بعد أن أفلتت مصر من قبضة الولاياتالمتحدة فور نشوب ثورة 25 يناير. التفت أمريكا علي الثورة ونجحت في الإمساك بمقدرات أمورنا من خلال تنظيم الإخوان التابع لها. وسعت إلي توجيه الضربة النهائية للكيان المصري الذي يناوئ مطامع الغرب في الأرض العربية والثروات العربية. ويواجه عدوان الغرب ضد المسلمين منذ الحروب الصليبية حتي الآن. سعت أمريكا إلي ضربة الاجهاض الأخيرة - كما تصورت - بتفتيت مصر وتمزيقها علي يد عملائهم: الإخوان.. ولكن أمريكا نالت الهزيمة المنكرة لخططها العدوانية ضدنا فور احتشاد الشعب وتوحده في 30 يونيه. ثم وقوفه صفاً واحداً ضد مطامع أعداء الداخل والخارج. بدعم من جيش الشعب وقواته المسلحة.. فراحت الولاياتالمتحدة تجرب وسيلة جديدة وعدائية ومباشرة هي التهديد العسكري. فلم تفلح ورأت أنها ستكون الخاسر في النهاية كما خسرت انجلترا وفرنسا وتحولتا بعد ذلك إلي قزمين سياسيين بعد اعتدائهما - مع إسرائيل - علي مصر في .1956 لم يعد أمام أمريكا الآن سوي سياسة "الاحتواء" لمصر. فوافقت علي تسليم طائرات الأباتشي لها. وأعدت تمثيلية ساذجة وزعت بطولتها علي تنظيم داعش وانجلترا وألمانيا وفرنسا والأكراد العراقيين. لتقيم ما تسميه التحالف ضد الإرهاب. ولتدخل مصر طرفاً و"حليفاً" لها في هذا التحالف الموهوم والمصطنع.. ولم ترفض مصر - الواعية سياسياً بهذا المخطط - بل رأي ساستها الوطنيون ورئيسها ابن الشعب ان يوجه سهام أمريكا إلي حيث تريد مصر: فالإرهاب ليس في العراق وسوريا فقط. بل في ليبيا وسيناء كذلك.. ونحن نحارب هذه المعركة لصالح مصر ولخدمة أهدافنا فقط. أظن مصر تعي الآن ان غروب شمس أمريكا قد لاح في الأفق. وستلحق قريباً بأمها وحليفتها انجلترا. وهي الآن تشبه الثور الهائج في ميدان مصارعة الثيران: يتلقي الضربات سراً وعلناً من روسياًوالصين وكوريا الشمالية ومصر.. وهو يريد الآن - قبل السقوط الأخير - ان يغرس قرنه في أي جسد بشري!! ولن يكون هذا الجسد مصرياً!! وأظن حليفنا الطبيعي والحقيقي. والذي لم يضرنا علي مدي التاريخ. ولم يعتد علي طموحاتنا بل يدعمها. أظن هذا الحليف هو روسيا. وهي الآن تخوض معركتها المصيرية في أوكرانيا بعد ان أعادت القرم إلي سلطتها - بصفتها أرض روسية سابقة - وتطور من أبحاثها العلمية العسكرية. وتدعم مناوئي أمريكا ووحشيتها في العالم.. ولذا فلتكن يدنا الحقيقية وتوجهنا الاستراتيجي تجاه روسيا والشرق بعامة: الصين والهند.. ولا مانع من تقديم بعض الابتسامات للخصم الأمريكي الذي لم نجن من علاقتنا به سوي الخسران!!!