما وتأكدت أنه لي وأنا له ولكنه ظل يماطل في مفاتحة أمي حيث أن أبي توفاه الله قبل زواجي بسنوات وأنا البنت الوحيدة.. ولعلنا أصبحنا نعامل معاملة الأغراب في العائلة بعد موت أبي.. المهم أنني مللت الانتظار خاصة مع تقدم بعض العرسان لي رغم كوني مطلقة وعندما فاتحته قال لي بأن طليقته ترغب في العودة وأن والداه يصران علي ذلك فهي قريبة والدته.. والأم ترفضني لأنني مطلقة ولا ترغب لابنها في عروس مطلقة.. لم تشفع لي قرابتي ولا حبه وكانت الصدمة رضخ لرأي أمه وتزوج بل أصبح يتجاهلني إذا رآني ولا يحاول الحديث معي.. أنا التي وهبته السعادة ثلاث سنوات أخاف عليه وأحرص علي أن أكون في أتم حالاتي حتي وإن كنت مريضة أو حزينة.. كنت أعد اللحظات لنتقابل.. كنت نعمة وهدية له كما قال إنه كاذب.. لم يرحمني وحطمني بكل عنف لم يضع كل ما وهبته من سعادة في ميزانه وهو يحطمني.. كانت صدمتي أعنف من صدمة طلاقي ولا أخفيك سراً لقد حاولت الانتحار لكن الله أراد أن يعذبني بما فعلته في روح ليست ملكي.. أرجوك أعرف أنه لا يوجد حل لمشكلتي ولكن كيف أنساه ومع علامات ذلك النسيان مع العلم أنني أراه في المناسبات العائلية فقط.. ولك تقديري ورجاء عدم إهمال رسالتي والله العظيم ليست مشكلة تافهة.. فقد كان عندي كالصلاة لابد أن أتحدث معه خمس مرات واليوم أشعر بالألم فماذا أفعل. ہہ عزيزيتي: بداية لا نهمل أية رسالة ولا نعتبر أي مشكلة تافهة حتي وإن كانت كذلك.. لكننا نراها بعيونكم ونرد عليها بعيوننا ورؤانا نحن.. مشكلتك التي تقولين أنه لا حل لها.. لها حل قاطع فقط لو أدركنا عدة أشياء. - أولا: ما كان بينكما ليس حباً وإن استمر ثلاثة أعوام.. ما كان بينكما هروب كل منكما هرب من مشكلته للآخر وعندما جاء الحسم ظهرت حقيقة المشاعر هو يريد خطيبته التي تزوجها والتي تركته أو تركها لسبب ما انتهي وانتصر الحب وليست قرابتها لوالدته فأنت أبنة عمه وقرابتك أولي مهما كان الابتعاد عن العائلة الذي حدث بعد وفاة الأب.. إذن لو اعترفنا بأنكما كنتما المسكن لوجع ألم بكل طرف لهدأت ثورتك ضد أبن عمك الذي كان عليه ألاينساق هكذا ولكن أنا مؤمنة دائماً أن الخطأ مشترك بينك وبينه فلا تحمليه كل اللوم.. يبقي أن نعترف بالحقيقة فهي دائما نصف العلاج.. والحقيقة تقول إنه تزوج ونسي وعليك ذلك أيضا لتلحقي بحياتك. أما كيف تتأكدين أنك نسيته ستشعرين بذلك وهناك عدة علامات إن تحققت فقد نجحت في عبور الأزمة تلك العلامات هي الآتي: عندما لا تكوني حريصة علي أن يراك في أفضل حالاتك وأناقتك.. عندما يتحول خوفك وقلقك عليه لخوف وقلق منه ومن استغلاله لك بأي شكل.. عندما تكفين عن تعمد إثارة انبتاهه بغيابك المتعمد عن أماكن تواجده وتشعرين عند رؤيته أنه أحد مكونات المشهد وليس شيئاً مميزاً فيه.. عندما لا تفكرين في إثارة مشاعر الغيرة لديه.. عندما تتوقفي عن عد أيام غيابه عنك.. وعندما لا تحاولين وضع مبررات لكلماته وتلميحاته ونظراته.. وعندما لا تتهربين من رؤياه أو تتجنبي الحديث عنه وعندما لا يخفق قلبك بشدة عند سماع صوته ويتوقف لسانك عن الدعاء عليه أو حتي له.. بل قد يصل الحال أن تضحكي بسخرية عندما تتذكرين هذا الحب الذي ولد ليموت والأدق أنها حالة تشبه الحب.. عندها ستكتشفين أن حجمه في قلبك قد تقلص ولم يعد هناك حب.. الحب الحقيقي كصلاة الفرض لا يترك والزائف كسنة من الممكن جداً نسيانها وفي حالتك لم يكن هذا الحب لا فرض ولا سنة وإنما تركه فرض مؤكد. ہہ همسات الصديق/ فؤاد.. طلخا أهلا بك بعد العيد أنت وزوجتك فهذه المشكلة لابد من تواجدكما معاً.. ولك التحية.